أسامة العيسة من القدس: بدأت الصحف الإسرائيلية اقل كابة، واكثر اندفاعا، اليوم، بعد استيعاب الضربة القوية التي طالت إسرائيل يوم أول أمس الأحد

إيران تدعو العالم الإسلامي إلى الدفاع عن حزب الله

جنود اسرائيليون يقولون أن الحرب في لبنان ستكون طويلة

الأميركيون منقسمون وروسيا لا تؤيد قرار مضر للبنان

السنيورة: الحرب الدبلوماسية أكثر شراسة من العملية العسكرية

بمقتل 13 عسكريا، وتحقيق جيشها كما رأت، إنجازات عسكرية ملموسة على الأرض يوم أمس، استعدادا لما تصفه هذه الصحف مرحلة الحرب الحاسمة وإقامة منطقة عازلة في الجنوب اللبناني. وتحدثت هذه الصحف، عن قرار للقيادة الإسرائيلية بتوسيع ما تسميه عمليتها في لبنان إلى نهر الليطاني، مشيرة إلى زيارة أيهود اولمرت، رئيس الحكومة إلى الجبهة أمس، ولقائه مع قادة وضباط الجبهة الشمالية، واتفقت جميعها على أهمية عقد جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوم غد الأربعاء برئاسة اولمرت، والذي من المتوقع، حسب هذه الصحف، أن يتخذ قرارات عسكرية هامة.

وذكرت صحيفة يديعوت احرنوت، بان الساعات الأربع والعشرين المقبلة مهمة، لأنها ستشهد على الأرجح اتخاذ قرارا يوعز إلى الجيش الإسرائيلي بالوصول إلى نهر الليطاني، وذلك بعد إجراء مشاورات على المستويين السياسي والعسكري والمصادقة على الخطط العسكرية المتعلقة بذلك.

وحسب احرنوت، فان قرارا إستراتيجيا كهذا، من المتوقع أن يتخذ في اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والعسكرية، الذي سيجتمع غدا، إلا انه من المحتمل أيضا أن يتم تبكير موعد عقده، تبعا للتطورات السياسية، والجهود الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة، واستباقا لصدور قرار دولي بوقف إطلاق النار، لان إسرائيل تريد أن تعزز وضعها على الأرض، وتحقيق أهدافها التي قال الوزير الإسرائيلي افي ديختر أنها تتلخص بالسيطرة على جميع مواقع إطلاق الصواريخ على إسرائيل الواقعة جنوبي وشرقي نهر الليطاني، وتحرير جندييها الأسيرين. وقالت الصحيفة بان زيارة اولمرت إلى الجبهة أمس، استهدفت تقديم دعم سياسي للقيادة العسكرية، وأنها تستجيب لطلبات هذه القيادة.

دبابة اسرائيلية تتوغل داخل الأراضي اللبنانية
الخطط تنتظر التنفيذ

وتحدثت صحيفة هارتس أيضا عن الاجتماع المرتقب غدا للمجلس الوزاري المصغر، وقرار توسيع العمليات العسكرية في جنوب لبنان، ودفع قوات برية إضافية إلى هناك.

وقالت الصحيفة بان الخطط العسكرية التفصيلية معدة مسبقا وجاهزة تنتظر التنفيذ، وان رئيس الأركان دان حالوتس، التقى مع كبار ضباط الاستخبارات العسكرية لمناقشة هذه الخطط. وأشارت الصحيفة، بأنه مع خطة التوسع شمال الليطاني، فان القيادة العسكرية، تخطط لتوجيه ضربات موجعة لمنطقة النبطية، التي تقول بأنه يتم منها إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، خصوصا على كريات شمونة. وقالت بان اولمرت اطلع على الخطط العسكرية لتوسيع الهجوم البري في لبنان، ولكنه امتنع عن إبداء رأي علني، في حين نقلت عن مصادر عسكرية قولها بان ضباط الأركان يعتقدون أن القيادة السياسية ستوافق على توسيع الهجوم البري، لكنهم من جهة أخرى يريدون أن يروا كيف ستسير الأمور مع المبادرة الجديدة للحكومة اللبنانية بنشر 15،000 جندي في الجنوب، وان هذه المبادرة ستكون محل ترحيب من قبل قيادة الأركان الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة تصريحات اولمرت حول تقديم القيادة السياسية الدعم للقيادة العسكرية، وحول عدم وجود أية قيود على عمل قوات الجيش الإسرائيلي في لبنان، وعلى أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بان يكون لديها مليون نسمة يعيشون في الملاجئ، لذا فلا بد من إعطاء الجيش تفويضا مطلقا لحل هذه المعضلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال اودي ادم قائد المنطقة الشمالية، يقول بأنه ينتظر الإشارة لتوسيع عمليات الجيش في الجنوب اللبناني.

ضرب البنية الاستراتيجية

منذ اليوم الأول للحرب، أعلنت إسرائيل أنها ستضرب أهدافا استراتيجية في لبنان وهو ما فعلته، ولكن يبدو أن هناك أهدافا استراتيجية أخرى تريد أن تضربها في لبنان أيضا. وفي هذا الإطار نقلت صحيفة هارتس، عن ضباط كبار في هيئة الأركان قولهم بأنه quot;للمرة الأولى، منذ بدء القتال، تخطط إسرائيل، لضرب أهدافا استراتيجية تشمل البنية التحتية ورموز الحكومة اللبنانيةquot;. وحول هذه الأهداف قالت هارتس أنها غير قصف مطار بيروت، الذي قصف لمنع نقل الأسلحة إلى حزب الله، وغيرها من أهداف أخرى تم قصفها، ولكنها ستكون أهدافا مدنية لا علاقة لها بحزب الله.

ونقلت عن ضابط إسرائيلي كبير قوله quot;نحن الان في عملية تصعيد، وسنستمر في ضرب كل من يتحرك وله علاقة حزب الله، ولكننا أيضا سنضرب البنية

جثث بانتظار دفنها في منطقة الغازية
لتحتية المدنية الاستراتيجيةquot;. وقال هذا الضابط quot;حتى لو كانت فرص حدوث إطلاق للنار برعاية الأمم المتحدة، كانت اكثر وضوحا، وهو ما يتوقع أن يحدث في الأيام المقبلة، إلا أن إسرائيل ستواصل الضغط الهجوميquot;.

أهم مراحل الحرب

وقالت صحيفة معاريف، بان جنود الجيش الإسرائيلي الذين التقاهم اولمرت أمس، كانوا في حالة معنوية مرتفعة، وانهم ابدوا استعدادا للقتال من اجل تحقيق ما وصفوه الهدوء على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وتطرقت إلى أقوال وزير الدفاع عمير بيرتس أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية التي عقدت أمس اجتماعا لها في تل أبيب، حيث قال بيرتس انه اصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي لتصعيد العمل العسكري ضد مواقع إطلاق صواريخ حزب الله في لبنان، خصوصا وان العملية الدبلوماسية لا تزال غير حاسمة، واشارته إلى أن إسرائيل الان في أهم مراحل الحرب، وقوله بان إسرائيل عازمة على وقف إطلاق الصواريخ، سواء بالوسائل العسكرية أو الدبلوماسية.

وأكدت معاريف، مثل الصحف الأخرى، على التحرك الإسرائيلي المرتقب بتوسيع العمليات العسكرية لتنظيف المنطقة كما تقول من حزب الله حتى منطقة الليطاني. ورغم مقتل 3 من الضباط والجنود أمس في بلدة بنت جبيل، إلا أنها تقول بان الجيش الإسرائيلي يعمل من بيت إلى بيت في هذه البلدة في ملاحقة عناصر حزب الله، وان عمليات الجيش في الجنوب تتكلل بالنجاح. ونقلت عن الجنرال اودي آدم قائد المنطقة الشمالية قوله، بان الجيش الإسرائيلي، تمكن من قتل 450 من عناصر حزب الله، وبان لدى الجيش قائمة بأسماء 240 من أفراد حزب الله تم قتلهم. وقال آدم بان قواته تحتاج إلى مزيد من الوقت، وعلى أهبة الاستعداد لتوسيع العملية إلى شمال منطقة الليطاني.

وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن إسقاط طائرة حزب الله بدون طيار، أمس بعد دخولها المجال الجوي الإسرائيلي، قبالة حيفا وان الخبراء في الجيش الإسرائيلي يعكفون على دراسة أجزاءها. وأشارت إلى أن حزب الله، أراد على الأرجح، تحقيق هدف دعائي من إرسال هذه الطائرة، وهي من نوع مرصاد، تم تطويرها في إيران. وقال رئيس قسم الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي البريغادير يوحنان لوكير أن هذه هي المرة الثالثة التي يحاول فيها حزب الله تسيير طائرة بدون طيار فوق إسرائيل مشيرا إلى أن الحزب يمتلك عدة طائرات أخرى من هذا النوع.

وقالت معاريف، بان الجيش الإسرائيلي قصف أمس 80 هدفا في لبنان، تستخدمها عناصر حزب الله، ودمرت 6 قاذفات لاطلاق الصواريخ، ومن بين ما قصف منزل الشيخ صبحي الطفيلي، الذي تبين انه لم يكن في المنزل.

بين نصر الله وصدام

وما زالت شخصية السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، تثير اهتماما كبيرا، داخل إسرائيل، وكتب الصحافي أمير اورون مقالا في هارتس عن نصر الله، حاول فيه سبر أغوار شخصيته. وقال اورون quot;حسن نصر الله، وهو من مواطني قرية البازورية في جنوب لبنان، يحمل جواز سفر لبناني رقم 042833، هذه المعلومات يمكن الاطلاع عليها في قائمة أعدتها وكالة المخابرات المركزية، تضم أسماء الآلاف من الأشخاص والمنظمات ذات الصلة بالإرهاب. هذا أمر ضروري معرفته لكل من يريد أن يختم جواز سفر نصر الله، لا سيما في مطار بن غوريون الدوليquot;.

واضاف اورون quot;المخابرات الأميركية تعرف تاريخ ميلاد نصر الله وهو 31 آب (أغسطس)، ولكنها لا تعرف بالضبط عدد شموع الكعكة، التي ستوضع له في ذلك اليوم. هناك اربعة احتمالات لسنه ميلاده: 1953، 1955، 1958و1960، وإذا كانوا في وكالة الاستخبارات المركزية لا يعرفون متى ولد نصر الله، فكيف سيتمكنون من تحديد وقت الوفاة؟quot;. ويرى اورون انه إذا كان، حسن نصر الله، خسر حسب رأيه المواجهة خلال الشهر الماضي إلا أن quot;موقفه تحسن في انتظار الجولة المقبلةquot;.

وقال اورون انه quot;من اجل الانتصار على نصر الله نهائيا يجب أن تنتهي الحملة على نحو مماثل لسقوط نظام صدام حسين في عام 2003، وليس مثل التوصل إلى وقف إطلاق النار التي أنهت الحرب الأولى في العراق عام 1991، التي أضعفت صدام لكنها تركت له المكان. وعلى الرغم من قرارات الأمم المتحدة والقوه الأميركية التي نفذت في منطقتي حظر الطيران في شمال العراق وجنوبه، إلا أن صدام استمر في الحكمquot;.

وواصل اورون مقارناته، مشيرا إلى أن ياسر عرفات، تحول من quot;مقامر لصالح صدام في الحرب الذي أثار غضب الأميركيين، إلى مفتاح للسلام الإسرائيلي-الفلسطيني، بفضل حكومة اسحق رابين، وفي حين أن الخاسر الأكبر في حرب الأيام الستة، هو جمال عبد الناصر، الذي استقال آنذاك، إلا انه عاد وجر إسرائيل إلى حرب الاستنزاف التي انتهت بالتعادل وأدت إلى حرب يوم كيبور (أكتوبر)quot;. وقال اورون، بان الجيش الإسرائيلي سيكثف في الأيام المقبلة، جهوده للنيل من حسن نصر الله، قبل عيد ميلاده المقبل في 31 آب (أغسطس).