إيلاف من الرياض: عقد ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اجتماعا مع دولة رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفلبان في مقر رئاسة مجلس الوزراء الفرنسي في قصر ما تنيون في باريس اليوم .وجرى خلال الاجتماع بحث السبل الكفيلة بوضع حد للعدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له لبنان شعبا ووطنا وكذلك العدوان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والجهود التي يبذلها البلدان لإحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط .
عقب ذلك شرف الأمير سلطان بن عبد العزيز حفل العشاء الذي أقامه دولة رئيس الوزراء الفرنسي تكريما له. وقد ألقى دولة رئيس الوزراء الفرنسي كلمة رحب فيها بالأمير سلطان بن عبد العزيز والوفد المرافق له في باريس متمنيا له طيب الإقامة.
ونوه بالعلاقات بين البلدين وقال: quot; إنها تتميز بالصدق والواقعية وتطابق وجهات النظر خاصة وأن البلدين يعملانمعا لإحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم بفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس جاك شيراك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيزquot;.
ثم ألقى ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز الكلمة التالية:
- quot;يسعدني أن أتقدم في البداية ببالغ الشكر والتقدير لفخامة الرئيس الصديق جاك شيراك ولدولتكم وحكومتكم على ما لقيته وزملائي من حفاوة الاستقبال في هذا البلد الصديق الذي تربطنا معه علاقات متينة في شتى المجالات .
كما يسرني أن أنقل لدولتكم وحكومتكم تحيات أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمنياته الصادقة بدوام التقدم والازدهار لفرنسا وشعبها الصديق. إننا في المملكة العربية السعودية ننظر بعين الإعجاب والتقدير لدور فرنسا الإيجابي والحكيم تجاه كافة القضايا التي تهم منطقتنا ولا زلت في هذا الصدد أستذكر باعتزاز ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع جلالة الملك فيصل رحمه الله وفخامة الرئيس شارل ديجول في الثاني من يونيو عام 1967م والذي شكل الأساس الراسخ لانطلاق العلاقات السعودية الفرنسية الوطيدة التي نشهدها اليوم .
لقد كان ذلك الاجتماع التاريخي فرصة لقيادة البلدين للتشاور حول الأحداث الجارية آنذاك في الشرق الأوسط والوصول إلى تفهم مشترك حيالها .
إن التطابق المماثل في الرؤى الذي نراه اليوم بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس جاك شيراك حول الأحداث الجارية في المنطقة لدليل على أن سياسة البلدين تهدف في المقام الأول إلى إحلال السلام العادل والشامل .
ويجدر أن نذكر هنا أن المملكة العربية السعودية حرصت منذ نشأتها على القيام بدورها الإقليمي في المنطقة بكل فاعلية ومصداقية وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين .
وقد بذلت في ذلك جهوداً كبيرة توجتها مبادرة السلام التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتبنتها القمة العربية الرابعة عشرة في بيروت عام 2002م . إن سياسة المملكة العربية السعودية الثابتة هي ضرورة اللجوء إلى التفاوض والحوار لحل النزاعات التي تهدد أمن المنطقة والعالم للوصول إلى أفضل النتائج الإيجابية والحلول التي تضمن تحقيق السلام والاستقرار والبعد عن سياسة التعنت والمواجهة العسكرية التي لن تجر المنطقة إلا لمزيد من الدمار والعداء والتطرف .
إن دوامة العنف المؤلمة التي نشهدها الآن في المنطقة وما نتج منها من دمار وخراب وتشريد في فلسطين ولبنان ما هو إلا نتيجة لهذا التعنت وسيطرة مبدأ استخدام القوة .
إننا إذ نرفض وندين عمليات التدمير والقتل الجماعي وتحطيم البنى الاقتصادية التي نشهدها اليوم نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان التي ترفضها كافة الأعراف والمواثيق الدولية لندعو المجتمع الدولي للتحرك فورا لوقف هذه الاعتداءات الغاشمة والعمل على اتخاذ كل من شأنه المحافظة على الأمن والاستقرار الدوليين وأن تتظافر الجهود الدولية لإزالة كل ما يؤجج الصراعات في المنطقة .
إن ما تواجهه المنطقة من تحديات يستوجب أيضاً تكثيف الجهود الدولية لضمان سلامة ووحدة أراضي العراق وبما يحقق رفاهيته واستقراره والبعد به عن الخلافات الطائفية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية .
إن الحرص المشترك من قيادة البلدين لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا نابع من الإحساس المشترك بأهمية الدور الذي يقوم به بلدانا على الساحة الدولية ومن وجود الفرص والإمكانات الكبيرة المتاحة للتعاون بين البلدين . وقد كان لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى فرنسا العام الماضي وزيارة فخامة الرئيس جاك شيراك إلى المملكة قبل أربعة أشهر الأثر الكبير في تكريس الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا حيث وصلت هذه العلاقات إلى مستويات متقدمة في مختلف المجالات الحيوية .
كما أن الرغبة المشتركة في توثيق هذه العلاقات تدفعنا قدماً لدعم وتنسيق قنوات الاتصال بين البلدين على المستويين الشعبي والرسمي وتذليل كل ما يعترضها من صعوبات لكل ما فيه مصلحتهما المشتركة .
وفي الختام أود أن أكرر شكري لدولة الرئيس الصديق ولحكومتكم على حسن الضيافة متمنيا للعلاقات بين الحكومتين والشعبين الصديقين مزيدا من التقدم والازدهار quot;.
وحضر حفل العشاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد السعودي والأمراء الكبار ووزيرة الدفاع الفرنسية وكبار المسؤولين الفرنسيين.
التعليقات