فرحة غامرة
أكثر الناس فرحا بمقتله أصحاب العقول الواعية والضمائر المحبة للسلام والحرية والديمقراطية والأمن والأمان في جميع العالم، وأعضاء الحكومة العراقية، والقوات المتعددة الجنسيات وبالخصوص الأميركية والبريطانية. وكذلك الشيعة في العراق وخارجه، حيث تناقل الشيعة في العراق والعالم خبر مقتل الزرقاوي بنشوة الفرح والبهجة والتهاني، لما يمثله الزرقاوي من شخصية متطرفة تكفيرية سعت لزرع الطائفية البغيضة الحاقدة الدموية بين أبناء الشعب العراقي وبالذات بين الشيعة والسنة ودعوته الصريحة لقتل وتصفية الشيعة في أي مكان.
إطفاء الطائفية
ويعتبر مقتل الزرقاوي بداية لإطفاء نار الفتنة الطائفية التي أشعلها الزرقاوي ومن يتبع تنظيم القاعدة والمحسوبين على المذاهب والتيارات الإسلامية التكفيرية في العراق، وانتقال شررها إلى المناطق الأخرى، وبداية لإشعال سراج المحبة والتعايش والوحدة واحترام عقيدة ورأي الأخر.
فالزرقاوي ومنذ سقوط نظام صدام، وبروز الشخصيات الشيعية على الساحة العراقية في جميع الجوانب بشكل ملفت بعد تغييب وتهميش... حاول أن يستغل فجوة فارغة.... ، ووجود حالة من الإحباط والقلق التي شعر بها بعض السنة العراقيين وخاصة من قبل الذين فقدوا الامتيازات، وان يظهر بمظهر المنقذ والمطالب بحقوقهم وخاصة المذهبية في ظل تصاعد المد الشيعي، وسعيه الحثيث لزرع حالة الشك والخوف من سيطرة الشيعة على الحكم لدى السنة في داخل وخارج العراق.
وما بياناته وإعلامه إلا خطة لتمزيق وحدة المسلمين واللعب على النفس الطائفي الشيعي - السني( في بلد يعتبر نموذجا في التعايش السلمي بين أبناء العراق وبالخصوص الشيعة والسنة)، والتركيز على تشويه صورة الشيعة والأكراد ودعوته الصريحة لمحاربة الشيعة والأكراد ومن لا يتفق معهم. وقد أعلن الزرقاوي مسؤوليته عن مقتل الرموز الشيعية مثل السيد محمد باقر الحكيم، والرئيس المؤقت لمجلس الحكم عز الدين سليم، وعن التفجيرات في المراسم الدينية في الكاظمية وكربلاء والمدن الأخرى...، ولم تسلم أي منطقة في العراق من حقده وقنابله وهداياه العديدة من السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي لم تفرق بين مدني وعسكري أو بين طفل وعجوز من الذكور والإناث، ولم تسلم بيوت الله من أعماله الدموية وتدميرها على رؤوس المصلين.
انتصار لإرادة الشعب
مصرع أبو مصعب الزرقاوي انتصار للحكومة العراقية الجديدة ولإرادة الشعب العراقي، ولأصحاب التوجهات الوطنية والليبرالية والانفتاح، ولمن يدعو للعودة إلى روح التقارب والاندماج بين أفراد الشيعة والسنة، وبين جميع الطوائف والتيارات في العراق الجريح، وفرصة للقضاء على الداعمين للفكر المتشدد والتكفيري والعمل الإرهابي.
كما يمثل ضربة قاتلة لأصحاب التوجهات التكفيرية الجهادية السلفية في داخل وخارج العراق. وهذه الضربة ستعقبها ردة فعل هستيرية من أتباعه وبالخصوص من غير العراقيين الذين أصبحوا في دائرة الخطر.
الكرة الآن في ملعب الحكومة العراقية التي يجب عليها أن تستغل هذا الظرف ونشوة الانتصار، ومشاعر الفرح لدى الشعب العراقي... بشكل صحيح وسليم وسريع في هذا الوقت الحساس من عمرها، في تثبيت هيبة الدولة والقانون، وتقوية الوحدة الوطنية، وبناء العراق النموذجي في المنطقة، والمبادرة بطرح خطط أمنية حاسمة ورادعة، وكذلك في الشأن الاقتصادي، ليشعر المواطن بالانتماء للوطن الآمن والمزدهر في جميع المجالات.
التعليقات