مجلس الامن يتجاهل طلب فلسطين بوقف الحملة على غزة
إسرائيل ترفض quot;المقايضةquot; على حرية الجندي
ولم يتخذ المجلس أي قرار يعكس شعوراً بالخطر مما يجري، وأقلها وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي المستمر منذ أيام على قطاع غزة واعتقال العشرات من الوزراء والنواب الفلسطينيين. لا بل ان المندوب الاميركي جون بولتون، سعى كالعادة، الى حرف النقاش وفق ما تقتضيه ميوله السياسية الموالية لإسرائيل، بتوجيه أصابع الاتهام الى سوريا عن الوضع الخطير في المنطقة.
وقالت إسرائيل إن رد فعلها على خطف جندي إسرائيلي على يد مسلحين فلسطينيين جاء بعد أسابيع من ضبط النفس في مواجهة محاولات الاختطاف، وشن هجمات صاروخية من قبل المسلحين الفلسطينيين. وذكرت الولايات المتحدة أنه كان على حماس أن تطلق سراح الجندي بدون شروط، كوسيلة مثلى لحل الأزمة، وطالبت سوريا وإيران بالتوقف عن رعاية الإرهاب، كما طالبتهما بإدانة تصرفات حماس.من جهته قال المراقب الدائم لفلسطين في الامم المتحدة رياض منصور ان quot;المجلس لا يملك أن يظل سلبياً إزاء هذا العدوان العسكري ضد سكان مدنيين عزل والخروقات الخطيرة للقانون الدولي التي تنتهكها اسرائيل، سلطة الاحتلالquot;. مشدداً على ضرورة أن يدين المجلس هذا العدوان الاسرائيلي ويطالب بالوقف الفوري للاعتداءات، والامتثال لأحكام القانون الدولي وبنوده، بما فيه اتفاقية جنيف الرابعة، ويدعو الى الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة وإطلاق سراح المسؤولين الفلسطينيين المحتجزين.
في المقابل، اعتبر بولتون أن سوريا مسؤولة عن الوضع الخطير في الشرق الاوسط. وقال quot;لم تكن الامور آلت الى ما آلت اليه لو لم تكن سوريا داعمة للارهاب وتؤوي إرهابيينquot;. ودعا بولتون الرئيس السوري بشار الاسد الى توقيف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في دمشق، واصفاً إياه بالارهابي الدولي المعروف والعضو في حماس. وطالب بولتون بإغلاق البؤر الارهابية المختلفة الموجودة في دمشق مشيراً الى أن الولايات المتحدة تدعو في مرحلة أولى وبهدف إيجاد مخرج للأزمة الحالية، الى الافراج الفوري وغير المشروط من جانب حماس عن الجندي. وقال بولتون ان الولايات المتحدة تعتقد على نحو جازم أن من الشروط الاساسية لإنهاء هذه النزاع هو أن تنهي حكومتا سوريا وايران دوريهما كدولتين راعيتين للارهاب وأن تدينا عمليات حماس بما فيها عملية الخطف بشكل لا لبس فيه مضيفاً نطالب جميع الاطراف بأن تتجنب الافعال التي يمكن أن تصعّد هذا الوضع أو تؤذي مدنيين أبرياء مع التأكيد على حق اسرائيل المطلق في أن تدافع عن نفسها وعن حياة مواطنيها. وبرغم ان منصور طالب مجلس الامن بأن يدعو الى وقف العدوان، الا ان الاعضاء الـ15 في المجلس لم يتجاوبوا مع الطلب.
إسرائيل ترفض الإفراج عن ألف أسير مقابل جنديها
رفضت إسرائيل العرض الذي تقدمت به المقاومة الفلسطينية من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة. وقالت الخارجية الإسرائيلية أنها لن توافق على إطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني وعربي من سجونها مقابل الجندي المخطوف.وأعلنت الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تبنت عملية الخطف شروطها من أجل إطلاق سراح الجندي. وقالت في بيان لها حصلت (إيلاف) على نسخة منه أنها لن تقدم معلومات مجانية لإسرائيل.
وأضاف البيان:quot; لقد عشنا جميعاً والعالم من حولنا وما زلنا أيام عز وسؤدد أثبت فيها الشعب الفلسطيني المجاهد وفي مقدمته كل الفصائل المجاهدة بوسائلهم المتواضعة وإيمانهم الراسخ الصلب أن جيش العدو هو في حقيقته بيت العنكبوت وأن آلته التي لا تقهر إنما هي وهم مبدد وأن المجاهدين هم الأوفياء للأحرارquot;.وأوضح البيان أن كتائب الشهيد عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام وكل فصائل المقاومة تنظر بعين الوفاء والاحترام لكل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه السياسية والرسمية في وجه quot; بطش وعدوان ومجازر العدو الصهيوني، والعدو المغرور ما زال يصر على التعامل باستكبار ووحشية سوف تجر مواطنيه ومدنه من جديد إلى حمام دم ما لم يرتدع quot;.
وقال البيان :quot;برغم وسطاء الخير الذين حاولوا بصمت أن يعجلوا في معالجة هذا الملف الإنساني، إلا أن العدو وقياداته السياسية ما زالت راضخة تحت سطوة قيادته العسكرية والأمنية التي لا تعرف سوى لغة الاجتياح والتدمير والقتل ولحساباتها الشخصيةquot;.
ودعا البيان إسرائيل إلى التوقف للحظة واحدة لتستقي العبر والدروس من كل التجارب السابقة، وأن تعي تماماً بأن موضوع الجندي المفقود والأسرى إنما هو إنساني سياسي الآن وليس عسكري، وأن التصعيد و الإصرار على الاستكبار سيحمل إسرائيل جميع عواقبه الوخيمة .وبحسب البيان فان المطلوب هو الإفراج عن جميع الأسيرات والأطفال دون سن الـ18 كبادرة إثبات جدية وحسن نوايا مقابل معلومات عن الجندي المفقود .إضافة إلى الإفراج عن ألف من الأسرى الفلسطينيين والعرب والمسلمين من أي جنسية كانوا شاملا ذلك بالدرجة الأولى جميع قادة الفصائل الفلسطينية . وجميع ذوي الأحكام العالية . وجميع المرضى ذوي الحالات الطبية الصعبة والإنسانية . ووقف كل أشكال العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني .
التعليقات