سمية درويش من غزة : بات المشهد الفلسطيني ذو علامة واضحة على مسرح قطاع غزة ، فحين يدب الرعب والخوف في قلوب المواطنين ليلا ليهربوا من نيران الاقتتال الداخلي التي تقرع أجراسها ، تباغتهم المروحيات الإسرائيلية بصواريخها . ويعيش قطاع غزة منذ وصول حركة حماس لسدة الحكم عقب فوزها بالانتخابات التشريعية في الخامس والعشرين من كانون ثاني (يناير) الماضي ، حالة من الاحتقان والتوتر بسبب النزاع والصراع المستمر بين فتح وحماس على الحكم.

عائلة امن تقطن في جنوب مدينة غزة ، طالما عبرت عن استنكارها وخشيتها من نيران الحرب الأهلية ، التي طرقت أبواب القطاع خلال الأسابيع الأخيرة ، لم تعرف بان الصواريخ الإسرائيلية ستحصد عائلتها ، حنان أمن 45 عاما ، وابنتها نعيمة 25 عاما ، وحفيدها مهند 5 سنوات ، حين اغتال سلاح الجو الإسرائيلي احد ابرز قادة الجهاد محمد شعبان الدحدوح. خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي ، قال ، quot; بان حركته تفضل أن يستشهد أبنائها وعناصرها في معارك العدو أفضل مائة مرة أن يستشهدوا -لا قدر الله- في المعارك الداخليةquot;. بدوره شدد القائد في حماس د. أحمد بحر ، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي ، على ضرورة أن لا يوجه هذا السلاح الطاهر والشريف إلا للعدو الإسرائيلي ، منددا بما وصفها بـ quot;المؤامرةquot; على الشعب الفلسطيني . كما أكد البطش ، بان رسالة الاغتيال يجب أن تكون واضحة للشعب الفلسطيني لتوحيد الصفوف ، منوها إلى أن استمرار التنازع والتنافر سيوسع هامش العدو وزيادة عملياته .

وحلف القيادي بالجهاد ألوان الطيف السياسي ، بدماء الشهداء أن يعدوا إلى طاولة الحوار والتفاهم ، وان يكفوا عن هذا الترف السياسي . هذا وقد تعالت أصوات الجماهير خلال مسيرة تشييع الشهداء بعد ظهر اليوم ، المنددة بسياسة الاغتيالات الإسرائيلية ، مستنكرين الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وسياسة التجويع الهادفة لتركيعه ، مطالبين في الوقت ذاته ، الفصائل الفلسطينية إلى التوحد ونبذ الخلافات لمواجهة الحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة ضدهم. كما توعد أبو أحمد الناطق الإعلامي باسم السرايا ، بمزيد من العمليات الاستشهادية في العمق الاسرائيلي ، مؤكدا بان الجناح العسكري سيواصل قصف البلدات اليهودية، وسيواصل عملياته ضد المستوطنين وضد أركان الدولة العبرية ولن توقف جرائم الاحتلال عمله.