أسامة مهدي من لندن: اثارت تصريحات منسوبة لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني حول العلاقة مع اسرائيل تراشقا كلاميا داخل العراق حيث هاجمتها هيئة علماء المسلمين ورجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر فردت عليهم اليوم رئاسة الاقليم داعية الهيئة الى الابتعاد عن دورها التخريبي والتدميري وطالبة اياها والصدر بعدم التدخل في شؤون الشعب الكردي الامر الذي استدعى تدخل الرئيس العراقي جلال طالباني الذي هاتف الصدر حول ذلك .

وقال ديوان رئاسة اقليم كردستان في بيان له اليوم بعد ساعات من صدور بيان هيئة علماء المسلمين ويوم من مهاجمة الصدر لتصريحات بارزاني ان التعليقات على التصريحات التي ادلى بها الزعيم الكردي خلال زيارته الاخيرة للكويت مطلع الاسبوع الحالي صدرت من دون الاطلاع على نصها الصحيح . واضاف الديوان في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نصه الليلة ان هيئة علماء المسلمين جاء مشابها لبيانات مجلس الثورة العراقي السابق وتجاوزا لحدود العراق فاصبحت تتحدث بإسم مليار و نصف المليار من المسلمين في العالم. وتساءل قائلا : لماذا لا يترك مثنى حارث الضاري ابن رئيس هيئة quot;العلماءquot; القاهرة والتي تتواجد فيها السفارة الاسرائيلية والشيخ يستظل بالعلم الاسرائيلي يومياً .. ولماذا لا ينسحب ممثل الهيئة محمد عياش الكبيسي من قطر حيث مقره ومقر تواجد الإسرائيليين ؟.

وطالب ديوان الرئاسة هيئة علماء المسلمين بالابتعاد عن دورها التخريبي والتدميري وان تكون أكثر حرصاً على الفقراء والأبرياء من أبناء العراق والذين يذبحون ويقتلون بالمئات نتيجة فتاويهم التكفيرية وأن يتركو شأن فلسطين للقيادات الفلسطينية وشأن المليارونصف المليار من المسلمين لرؤسائهم. وقال انه اذا كانت لهذه الهيئة مواقف لصالح المسلمين فلماذا لم نسمع من أي فرد من أعضائها في يومٍ من الأيام شيئاً عن تضامنهم مع عوائل ضحايا الشعب الكردي في حلبجة وعمليات الانفال ..أولم أوليسوا من المسلمين ؟ واكد إن بيان الهيئة وأقوال مقتدى الصدر بهذا الصدَد لن تؤثر على أبناء كوردستان لانهم لايحتاجون الى فتاوي وإرشادات منهم والأفضل لهم أن لا يتدخلوا في شأن الشعب الكردي .

وحول الموضوع نفسه أعرب الرئيس جلال طالباني خلال مكالمة هاتفية مع السيد مقتدى الصدر الليلة عن أمله بأن يبذل سماحته قصارى جهده لتسهيل مهمة رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي لتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية قادرة على انجاز مهامها الجسام. وقال بيان رئاسي ارسل الى quot;ايلافquot; ان طالباني أوضح خلال المكالمة حقيقة التصريحات الأخيرة، التي أدلى بها رئيس إقليم كوردستان العراق مسعود بارزاني في الكويت داعيا إلى تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز العلاقات بين التحالف الكردستاني والتيار الصدري، قائلا في هذا الشأن quot;نتطلع إلى دوركم المشرف والكبير في بناء العراق الجديد ونحن من جانبنا نقدر دور التيار الصدري تقديرا عاليا و نسعى لتعزيز العلاقات معه.quot;

في المقابل أبدى الصدر تجاوبا مع دعوة الرئيس طالباني مؤكدا حرصه على دعم خطوات تشكيل الحكومة الجديدة و تقوية العلاقات بين التحالف الكردستاني و التيار الصدري وقال انه ينوي إرسال وفد إلى كوردستان من اجل تعزيز العلاقات بين الطرفين فيما رحب طالباني بهذه المبادرة وأكد دعمه لكل الجهود التي من شأنها تعزيز مثل هذه العلاقات.

وفيما يلي نص بيان ديوان رئاسة اقليم كردستان حول بياني الصدر وهيئة علماء المسلمين :

نشر بيان بإسم ما يسمى (هيئة علماء المسلمين في العراق) حول تصريح رئيس أقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني في زيارته الأخيرة الى دولة الكويت الشقيقة والمتعلقة بالعلاقات مع إسرائيل. البيان يحمل رقم (255) وهذا يذكرنا بالبيانات الحربية لمجلس قيادة الثورة السابق ومن المحتمل أن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم Prime; بالعلماءPrime; يرون هيئتهم على شاكلة مجلسهم السابق. والأنكى من هذا أن الهيئة المذكورة، والتي لم يتم إنتخابها من قبل أي طرف بدأت تتجاوز حدود العراق وتتحدث بإسم مليار و نصف المليار من المسلمين في العالم. إنه من الواضح أن Prime;العلماءPrime; المذكورين أصدروا بيانهم وبدون الرجوع الى أو قراءة تصريح الرئيس بارزاني.

لذا نعيد كتابة الفقرة المتعلقة بالموضوع، وكان رداً على سؤال أحد الصحفيين العرب، وهي كالآتي :

(rsquo;لا أعلم لماذا نسأل هذا السؤال دائماً وأضاف إن rsquo;الإسرائيليين متغلغلون في جميع الدول العربية والعلاقة معها لا نعتبرها جريمة.. لكننا جزء من الدولة العراقية فإذا أقامت بغداد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بطبيعة الحال سيكون لنا علاقات مماثلة، القنصلية الإسرائيلية ستفتح في أربيل إذا أفتتحت السفارة الإسرائيلية في بغداد وبعكسه فلن تكون هناك علاقات مع إسرائيل). إن المواقف الكوردستانية بهذا الخصوص مرتبطة بالموقف في بغداد .. وبغداد هي التي تقرر والقرار أي كان ينعكس على كوردستان.
إذن فأين الإساءة الى مشاعر المسلمين ولماذا لا يترك السيد مثنى حارث الضاري ابن رئيس هيئة quot;العلماءquot; القاهرة و التي تتواجد فيها السفارة الاسرائيلية و الشيخ يستظل بالعلم الاسرائيلي يومياً. ولماذا لا ينسحب ممثل الهيئة المذكورة محمد عياش الكبيسي من قطر، حيث مقره ومقر تواجد الإسرائيليين ؟.

إن الساحة الكوردستانية مفتوحة للجميع ويتواجد يومياً العشرات من الصحفيين والإعلامين العرب والأجانب في كوردستان وللجميع الحرية في التجوال والتحدث الى المواطنين وليس لدى قيادة كوردستان أجندة خفية. كما وأن الرئيس بارزاني معروف بصراحته ووضع النقاط على الحروف والجواب على الأسئلة وبدون اللف والدوران فلو كانت لكردستان علاقات مع هذه الدولة أو تلك فإن ذلك سوف تكون معروفة للجميع .

أما العلاقات المستقبلية وبهذا الشأن فهي تخضع للإطار العراقي ومن الأجدر لهيئة Prime;علماء المسلمينPrime; أن يبتعدوا عن دورهم التخريبي والتدميري عن العراق وأن يكونوا أكثر حرصاً على الفقراء والأبرياء من أبناء هذا البلد والذين يذبحون ويقتلون بالمئات نتيجة فتاويهم التكفيرية وأن يتركو شأن فلسطين للقيادات الفلسطينية وشأن المليار ونصف المليار من المسلمين لرؤسائهم. وإذا كانت لهذه الهيئة مواقف لصالح المسلمين فلماذا لم نسمع من أي فرد من أعضائها في يومٍ من الأيام شيئاً عن تضامنهم مع عوائل ضحايا الشعب الكردي في حلبجة و عمليات الانفال. أو لم أوليسوا من المسلمين ؟

إن البيان المذكور بإسم الهيئة وأقوال السيد مقتدى الصدر في هذا الصدَد لا يؤثر على أبناء كوردستان .. وشعب كوردستان لا يحتاج الى فتاوي وإرشادات من هؤلاء ومن الأفضل لهم أن لا يتدخلوا في شأن هذا الشعب الأبي.

وكانت هيئة علماء المسلمين هاجمت اليوم تصريحات بارزاني حول الاستعداد لاقامة علاقات مع اسرائيل بالخطيرة وقالت انها مسيئة الى مشاعر المسلمين في العالم . واضافت الهيئة في بيان لها تعليقا على تصريحات بارزاني امس ان كلامه هذا لا يمثل الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ولا يخدم مصالحه الوطنية والأمنية لا الآن ولا مستقبلاً .. وفيما يلي نص البيان :

بيان رقم (255) المتعلق بالتصريحات الأخيرة للسيد مسعود البرزاني حول العلاقة بالكيان الصهيوني:

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع نهجه وهداه. وبعد:
ففي تصريح يثير القلق نقلت وسائل الإعلام عن أحد السياسيين العراقيين قوله إنّ العلاقة مع (إسرائيل) ليست جريمة، وإنه على استعداد لتوثيق هذه العلاقة إذا قررت بغداد ذلك. وقد تكررت هذه التصريحات من بعض السياسيين وفيها تلميح واضح إلى استعدادهم للاعتراف بإسرائيل. إنّ هذه التصريحات وأمثالها جدّ خطيرة، وفيها إساءة إلى مشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم الذين تعرضوا خلال العقود الماضية إلى اعتداءات كبيرة مباشرة وغير مباشرة من الكيان الصهيوني، وهي تجرح مشاعر الشعب الفلسطيني الذي احتلّ هذا العدو أرضه، ويتعرض كلّ يوم على يديه للقتل والاعتقال والتهجير، كما تجرح أيضاً مشاعر الشعب العراقي ذاته الذي لم يألُ هذا الكيان جهداً في التآمر ضده والتحريض عليه بما في ذلك التورط في إشعال الحرب الأخيرة والمساهمة في هدم مؤسساته واغتيال رجالاته.

إنّ هيئة علماء المسلمين على ثقة من أنّ هذا التصريح لا يمثل الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ولا يخدم مصالحه الوطنية والأمنية لا الآن ولا مستقبلاً. وكان الأولى بهؤلاء أن يقوموا بدعوة هذا الكيان - إذا كانت لهم به علاقة - إلى كفّ أذاه عن إخواننا في فلسطين والإقلاع عن ممارساته غير الإنسانية في حقهم.

الأمانة العامة

وكان رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدرقال امس تعليقات على هذه التصريحات نفسها quot;إن العلاقة مع إسرائيل سواء كانت بصورة مباشرة أم بصورة غير مباشرة أو لأي سبب كان هي جريمة كبرىquot;. واضاف في بيان له جوابا على استفسار خطي مقدم من برلمانيين عراقيين بشأن تصريحات نقلتها وسائل الإعلام عن الزعيم الكردي مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان قال فيها quot;إن العلاقة مع إسرائيل ليست جريمة quot;وانهquot; مستعد لفتح قنصلية لإسرائيل في كردستان إذا وافقت الحكومة العراقية على فتح سفارة لإسرائيل في بغدادquot;. وقال الصدر ان إسرائيل quot;هم أعداؤنا في القران والسنة ولا مجال لغير هذا الكلامquot;. وتمنى من البارزاني التراجع عن تصريحهquot;معللا ذلك بأن:quot;فيه مفسدة كبيرة حتى على الأكراد أنفسهم واني على علم برفضهم لمثل هذه الأمورquot;.

ودعا الصدر الحكومة العراقية ومجلس النوابquot;إلى شجب واستنكار هذا التصريح ورفضه بصورة علنيةquot;. ورفض الصدر في بيانه الذي نشرته الوكالة الوطنية العراقية اليوم quot;أي تطبيع مع إسرائيل بالرغم من حدوثه في بعض الدول العربيةquot;. وقال إن ذلكquot;من ثوابتنا التي لن نحيد عنها أبدا، ولذا جعلناه أول بنود ميثاق الشرف الوطنيquot;.