مجد الكروم (اسرائيل) : رغم مقتل اثنين من ذويه في هجوم صاروخي لجماعة حزب الله اللبنانية قال علي مناع من عرب اسرائيل quot;حزب الله رفع رؤوسنا ومعنوياتناquot;.ورغم تكبد العرب ثلث عدد القتلى البالغ عددهم 48 شخصا الذين سقطوا في هجمات صاروخية على شمال اسرائيل فان تعاطف بعض عرب اسرائيل الذين يشكلون اقلية في المجتمع الاسرائيلي يميل بشكل اكبر الى حزب الله وليس الى الدولة العبرية.

وقتل اثنان من اقارب مناع وهما محمد مناع (25 عاما) وبهاء فياض (30 عاما) عندما سقط صاروخ في قرية مجد الكروم الاسبوع الماضي.ورغم أن العرب واليهود واقعون تحت وابل الصواريخ نفسه واحيانا يلجأون الى نفس المخابيء هربا من القذائف فان الحرب زادت من توتر العلاقات بين الاقلية العربية والمجتمع الاسرائيلي.

وينحدر عرب اسرائيل الذين يشكلون نحو خمس عدد سكان الدولة العبرية من العرب الذين تشبثوا باراضيهم في الوقت الذي فر فيه مئات الالاف من الفلسطينيين او اخرجوا من ديارهم خلال حرب 1948 التي قامت بعد اعلان قيام اسرائيل.وقالت روضة عطا الله مديرة جمعية الثقافة العربية في مدينة حيفا التي يعيش بها عرب ويهود وكانت احد الاهداف الرئيسية لهجمات حزب الله ان شعبية حزب الله زادت بشدة بين عرب اسرائيل.

واضافت ان هناك لاول مرة شعورا بعودة الكرامة وان الناس يشعرون لاول مرة ان هناك جماعة تقاوم وتقف صامدة في وجه الجيش الاسرائيلي.وبعد وقت قليل من بداية الصراع الذي اندلع إثر خطف الجماعة اللبنانية جنديين اسرائيليين يوم 12 يوليو تموز كان بعض عرب اسرائيل يخرجون ويهتفون عند سقوط صواريخ على البلدات اليهودية المجاورة.

ولكن حاليا فانهم يختبئون على الارجح عند انطلاق اصوات صافرات الانذار. ولكن الخوف من التعرض لاطلاق النار لم ينل من شجاعة الذين يؤيدون حزب الله.وتشير استطلاعات للرأي ان اكثر من 80 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون الهجوم على حزب الله الذي يقول لبنان انه اودى بحياة 925 شخصا غالبيتهم من المدنيين. وقتل في الصراع 94 اسرائيليا. ولكن تأييد الحرب بين عرب اسرائيل اقل بكثير.

والعلاقة بين يهود وعرب اسرائيل صعبة منذ فترة طويلة. ويشكو عرب اسرائيل من انهم ضحية للتمييز في المعاملة وهو الشيء الذي تنفيه اسرائيل. ويتعاطف عرب اسرائيل بصفة عامة مع بني جلدتهم من الفلسطينيين الذين يواصلون انتفاضة منذ ما يقرب من ست سنوات.ويقترح بعض المعلقين الاسرائيليين انه يجب ان يجرد العرب من جنسيتهم في حالة تأييدهم لحزب الله.

ونشرت وسائل اعلام اسرائيلية تقارير تزعم ان عرب اسرائيل يتامرون مع حزب الله بل انهم يساعدونه في توجيه الصواريخ من خلال رسائل مكتوبة.وتقدم أعضاء في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) بشكوى رسمية ضد نائب من ثلاثة نواب عرب على الاقل في البرلمان وجه اهانات ضد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس عندما كان يلقي كلمة الاسبوع الماضي. ومن بين النعوت التي وصف بها بيرتس انه quot;ملاك الموت.quot;

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية quot;من الواضح ان اسرائيل ملتزمة بسياسة يمكن من خلالها ان تزدهر جماعات عرقية مختلفة في اطار عمل لمجتمع ليبرالي وتعددي.quot;واضاف quot;اعتقد بصفة عامة ان الجبهة الوطنية الاسرائيلية المبنية من عناصر مختلفة للغاية وطوائف وجماعات عرقية مختلفة اظهرت انها قوية للغاية في الازمة الحالية.quot;

وبينما يبدي بعض عرب اسرائيل تعاطفهم مع حزب الله فان اخرين داخل هذه الاقلية مثل البدو والدروز الذين يخدمون غالبا في صفوف الجيش الاسرائيلي يؤيدون بشدة الهجوم الاسرائيلي في جنوب لبنان.وعلى بعد 18 كيلومترا من مجد الكروم تعيش اسرة بدوية حالة حداد على فضية جمعة (60 عاما) وابنتيها اللائي قتلن في هجوم صاروخي في مطلع الاسبوع الجاري. وتلقي الاسرة باللوم على السيد حسن نصر الامين العام للحزب الله.ووصف فوزي جمعة (23 عاما) احد اقارب فضية السيد نصر الله بالارهابي وان مسؤولية تدمير لبنان تقع على عاتقه وقال ان على اسرائيل ان تدافع عن نفسها.