نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء تصعيد ومواجهات ساخنة تخيم على منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل مناخ يخيم عليه توتر لا تخطؤه عين المراقب في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، استهل ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدني محادثاته بالقاهرة بلقاء مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، وعقب اللقاء قال وولش إنه نقل اليوم دعوة من كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية لنظيرها المصري لبدء حوار استراتيجي رفيع المستوى بين مصر والولايات المتحدة.

واتهم وولش في تصريحاته أطرافا غير فلسطينية ـ لم يسمها ـ بالمسؤولية عن تعقيد الأمور في قطاع غزة، وقال إن ماحدث اليوم على الحدود اللبنانية هو أكبر دليل على وجود أطراف أخرى تساهم في التصعيد واهدارالجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة.

ولفت وولش إلى أن هذا الحوار الاستراتيجي سيبدأ في واشنطن اعتبارا من الثلاثاء القادم، حيث من المقرر أن يرأس أبوالغيط وفدا مصريا رفيع المستوى، وهو الوفد الذي سيلتقي في واشنطن مع كبار المسئولين في الإدارة الأميركية .
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـquot;إيلافquot; إن خطوة استئناف الحوار الاستراتيجي - تعد الوسيلة المثلى لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، لافتاً إلى ان الحوار يبرز أهمية توفير مناخ يساعد على تعزيز مسار الاصلاح على الصعيدين السياسي والاقتصادي في مصر.

وأوضح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أن هذه الخطوة تعطي قوة دفع للفكرة التي سبق أن بحثتها رايس مع أبوالغيط أثناء زيارتها للقاهرة في مطلع العام الماضي والخاصة بعقد هذا الحوار الاستراتيجي سيتيح الفرصة لمناقشة كافة قضايا العلاقات المصرية الأميركية والقضايا التي تحظى باهتمام الدولتين، وهو ما يعني بالضرورة بحث القضايا الحرجة في المنطقة بما في ذلك إيران والعراق وقضايا أفريقية كالسودان والصومال، إضافة للمسألة الفلسطينية الإسرائيلية، كما يتوقع أن يتناول الحوارالعديد من القضايا الدولية والمتعددة الأطراف موضع الاهتمام المشترك .

توقيت حرج

ومضى ديفيد وولش ـ الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في القاهرة طيلة سنوات مضت ـ قائلاً إنه من المؤكد أن الحوار سيتناول بشكل أساسي قضايا العلاقات الثنائية وبرامج الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين مسئولي البلدين ، وكذلك مناقشة قضايا مثل الإصلاح السياسي والإصلاح الإقتصادي والتنمية وحقوق الإنسان وغيرها.

وبينما أعرب الدبلوماسي الأميركي عن أمله في أن تتيح هذه الخطوة آلية اضافية لضمان استمرار الحوار والتشاور بين مصر والولايات المتحدة بشكل منتظم حول القضايا التي تهم البلدين، فقد أشارت مصادر دبلوماسية بالقاهرة إلى أن القضية الأولى المنتظر بحثها تتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وكيفية مواجهة التصعيد الجاري هناك، على خلفية أزمة الجندي الإسرائيلي المختطف، واجتياح إسرائيل لغزة.

وحول رؤيته للهدف من استئناف الحوار الاستراتيجي في هذا الوقت وتلك الظروف السائدة في منطقة الشرق الأوسط، قال المسئول الأميركي إن لدينا هدفا في ما يتعلق بعلاقتنا الثنائية يتمثل في رفع وزيادة مستوى ومحتوى المحادثات التي تجري بيننا، مشيراً إلى أن هذه الفكرة التي كانت في الذهن عند مناقشة وزيرة الخارجية الأميركية لاستئناف الحوار الاستراتيجي مع مصر .

وقال مساعد وزيرالخارجية الأميركي إنه عندما يكون لديك دولتان مثل مصر والولايات المتحدة بكل مالهما من مسئوليات على المستوي الدولي، فإنه من الطبيعي أن يكون هناك اتفاق بين البلدين إزاء العديد من القضايا، وأن يكون الأمر بحاجة لمزيد من المناقشات تجاه قضايا أخري فضلا عن وجود حالات لاختلاف في الرؤي بين الجانبين تجاه بعض القضايا.وأضاف وولش أن آلية الحوار الإستراتيجي تكتسب أهمية اضافية كونها تتيح منبرا جيدا للتعبير عن هذه المواقف بشكل صادق وواضح.

وردا على سؤال حول رؤيته للاوضاع المتصاعدة في غزة ولدور مصر من أجل السعي لوضع حد للموقف المتصاعد، فقد أشاد المسئول الأميركي بالدور الذي تضطلع به مصر لمحاولة ايجاد حل للمشكلة، واصفا القضية بأنها صعبة للغاية .. خاصة وأنه ليس هناك حل حتى الآن لمشكلة الجندي الإسرائيلي المختطف .

وقال وولش quot;نحن نعتقد أن ايجاد حل للمشكلة هو أمر ضروري، وأعرب عن اعتقاده بأن الأطراف التي تتحلي بروح المسئولية هي فقط التي يمكن لها أن تلعب دورا للوصول الي هذا الحلquot;.

واختتم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية تصريحاته بالقول quot;إننا مستاءون لأنه من الواضح أن البعض لديهم النية للتدخل من أجل الحيلولة دون الوصول إلى الحل المنشود وهو أمر نرى أنه ليس السبيل الصحيح والمناسب، ويجب على الجميع التصرف بروح المسئولية كما هو الحال مع مصرquot;، حسب تعبيره.