خلف خلف من رام الله: قبل عشرة أيام طرحت مصادر إسرائيلية أربعة سيناريوهات قد تسمح بوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية ووقف العمليات العسكرية. احد هذه السيناريوهات كان ارتكاب إسرائيل لمجزرة من خلال قصف جوي تؤدي بحياة العشرات الأطفال اللبنانيين على غرار ما حصل في قانا عام 1996. مما يُرغم إسرائيل على وقف النار بشروط ليست مريحة مثل إطلاق مئات الأسرى وبالتالي خروج زعيم quot;حزب اللهquot; منتصراً. ويبدو للمتابع أن هذا السيناريو الذي وضعته صحيفة يديعوت بتاريخ 20/7/2006 وضع على المحك الآن بعد وقوعه على الأرض. فالمجزرة تمت في قانا فعلاً والأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار بدأت تتعالى.

ولكن التصريحات الصادرة عن قادة إسرائيل لا تشير لاحتمالية وقف إطلاق النار. وبالتالي لا يمكن المراهنة أن هذه المجزرة قد لا تتكرر مرة ثالثة. فإسرائيل كررت على لسان زعمائها خلال الأيام الماضية أن الحرب التي تخوضها مع حزب الله هي حرب بقاء..حياة أو موت، فتوقف العمليات العسكرية الآن يعني انتصار حزب الله، الذي سيرفع سقف مطالبه فيما يتعلق بأي تسوية سياسية قد تحدث مستقبلاً.

كما أن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي سارع ليعلن بعد ارتكاب جيشه لمجزرة قانا فجر اليوم أن الوقت الآن غير مناسب لوقف إطلاق النار. البعض يرى أن إقدام إسرائيل على هذه المجزرة يدلل على إفلاس الحكومة الإسرائيلية التي عجزت لغاية الآن بتحقيق أي إنجاز عسكري تتفاخر به أمام مليون من الإسرائيليين يقبعون في ملاجئ تحت الأرض منذ 20 يوماً. ولكن المحللون والسياسيون ومنهم الأعضاء العرب بالكنيست أن إسرائيل تقوم بهذه المجازر في محاولة منها لتجنيب جنودها الخوض في معارك برية مع مقاتلي حزب الله الذين أوقعوا القتلى والجرحي في صفوفها على مدار الأيام الماضية. وقد أعلن اليوم الأحد حزب الله انه قتل 8 جنود من وحدة غولاني أقوى وحدات المشاة في الجيش الإسرائيلي.

ومما يثير التساؤل، أنه في الوقت الذي يقف فيه العالم صامتاً على ما تقوم به إسرائيل من مجازر، تحرك أعضاء الكنيست العرب اليوم ليدينوا ويستنكروا المجازر الإسرائيلية. فعضو الكنيست طلب الصانع طالب بتشكيل لجنة تحقيق في مجرزة قانا، موضحاً أن الأعضاء العرب في الكنيست سيطالبون خلال جلسة الكنيست يوم غدا الاثنين بتشكيل لجنة تحقيق في هذه المجرزة الجديدة، بينما وصف الدكتور عزمي بشارة كونداليسا رايس بأنها مريضة نفسية بمرض السادية ووصف زعيمها بوش بالمعتوه.

أما النائب العربي في الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة فقد شدد أن المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل للمرة الثانية في قرية قانا في جنوب لبنان، تمت برعاية أمريكية مباشرة، من خلال الدعم المطلق والغطاء الدولي الذي تمنحه واشنطن لحكومة إسرائيل لتواصل جرائمها الإرهابية في لبنان.

وقال بركة في بيان صحافي: إن إسرائيل تعلن دائما أن لديها معلوماتها الدقيقة عن كل موقع تقصفه، وهذا ما يؤكد أنها عرفت تماما الموقع الذي قصفته، فهي مجزرة ترتكب عمدا، إلا أن إسرائيل بدلا من أن تتحمل المسؤولية فهي تستمر نهجها الدائم في توجيه اللوم للمقاومة اللبنانية، كما تفعل ذلك أيضا بعد المجازر التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.