بيروت:عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية في مقره الموقت, حضرهارئيس الجمهورية اميل لحود بالاضافة الى الرئيس السنيورة و الوزراء, كما حضر قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير الاستخبارات في الجيش العميد جورج خوري ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي, والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد والسيد نبيل الجسر.لماذا تدمر إسرائيل هوائيات إرسال التلفزيونات؟
واطلع مجلس الوزراء من قائد الجيش على الأوضاع الأمنية الميدانية, في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي, ودور الجيش واستعداداته, وهو جيش متماسك ومعنويات ضباطه وعناصره عالية جدا, رغم الخسائر التي أصابته, وهو الى جانب واجبه الأمني يقوم بدور إنساني كبير, من خلال المساهمة في عمليات إخلاء الرعايا, وإنقاذ المواطنين ونقل المواد الغذائية والطبية الى المناطق.
كما قدم تصور القيادة العسكرية لاحتمالات الوضع خلال الأيام المقبلة مع تصاعد وتيرة العدوان. ثم قدم العميد خوري معلومات إضافية عن انتشار وتموضع القوى الأمنية المشتركة في الجنوب, وآليات العمل والخطوات المتخذة لتعزيز دور الجيش, بالإضافة الى معلومات عن الخسائر المادية والبشرية والتلوث الذي لحق بجزء من الشاطئ اللبناني, وهو أمر خطر ستكون لها انعكاسات اجتماعية وبيئية خطرة, لابد من التصدي لها بسرعة. كما أشار الى دور الجيش في نقل رفات الشهداء وتنظيم المأتم الجماعي الذي تم بالأمس, حيث لم يتمكن الناس من دفن شهدائهم في قراهم, فتم تجميع الجثامين في صور وفي أرض للجيش, ونظمت عملية الدفن الجماعي.
وتحدث اللواء ريفي عن الوضع الأمني عموما في البلاد, حيث لم تسجل مسائل كبيرة تذكر, رغم تدفق أعداد كبيرة من النازحين وحالة العوز عند الناس, واشار الى الآليات التي اعتمدت لمواجهة أي طارئ, بالتعاون مع كل القوى والمرجعيات الفاعلة, في مختلف المناطق مشيرا الى انحسار للاحتقان الذي ظهر في الأيام السابقة. ثم كان عرض من قبل وفد الهيئة العليا للاغاثة ووزير الصحة, للوضع الإنساني والإجتماعي في البلاد مع تزايد أعداد النازحين والحاجات الضرورية لمساعدتهم, على المستوى الغذائي والطبي والمياه والنظافة, تداركا لتفشي الأوبئة مع الإستعداد لمواجهة احتمالات تدفق أعداد جديدة من النازحين, بفعل استمرار quot;العدوان البربري الإسرائيليquot;, وقد اتخذ مجلس الوزراء سلسلة من القرارات في هذا المجال, لمساعدة الناس واستيعاب نتائج التهجير المبرمج, والعمل على تعزيز صمود المواطنين في كل المناطق. كذلك عرض وزير الإتصالات الأضرار التي لحقت بالقطاع, جراء القصف الإسرائيلي, لعدد من المحطات التابعة لشركات الخلوي والخطوات التي اتخذت لمعالجة أثار العدوان, وضمان استمرار التواصل بين اللبنانيين وبينهم وبين العالم.
وعرض وزير الإعلام للإعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عددا من محطات الإرسال, لبعض المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة, ومحاولات التشويش على إرسال بعض المحطات الإذاعية, واستهداف الإعلام اللبناني عموما, وتوقف عند قتل سليمان الشدياق, في موقع عمله في فتقا في محطة الإرسال التابعة للمؤسسة اللبنانية للارسال.و أكد في الوقت ذاته quot;ان الاقلام الحرة لن تنكسر والاصوات الوطنية القوية لن تغيب , والصورة اللبنانية النقية لن تموت , بل سيبقى الاعلام اللبناني حرا متنوعا قويا مقاوما لكل محاولات تطويع لبنان , واذا كانت اسرائيل تستهدف الاعلام اللبناني فلانها تخشى الحقيقة وتخشى انكشافها وفضحها امام كل العالم , وهذا ما يقوم به الاعلام اللبناني بكل قطاعاته من خلال ما يظهره للناس من وحشية وهمجية ونتائج للعدوان من مجازر جماعية ومقابر جماعية وتلوث في المياه وتقطيع اوصال الوطن وتدمير مؤسساته ومصانعه وكل قطاعاته وتهجير لابنائه بما يسقط مزاعمها وادعاءاتها بانها تمارس حقها في الدفاع عن نفسها وبان عملها هو رد على عملية اسر جنديين من جيشها المحتل. ان الاعلام في لبنان ساهم سابقا في اسقاط صورة الجيش الذي لا يقهر وفي تحقيقه الانتصار, وهو اليوم الى جانب مؤسسات اعلامية عربية وعالمية يساهم في اسقاط مزاعم اسرائيل ويحرك الرأي العام في كل مكان ويشكل اداة ضغط على اسرائيل من خلال كشف الحقائق وعلى حكومات كثيرة ولذلك تستهدفهاquot;.
و أضاف quot;ان مجلس الوزراء اذ يجدد تحيته لكل الاعلاميين الصامدين في كل مواقعهم , واثق من ان الجسم الاعلامي سيبقى متماسكا وستبقى المؤسسات الاعلامية متضامنة قادرة على التعاون لضمان استمرار العمل ليبقى صوت لبنان مرفوعا في وجه العدوان ولتبقى كلمة لبنان قاطعة ساطعة وصورته نقية مشرقة ويساهم في بناء المستقبل. ثم ناقش مجلس الوزراء الحركة السياسية والاقليمية التي ترافق العدوان الاسرائيلي على لبنانquot;.
ووضع رئيس المجلس في اجواء اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الدوليين الذين زاروا لبنان في الايام الاخيرة والاتصالات التي اجراها مع مسؤولين آخرين بهدف وقف الهجوم على لبنان انطلاقا من تأمين وقف شامل وسريع للنار , وحتى الان ليس ثمة مبادرة او طرح كامل يقدم للبنان. والكل يتحدث عن الشروط الاسرائيلية , ومع تسجيل المجلس الشكر والتقدير لمن ساعد لبنان ويرغب في مساعدته ويحاول تخفيف المعاناة عن اللبنانيين فالاتصالات لا تزال في بداياتها ولم يتبلور شيء نهائي حتى الان , وسيبقي مجلس الوزراء جلساته مفتوحة لاستكمال النقاش حول كل التطورات.
التعليقات