وكالات: أعربت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن قلقها الشديد بسبب الأثر الذي يتركه العنف المستمر على المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة. وأوضحت هذه الوكالات في بيان لها, أن هذا العنف أدى إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني الذي يعاني منه4 ر1 مليون فلسطيني أكثر من نصفهم من الأطفال.

وأعربت المنظمات في هذا البيان عن قلقها من quot;التفات أنظار العالم نحو لبنان, ناسية المأساة الحاصلة في غزةquot;, وقدرت أنه ومنذ28 يونيو2006 قتل نحو175 فلسطينيا, بينهم حوالي40 طفلا و8 نساء, وجرح ما يفوق عن620 آخرين.

وأشارت الى أن العملية العسكرية التي قام بها الجيش الاسرائيلي خلال هذه الفترة بالمنطقة المحيطة بمطار غزة الدولي خلفت لوحدها ثمانية قتلى من بينهم طفلة في الثانية عشرة من العمر و20 جريحا. وقدرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين quot;الانرواquot; أن 475 شخصا تركوا منازلهم الواقعة في تلك المنطقة وتم إيواؤهم في مدارس تابعة لها بالقرب من رفح.

ومن جهته قال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان, quot; لايمكن تبرير قصف الاماكن التي يعتقد بأنها مواقع عسكرية والتي ينتج عنها مقتل المدنيين quot;,معتبرا quot; أن القانون الدولي يطلب المحاسبة ومن الممكن أن يتم تفسير هذه المسؤوليات بأنها انتهاكا للقانون الانساني الدوليquot;.

ومن جهته صرح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ( أوتشا) أن الاجتياحات البرية ألحقت الضرر بمرافق تابعة للأمم المتحدة وبأراضي زراعية عديدة, كما تعرض مكتب الأمم المتحدة وبما فيه مكتب (أوتشا) للهجوم من قبل متظاهرين فلسطينيين يوم 30 يوليوز الماضي.

وتوقف المكتب عند السياسة الجديدة التي باتت تنتهجها قوات الأمن الإسرائيلي, حيث تقوم سلطات الأمن بالاتصال بالعائلات الفلسطينية من أجل مطالبتهم بإخلاء بيوتهم قبل تعمدها إطلاق القذائف الجوية, مما يتسبب في حالة من الهلع لأحياء فلسطينية بأكملها.

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن القصف وأعمال العنف لا تضر بالزراعة فحسب بل تؤدي أيضا إلى تقليل القوة الشرائية , مما يؤدي إلى تزايد في عدد الأشخاص الذين أصبحوا يعتمدون على المعونات الغذائية , مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعاني من نقص كبير في مادتي الطحين (15 في المائة) و السكر (33 في المائة).

وبدورها أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن استهداف البنية التحتية الحيوية في قطاع غزة وتحديدا تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود المطلوب لتشغيل المولدات وقلة المياه مما أدى إلى تهديد جدي لصحة الفلسطينيين وإلحاق الضرر بالجهاز الصحي بأكمله.

وأكدت أنه يتم حاليا العمل من أجل التقليل من حدة الأزمة وذلك عن طريق انخراط المؤسسات المحلية والمجتمع الدولي في متابعة الاحتياجات الطارئة في القطاع الصحي.

وعبرت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة عن قلقها فيما يتعلق بانخفاض الدخل في قطاعي الزراعة وصيد الأسماك , مشيرة إلى أن فرض القيود المتزايدة على الصيد يجعل قوارب الصيد غير قادرة على مغادرة المرافئ وبالتالي تضرر أزيد من35 ألف شخص يشتغلون في قطاع الصيد.

ومن جانبه أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه الشديد بسبب القصف القاصي والذي ألحق الضرر بالخدمات الصحية والوصول اليها وتحديدا الرعاية ما قبل وما بعد الولادة بالإضافة إلى المشاكل التي باتت تواجه العاملين في المجال الصحي من أجل الوصول الى أماكن عملهم وتحديدا تلك الواقعة في المناطق المعرضة للقصف الشديد والإغلاق العسكري.