الحكومة العراقية تحاور المعترضين على مشروع المصالحة
العراق يطلب تسليم زوجة صدام وابنته
أسامة مهدي من لندن: طالب العراق خمس دول عربية هي الاردن وسوريا وقطر والامارات واليمن تسليم 41 شخصا من عراقيين وعرب يتهمهم بالارهاب يتقدمهم ساجدة خير الله زوجة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وابنته رغد واثنين من ابناء اخوته وقياديين في حزب البعث العراقي المنحل وقادة مجموعات مسلحة من متطوعين عرب مؤكدا انه سيلاحقهم في الخارج والداخل حتى القضاء عليهم بينما اعلن ان زعيم القاعدة القتيل ابو مصعب الزرقاوي قد دفن سرا في بغداد فيما اعتبر الرئيس جلال طالباني تفجير المفخخة في مدينة الصدر هي جزء من مسلسل الفتنة الدينية والمذهبية من خلال استهداف شيعة البلاد .
وقال مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان الاجهزة الامنية العراقية اعدت قائمة باسماء هؤلاء الارهابيين ووافقت عليها الهيئة الامنية للتنسيق الاستخباري ورئي الوزراء نوري المالكي وهي قائمة عراقية ليس لها علاقة بقائمة الخمس والخمسين الاميركية للمطلوبين من كبار مسؤولي النظام السابق . وبرغم ان الربيعي لم يذكر اسماء الدول التي تأوي هؤلاء المطلوبين الا ان من بينها الاردن والامارات وقطر وسوريا واليمن حيث تقيم ساجدة خير الله زوجة الرئيس السابق في اليمن وابنته رغد في الاردن ويتوزع قادة اخرين في النظام السابق بين هذه الدول . واشار الى ان السلطات العراقية قد قدمت ملفات تتضمن ادلة دامغة ضد هؤلاء المطلوبين الى الشرطة الدولية الانتربول لاعتقالهم وتسليمهم الى السلطات العراقية .
وقال ان هؤلاء ضالعون في اعمال ارهابية من داخل العراق وخارجه اما عن طريق تشكيل خلايا مسلحة او القيام بعمليات تفجير او تقديم دعم مالي وسياسي واعلامي لهؤلاء الارهابيين وعملياتهم التي تستهدف ارواح المواطنين العراقيين . واكد على ضرورة تعاون المواطنين ايضا في الادلاء بمعلومات عن هؤلاء المطلوبين في الداخل موضحا ان القضاء على الارهاب لن يتحقق بالقوة وحدها وانما بملاحقة المواطنين وتعاونهم موضحا ان هناك مكافات مجزية سيعلن هنها لكل من يدلي بمعلومات توصل الى هؤلاء الارهابيين .
واكد الربيعي ان الارهابيين في العراق وفي مقمتهم زعيم القاعدة الجديد محصورون في مناطق ضيقة والسلطات العراقية قريبة منهم ومن تنظيماتهم وقد حققت خرقا واسعا لها تمهيدا لتوجيه الضربة التي ستقضي عليهم . ودعا دول الجوار الى التعاون مع العراق من اجل القبض على المطلوبين محذرا ان الارهاب لن يقف داخل الحدود العراقية وانما سيشمل كل دول المنطقة . وشدد على ضرورة عقد اتفاق امني اقليمي يقضي على الارهاب مؤكدا ان السلطات العراقية ستلاحق الارهابيين داخل البلاد وخارجها . واشار الى ان قائمة المطلوبين هؤلاء تتضمن اسماء تنتمي الى جميع المذاهب والاديان والقوميات وهي ليست موجهة الى فريق معين . وقال ان العمليات الارهابية التي يقوم بها المطلوبون او يدعمونها تستهدف اشعال فتنة طائفية في العراق واعادة حكم النظام السابق .
وتلى الربيعي قائمة باسماء 41 مطلوبا موجودون داخل العراق وخارجه وهم :
ساجدة خير الله زوجة صدام والموجودة في اليمن وابنته رغد في الاردن . وكذلك قياديون في حزب البعث المنحل والنظام السابق وقادة خلايا مسلحة عراقية اخرى وهم : عزت الدوري وحمد يونس الاحمد وطه خليل الحبوش وسيف الدين الراوي و عبد الكريم السعدون وعبد الباقي عبد الكريم السعدون ورشيد طعان كاظم واحمد حسن العبيدي وعمر سبعاوي التكريتي (ابن شقيق صدام) ونهاد الدليمي وحسن هاشم الدليمي وفوزي مطلك الراوي وعصام خضير الدليمي وغزوان الكبيسي وعبد الله الجنابي وابراهيم يوسف الجبوري وابو مصطفى الجنابي واحمد وطبان التكريتي (ابن اخ صدام) ومنذر الكسار وقاسم عبد الكريم واحمد ابو سجاد القروي وهادي العراقي .. اضافة الى سعد حميد شهاب ورعد حميد شهاب ومنصور خادم الحسين وسامر كاظم الجنابي واحمد محمد الاحمد واحمد شوقي الكبيسي وزهير عبد القهار الكبيسي وغريب المشهداني وطالب العيساوي وحربي خريبيط الدليمي .
كما تضمن القائمة اسماء اخرى يعتقد انها لقادة خلايا مسلحة من المتطوعين العرب وهم : ابو عبد الله الشافعي الملا هلكوت احمدي وابو ايوب المصري (المهاجر) ومحمد مشاري محمد.
ومن جهة اخرى قال موفق الربيعي إن الزرقاوي دفن في مكان سري في بغداد فيما اشار الجيش الاميركي في بيان له انه تم تسليم جثة أبو مصعب الزرقاوي إلى المعنيين في الحكومة العراقية وتم دفنها وفقاً للتقاليد والأعراف الإسلامية. ورفض الربيعي تحديد الوقت الذي دفن فيه الزرقاوي الذي قتل في غارة أميركية على منزل كان يختبئ فيه مع عدد من معاونيه في السابع من الشهر الماضي او تقديم أي تفاصيل عن موقع القبر الذي دفن فيه الزرقاوي.
وكانت مصادر عسكرية أمريكية قد كشفت أن زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي عاش 52 دقيقة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في القصف الجوي الذي تعرض له منزل كان يقيم به في هبهب فيما أثبتت تحليل الحمض النووي أن الجثة تعود للزرقاوي فعلا. ويعتقد الجيش الأميركي أن أبا أيوب المصري هو الذي خلّف الزرقاوي في قيادة تنظيم القاعدة بالعراق حيث رصدت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار الجمعة الماضي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أبو أيوب المصري خليفة الزرقاوي.
الحكومة تحاور المعترضين على مشروع المصالحة
تعتزم الحكومة العراقية اجراء حوار مع هيئة علماء المسلمين السنية والتيار الصدري الشيعي بقيادة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر حول رفضهما لمشروع المصالحة الوطنية الذي اعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي الاحد الماضي . وقال مسؤول حكومي في تصريح لصحيفة quot;الصباحquot; البغدادية اليوم إن مجلس الوزراء يعتزم الاستماع إلى وجهات نظر هيئة علماء المسلمين والتيار الصدري بشأن مشروع المصالحة بعد.
أعلنت الهيئة رفضها للمشروع لعدم نصه على انسحاب القوات الاجنبية فيما تحفظ التيار الصدري على مسالة التصالح مع المجموعات المسلحة التي يحملها مسؤولية قتل الاف العراقيين مطالبا باطلاق سراح المعتقلين من اعضاء التيار . وتسعى الحكومة الى إشراك جميع القوى في الساحة العراقية في المصالحة الوطنية وعتبارا لاهمية هيئة علماء المسلمين والتيار الصدري باعتبارهما تشكيلين فاعلين على هذه الساحة . وتوقع المسؤول اجراء تعديلات طفيفة قد تطرأ على مبادرة المالكي لن تمس ثوابتها وأشار إلى أن الحكومة ستعين مفاوضين ووسطاء للتحدث مع جميع التيارات والقوى الدينية السياسية والاجتماعية لضمان تأييد وانجاح المبادرة.
ومن جهته التقى نائب رئيس الوزراء الدكتور سلام الزوبعي 40 شيخاً من عشائر العراق أمس لتأكيد الدعم لمبادرة المالكي. وقال الزوبعي، بعد اللقاء quot;على جميع العراقيين تأييد اية مبادرة من شأنها احلال السلام والاستقرار في العراق مؤكداً ان العراق للجميع وليس لفئة او طائفة واحدة فالجميع اخوة بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية او الطائفية او الدينية او القومية. واضاف ان شيوخ هذه العشائر عاهدوا الله والعراق انهم سيبذلون جميع ما عليهم ليحل الامن والسلام في هذا الوطن.وكان عدد من شيوخ عشائر مناطق ابو غريب والدورة اكدوا استعدادهم لمساعدة الحكومة على بسط الامن في هذه المناطق. وقال شيوخ عشائر من الفلوجة والرماديrdquo; أنهم يشعرون بالارتياح بسبب الاقبال الشعبي الواسع على تأييد المبادرة مشيرين الى أن الجماعات التكفيرية صارت تخرج من المدن باتجاه الجزيرة لتحتمي بالصحراء وبينهم ارهابي مغربي الجنسية كان يقوم بمهمة الافتاء بالقتل حيث اختفى في الايام الأخيرة وسط توقعات أنه اختبأ في واحات بعيدة مع عدد آخر من الارهابيين.
وفي اطار تفعيل مشروع المصالحة فأن الأجهزة الأمنية ستبدأ بإطلاق سراح 3000 معتقل جديد من غير المدانين اضافة إلى الثلاثة الاف الذين اكملت تلك الاجهزة اطلاق سراحهم أمس السبت. وقال السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد في تصريح وزع على الصحافة quot; إن مشروع المصالحة يتحرك إلى الامام ونحن نعد وبالاستشارة مع القادة العراقيين لاطلاق سراح مسجونين آخرين واخذ خطوات عملية اخرى لتسهيل عملية المصالحةquot;.
واضاف quot;ان الوقت قد حان للاتحاد والمصالحة ولان يضمد العراقيون جروح بلدهمquot; ودعا ً المسلحين لالقاء اسلحتهم وليكونوا جزءاً من العملية الديمقراطية quot;وينضموا الى اخوانهم العراقيين في محاربة الارهابquot;. وطالب الحكومة بالسيطرة على جميع الميليشيات والتشكيلات العسكرية غير المرخصة الاخرى ولتقوية المؤسسات الامنية العراقية واضاف quot;ان الاوان قد آن لكي يحل العراقيون خلافاتهم من خلال العملية السياسية وسيادة القانون بدلاً من جعجعة السلاحquot;. واشار الى زيارة المالكي الحالية إلى كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت وقال quot;ان الحكومة الجديدة تتواصل ليس فقط مع جميع العراقيين بل ايضا مع دول الجوار.نحن نتوقع بان هذه الزيارات ستكون ناجحة فعلاً، فان الدول التي يزورها السيد المالكي تفهم تماماً ان مايحدث في العراق سوف يؤثر في استقرار المنطقة وفي شكل مستقبلهاquot;.
طالباني : تفجير الصدر يستهدف اشعال فتنة طائفية
دان الرئيس العراقي جلال طالباني، التفجيرات الارهابية التي استهدفت مدينة الصدر يوم أمس السبت مشيراً إلى أن هذه الجريمة النكراء إنما هي جزء من مسلسل الفتنة الدينية و المذهبية . وقال بيان رئاسي عراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم ان طالباني تبرع بمبلغ مائة و أربعين مليون دينار أي بمعدل مليوني دينار لكل مجلس عزاء لضحايا التفجير الذي قال انه يستهدف الشيعة لاشعال فتنة طائفية .. و فيما يلي نص البيان : الشأن:
quot;امتدت أيادي الإرهابيين القذرة مرة أخرى إلى مدينة الكادحين و الفقراء، مدينة الصدر، لتزرع فيها الموت و الدمار و تقتل الأبرياء رجالاً و نساء، شيوخاً و أطفالاً. إن هذه الجريمة النكراء التي لا يخفي مرتكبوها استهدافهم أبناء الطائفة الشيعية تحديداً، إنما هي جزء من مسلسل الفتنة الدينية و المذهبية تنفيذاً لمآرب دنيئة لجهات تجاهر بحقدها على كل من يخالفها الرأي، أو لا يرضى بأساليبها المعادية للطبع البشري. و مما يزيد من فداحة الجريمة إنها ارتكبت ضد مدينة المسلمين الفقراء، الكسبة أو المتبضعين في أسواق شعبية.
و هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف أبانها هذه المدينة، التي غدا اسمها تجسيداً لمآثر الصدريين الشهيدين اللذين استرخصا حياتهما في سبيل إعلاء كلمة الحق ضد الظلم و الطغيان الصدامي. إننا إذ ندين بشدة و غضب هذه الجريمة، نطالب الجميع، و خاصة رجال الدين من أهل السنة، باستنكار واضح و بصوت عالٍ لهذه و سواها من الجرائم ذات النفس الطائفي البغيض، و نهيب بهم أن يصدروا فتاوى تكفّر المحرضين على الفتنة الطائفية و على كراهية الآخرين. و ندعو الأجهزة ذات الاختصاص إلى بذل قصارى الجهود لمعاقبة الجناة و السعي لمنع القتلة من ارتكاب المزيد من الجرائم. نسال الله أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة و يلهم ذويهم الصبر و السلوان و يعجل في شفاء الجرحى.
و إنا لله و إنا إليه راجعون
جلال طالباني
رئيس جمهورية العراقquot;
التعليقات