محادثات بعد ساعات من إعادة ضبط الساعة العربية:
مبارك بين برودة سماء السعودية وحرارة بيانها
وبدا مما تسرّب من محاور الملفات التي تم بحثها على طاولة الزعيمين أن هناك اتفاقا علنياً على أن نذر معركة عسكرية شاملة تدور في المنطقة الشرق أوسطية يلوح في الأفق طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية دون توقف على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، إضافة إلى أن الملك السعودي وضيفه الرئيس المصري لا يزالان في انتظار ما قد تثمر عنه الاتصالات السياسية التي يقودانها ضمن محاولات إيقاف إطلاق النار.
وتقول مصادر متطابقة أن البيان السعودي لم يسجل على صيغته أي اعتراض أو تحفظات من القاهرة خلال المباحثات يوم الثلاثاء في حين أن دمشق ما زالت تلزم الصمت على الرغم من أن حليفها الرئيس الإيراني قد استجاب ضمنياً إلى روح البيان السعودي الرسمي حين أعلن في خطبة جماهيرية أن عاصفة تقترب من الاندلاع في المنطقة.
ولم يفت على المحللين الذين قرؤوا رسائل البيان السعودي الذي فاحت منه رائحة quot;نفاد الصبرquot; رغبة الرياض في خروج المواقف الإسلامية السياسية حول الأزمة من دائرة الشجب والتنديد اقتداءً بها، ذلك أن الرياض كما يرى معلقون عرب قدمت أفكاراً سياسية لحل الأزمة من خلال موفدي الملك السعودي، فضلاً عن تقديمها الدعم المادي الأضخم في تاريخ لبنان.
ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن مصدر دبلوماسي مصري أن الاجتماع الذي تم بين مبارك والملك عبدالله في مدينة الباحة في جنوب غرب المملكة quot;تناول تطورات الأوضاع الخطرة في المنطقة على ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينيةquot;.
وأضاف المصدر أنه تم البحث في quot;نتائج الاتصالات السياسية والدبلوماسية، خصوصا الاتصالات المصرية والسعودية الساعية إلى إعلان وقف لإطلاق النار في لبنانquot;، في حين أكد أن الزعيمين اجريا تقويما للموقف في المنطقة واتفقا على quot;أن استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية يهدد بانفجار الوضع في المنطقة بشكل شامل وإشعال حروب مختلفة فيهاquot;.
وحذرت السعودية في بيان صادر عن الديوان الملكي اليوم الثلاثاء، من حرب quot;لن يسلم من شرها احدquot; نتيجة quot;لغطرسةquot; إسرائيل التي ما تزال ترفض إعلان وقف لإطلاق النار. وحذر البيان من انه quot;إذا سقط خيار السلام نتيجة الغطرسة الإسرائيلية، فلن يبقى سوى خيار الحرب وعندها لا يعلم إلا الله جلت قدرته ما ستشهده المنطقة من حروب ونزاعات لن يسلم من شرها احد حتى الذين تدفعهم قوتهم العسكرية الآن إلى اللعب بالنارquot;.
واكد البيان ان quot;الصبر لا يمكن ان يدوم للابد وانه اذا استمرت الوحشية العسكرية الاسرائيلية في القتل والتدمير فان احدا لا يمكنه ان يتوقع ما قد يحدث وعندما يقع المحظور لا يجدي الندمquot;. وتقوم الرياض ومصر بجهود دبلوماسية للضغط على اسرائيل من اجل اعلان وقف لاطلاق النار في لبنان الذي يتعرض منذ اسبوعين لعملية عسكرية عنيفة اسفرت عن مقتل نحو اربعمئة شخص غالبيتهم الساحقة من المدنيين.
التعليقات