قال إنها ستؤدي إلى جبهة فارسية-عربية ضد الغرب
مركز أبحاث عسكري يحذّر من اتساع المواجهة بين حزب الله واسرائيل

دبي ndash; حيان نيوف : حذّر مركز أبحاث عسكري عربي من توسع نطاق المواجهة بين اسرائيل وحزب الله ليشمل أطرافا أخرى هي أميركا وايران وسوريا، مشيرا إلى جملة أحادث قديمة وتطورات استراتيجية راهنة من شأنها أن تؤدي إلى نشوب نزاع خطير في منطقة الشرق الأوسط. وقال المركز إنه في حال اتساع رقعة هذه المواجهة ستنشأ جبهة فارسية-عربية في مواجهة الغرب.

وذكر مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري الذي يتخذ من دبي مقرا، في تقرير وصلت quot;إيلافquot; نسخة منه ، أنه يبني استنتاجه هذا على عوامل سياسية وعسكرية عدديدة ، منها:

- تغيير النظام في ايران واكمال السيطرة على منابع النفط في الخليج هو هدف استراتيجي أساسي للادارة الأميركية الراهنة. وقد حاولت اسرائيل منذ وصول المحافظين الجدد الى السلطة عام 2000 أن تدفع الادارة الأميركية نحو عمل عسكري لتغيير النظام في طهران، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. لكن، عوامل عدة ومنها وجود حماس وحزب الله دفع حينها بالقادة في أميركا واسرائيل لتأجيل الأمر والبدء في العراق. وتعتبر هذه القوى حزب الله وحماس أدوات لفرض القوة الايرانية في منطقة البحر المتوسط تهدد بشكل أساسي أمن اسرائيل. وقد حاولت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون مرارا اقناع سوريا بحل التنظيم المسلح لكل من حزب الله وحماس، لكن الرد السوري كان دائما المطالبة بالجولان كثمن لم تكن تل أبيب راغبة في دفعه.

- ايران خططت لشن ضربات استباقية عبر تنظيمات مثل حماس وحزب الله ضد أميركا واسرائيل لتعيق أي اجراءات ضدها ومن ضمنها فرض عقوبات دولية عليها نتيجة برنامجها النووي، والذي حول الى مجلس الأمن يوم 13 يوليو، أي بعد يوم واحد من عملية حزب الله.

جبهة فارسية-عربية

ويشدد المركز على أن quot;ترديد القادة في أميركا وبريطانيا بشكل شبه يومي بأن ايران وسوريا مسؤولتان عن تدهور الأوضاع وكأن بهما يهيئان لانتقال المعركة الى هناكquot;. ويوضح quot;يعتقد الخبراء بأنها مسألة وقت قبل أن تجد اسرائيل نفسها مضرة لتوسيع عملياتها لتشمل سوريا في حال رفضت الأخيرة تغير مواقفها من التحالف مع ايران وحزب الله. ويضيف الخبراء بأن ايران ستضطر للدخول في المواجهة العسكرية حينها وذلك من أجل كسب الدعم العربي في مواجهتها المحتومة مع الغرب، ذلك أن بقاء ايران خارج المواجهة سيعطي أميركا واسرائيل الفرصة للاجهاز على حلفائها ومن ثم الاستفراد بها لاحقا وستكون حينها الدولة الفارسية ضد الغربquot;. ويتابع quot;أما اليوم وفي حال دخولها المواجهة ستكون حرب عربية-فارسية (أي اسلامية) ضد الغربquot;.

لكنه يلفت من جهة أخرى إلى اعتقاد بعض المحللين الغربيين بأن واشنطن quot;مقتنعة بأن أولوية النظام الايراني هي استمرارية وجوده ولذلك فانه سيبقى خارج المواجهة ويلجأ للحوار والمساومة مستخدما أوراقا أخرى مثل العراق وبرنامجه النووي للوصول الى حل وسط مع الغرب. ويتابع المحللون بأن واشنطن لن تقبل بأقل من شروط تؤدي بالنتيجة الى تغيير في نهج النظام الايراني وطريقة تعامله مع الغرب، وهو أمر يعتقد العديد من الخبراء بأنه صعب التحقيق مما يرجح خيار الحربquot;.

الأهداف العسكرية الاسرائيلية

ويشير المركز، الذي يديره الخبير والمراسل العسكري رياض قهوجي، إلى أن هدف العملية العسكرية الاسرائيلية هو quot;تدمير حزب الله أو تقليص قوته بحيث يتحول الى تنظيم سياسي دون أي دور عسكري يذكرquot;. ويقول quot;وسخرية القدر هو أنه بين عام اثنين وثمانين وألفين كان حزب الله يقود عمليات المقاومة بهدف ارغام اسرائيل على تطبيق قرار مجلس الأمن 425 والذي يدعو اسرائيل الى سحب قواتها من الأراضي اللبنانية كافة، أما اليوم فان اسرائيل هي التي تخوض المعركة بحجة تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 والذي يدعو الى تجريد الميليشيات كافة في لبنان من سلاحها ونشر الجيش على طول الحدود الاسرائيلية في جنوب لبنانquot;.

وعدد المركز جملة من الأهداف العسكرية التي تركز عليها اسرائيل:

ضرب مركز القيادة والسيطرة لحزب الله، خاصة في منطقة ضاحية بيروت الجنوبية. وتعتقد المخابرات الغربية بأن حزب الله يملك شبكة من الأنفاق والتحصيات تحت الأرض، وتحديدا تحت المباني التي كانت تضم مراكز الأمانة العامة والشورى والاعلام وتلفزيون المنار وغيرها من المنشآت التي دمرت في الأيام الأخيرة. كما تعتقد هذه المصادر بأن هذه الأنفاق تحتوي على صواريخ غراد بعيدة المدى وأسلحة مهمة أخرى.

تدمير الجسور والطرقات الرئيسية التي تربط المناطق اللبنانية كافة من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق حتى الغرب، ومهاجمة الطرقات الرئيسية بشكل شبه مستمر من أجل شل حركة مقاتلي حزب الله قدر المستطاع.

تدمير أجهزة الرادار البحرية والجوية كافة من أجل منع حزب الله من استغلالها.

استهداف الشاحنات وعربات النقل الكبيرة التي يمكن أن تستخدم من قبل حزب الله .

شن هجمات برية صغيرة ومحدودة عبر الحدود وذلك لامتحان دفاعات حزب الله البرية وقراءة استراتيجيته الدفاعية تمهيدا لهجوم بري شامل يجري الاعداد له، وذلك حسب مصادر اسرائيلية مطلعة.

قصف البنية التحتية اللبنانية وأهداف مدنية أخرى خارج مناطق انتشار حزب الله والقوى المؤيدة له وذلك من أجل تصعيد الضغط على الحكومة اللبنانية والفئات اللبنانية الأخرى لتوسيع الانشقاق داخل الصف اللبناني ودفع غالبية اللبنانيين لرفض الوجود المسلح لحزب الله بشكل أقوى وأكثر علانية لافقاد المقاومة شرعيتها الداخلية.

محاولة تحديد أماكن تخزين صواريخ حزب الله بشكل أدق. فما زال حزب الله منيعا للاختراقات الاستخباراتية الاسرائيلية التي لا تعلم التفاصيل كافة عن حجم ترسانة صواريخ الحزب وأنواعها وجميع أماكن تخزينها. وتستخدم اسرائيل وسائل الرصد المتطورة لديها من طائرات دون طيار وأقمار صناعية لتحديد أماكن اطلاق الصواريخ ونوعها وذلك لتكوين فكرة أوضح عن الأماكن المحتملة لتخزينها من أجل التعامل معها.

تكثيف الضغط الهجومي على حزب الله بهدف الحد من حريته باطلاق كميات كبيرة من صواريخه باتجاه المستوطنات من أجل تقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين وتقليص حجم أي معارضة داخلية لعمليات اسرائيل العسكرية في لبنان.