عادل درويش من لندن: أكدت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت اليوم الأتفاق على سحب القوات البريطانية من محافظة المثني والأستعداد لسحبها
وكانت بيكيت وضيفها زيباري يجيبان على اسألة الصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك في وزارة الخارجية البريطانية، عندما سؤل الوزير العراقي عما اذا كانت بلاده قد تدفع ثمن تسوية يتم التوصل اليها بين ايران والولايات المتحدة في المواجهات الديبلوماسية بينهما حول الازمة النووية. ورغم محاولة بيكيت في خطابها الأفتتاحي اضفاء مسحة من التفاؤل على الوضع في العراق، فإن الوزير زيباري قال ان حكومة بلاده ناشدت كل من الولايات المتحدة الامريكية وايران الا يحولا العراق الى ارض لتصفية الحسابات بينهما، مما يعكس قلق حكومة بغداد من تفاعلات الصراع الديبلوماسي والسياسي بين واشنطن وطهران بشأن عزم الاخيرة على المضي في تخصيب اليورانيم.
وحول اعادة الانتشار، وهو التعبير المستخدم لسحب القوات البريطانية، فإن وزيرة الخارجية اضطرت للأعتراف بان سحب كتيبة من مقاطعة المثنى في جنوب العراق ndash; مع الحدود السعودية- هو بداية تحديد جدول زمني لأحلال القوات العراقية محل القوات البريطانية. ورغم ان مصادر وزارة الحربية البريطانية رفضت تأكيد ان الانسحاب المقبل سيكون من محافظة ميسان والعمارة حيث توجد تشكيلات قتالية متكاملة تزيد على 800 جندي باسلحة ثقيلة وطائرات هليكوبتر، فإن الوزيرة اضطرت للأعتراف بذلك، مع تأكيدات من زيباري بأن ألانسحاب سيكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية برئاسة نور المالكي.
ورغم رفض مصادر داوننغ ستريت، حيث كان زيباري قد التقى فيها برئيس الوزراء البريطاني توني بلير صباح اليوم، الحديث عن تحديد جدول زمني لسحب القوات، فإن المتخصصين في الأستراتيجية العسكرية، ابدوا قلقهم من ان سحب القوات البريطانية من ميسان سيترك الحدود الشرقية الجنوبية مع ايران مفتوحة تماما ومنطقة ألاهوار معرضة لتقدم الحرس الثوري الأيراني لو ارادوا.
وقالت مصادر داوننغ ستريت ان اي سحب للقوات البريطانية سيتم فقط بطلب العراقيين، وهم بالطبع لن يطلبوا ذلك الا اذا كانت قواتهم مستعدة وقادرة على الدفاع عن الأراضي العراقية. لكن خبراء الدفاع هنا في لندن قالوا لأيلاف ان العراق ليس لديه قوات حدودية تذكر قادرة على الدفاع عن حدود يزيد طولها عن 200 ميل مع ايران في هذه المنطقة ومليئة ببحيرات ومستنقعات الاهوار، وهي منطقة خاضعة بالفعل للنفوذ الايراني. ومن ثم، يضيف خبراء الدفاع، فمن المستبعد سحب القوات البريطانية من ميسان في المستقبل المنظور. وقدر البعض ان يكون ألانسحاب رمزيا، او يعيد نشر قوات بريطانية تتجمع في ثكناتها ولا تنسحب بشكل كامل حتى لاتترك ميسان فريسة سهلة للأيرانيين والمليشييات التابعة لها.
وتخشى مصادر عراقية، شترطت عدم ذكر اسمها، من هرولة لسحب القوات بعد اعلان خرج القوات اليابانية اليوم، وعزم الحكومة الأيطالية الجديدة على سحب قواتها من العراق. وتخشى هذه المصادر ان تحدث تطورات داخلية في السياسة الامريكية تضطر ادارة الرئيس بوش الى سحب القوات، او في سيناريو آخر، قد يخسر الجمهوريون الانتخابات الرئاسية في العام القادم ويسحب الرئيس الديموقراطي المقبل القوات اذا ماتطور الأمر لحرب اهلية في العراق، وهي احتمالات يرونها ممكنة مع ألانفلات الأمني وزيادة نفوذ المليشيات وتمردها، خاصة الموالية لأيران والمدعومة منها في الجنوب.
التعليقات