لندن: قالت آن كلويد مبعوثة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى العراق لشؤون حقوق الانسان اليوم ان تشكيل الحكومة الجديدة في العراق يجب ان يكون دافعا جديدا لكشف الجرائم التي ارتكبت في عهد رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين. واعربت كلويد في تصريح لها خلال زيارتها الحالية للعاصمة العراقية بغداد لوسائل الاعلام البريطانية اليوم عن اعتقادها ان هناك التزاما لدى الحكومة العراقية الجديدة بشأن استئناف التحقيقات في المقابر الجماعية لضحايا صدام حسين.

وفي الوقت الذي يتركز فيه انتباه وسائل الاعلام الغربية على الانتهاكات التي تمارسها قوات التحالف الدولي في العراق كالادعاء بارتكاب القوات الاميركية اعمال قتل ضد مدنيين عراقيين في مدينة الحديثة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قالت كلويد ان العراقيين الذين التقتهم كانوا اكثر اهتماما بالانتهاكات التيارتكبها النظام العراقي السابق. واضافت انه quot;في الوقت الذي تتواصل فيه جلسات محاكمة صدام حسين فان الشعب العراقي يتذكر باستمرار الجرائم التي ارتكبت في ذلك الوقت .. ويقولون لي باستمرار ان كل ما ارتكب منذ بداية الحرب لا يمكن مقارنته بما حدث ابان حكم صدام لاسيما ما يتعلق بالمقابر الجماعيةquot;.

واوضحت ان العراقيين مصرون على ضرورة الاستمرار في الكشف عن القبور الجماعية لضحايا صدام مضيفة ان عمليات نبش القبور توقفت تقريبا في الوقت الذي يشعر فيه اناس كثيرون بضرورة التحقيق في هذه المسألة.

وقالت ان وزيرا واحدا على الاقل في الحكومة العراقية الجديدة عملت معه جنبا الى جنب في هيئة الاتهام التي جمعت الادلة التي تدين صدام حسين بجرائم الحرب التي ارتكبها قبل الاطاحة به مبينة ان هذا الوزير يفكر الان بضرورة الاستمرار في جمع الادلة.

واضافت ان الرئيس العراقي جلال الطالباني ابلغها كيف اجبر واسرته على الهروب من قوات صدام حسين عندما ارتكبت مجازرها ضد الاكراد.

وقالت ان هذه الاحداث ما زالت حية في ذاكرة شعب تعرض لمثل هذه المعاناة quot;وربما تنسى شعوب اخرى لكن هذا الشعب (العراقي) لم ينسquot; ما تعرض له من بطش وقمع.

وتزور المسؤولة البريطانية بغداد للمرة الاول منذ توليها منصبها الجديد نهاية الاسبوع الماضي حيث اجرت في وقت سابق اليوم محادثات مع الرئيس العراقي.

ومن المنتظر ان تلتقي كلويد خلال زيارتها التي تستمر اربعة ايام عددا من اعضاء الحكومة العراقية الجديدة وكذلك قادة عسكريين في القوات الاميركية والقوات البريطانية اضافة الى حضور جلسة من جلسات محاكمة صدام حسين.

وبحسب التقارير فان اكثر من 50 مقبرة جماعية تم العثور عليها خلال الاشهر القليلة التي اعقبت سقوط صدام حسين فيما يتوقع ان هناك مئات الاف من الضحايا ما زالوا مفقودين في مقابر جماعية اخرى.