القرار 1701 :تشكيك لبناني بنجاحه وخشية اسرائيلية من مأساة اكبر

نيويورك -بيروت-القدس -وكالات: في الوقت الذي شكك وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري بامكانية نجاح قرار الامم المتحدة حول لبنان ، تجتمع الحكومة اللبنانية اليوم لبحث مشروع القرار ، واوضح مصدر رسمي ان quot;الحكومة التي ستجتمع السبت هي التي ستعلن الموقف من المشروع الفرنسي الاميركي quot;. وعلى صعيد متصل اعلن مصدر رسمي اخر قبول الحكومة اللبنانية مشروع القرار وان كان اجتماع اليوم سيشهد ادلاء وزيري حزب الله برأيهما حول الموضوع .

وبالعودة الى نيويورك ، اعرب لبنان اليوم السبت عن شكوكه في امكان نجاح قرار مجلس الامن الدولي الداعي الى وقف للاعمال الحربية في وضع حد للحرب التي تتواصل على اراضيه منذ شهر. ووجه وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري انتقادات شديدة الى اسرائيل خلال القائه خطابه امام مجلس الامن بعيد تبني القرار 1701 بالاجماع.وقال quot;منذ شهر وعلى مرأى من المجتمع الدولي تحاصر اسرائيل لبنان وتدمره متسببة بكارثة انسانية وبيئيةquot;. ووصف متري الاسابيع الاربعة من القصف المدفعي والجوي الاسرائيلي بانها quot;استراتيجية الرعبquot;، معتبرا انها شكلت ردا quot;غير متكافىء وغير مبررquot; على اطلاق حزب الله صواريخه على شمال اسرائيل.
واكد ان الهجمات الاسرائيلية قتلت اكثر من 1100 مدني ثلثهم اطفال خلال اربعة اسابيع، في مقابل 120 اسرائيليا قتلوا جراء الصواريخ. وعبر متري عن قلقه حيال نص القرار الذي يدعو اسرائيل الى وقف عملياتها العسكرية quot;الهجوميةquot; من دون ان يشدد على وقف فوري للمعارك.

واضاف ان quot;وقفا غير كامل لاطلاق النار ليس وقفا فعليا للنارquot;، لافتا الى ان quot;اللبنانيين لا يثقون بالتمييز الاسرائيلي بين كلمتي quot;دفاعيquot; وquot;هجوميquot;، والعمليات العسكرية ينبغي ان تنتهي في شكل مؤكدquot;.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس صرحت في وقت سابق انها تثق بموافقة الحكومة اللبنانية على القرار الدولي في جلسة طارئة ستعقد السبت. لكنها اكتفت بالقول بعد كلمة متري quot;سنبذل الان جهودا جبارةquot; لتطبيق القرار.

خشية اسرائيلية من quot;مأساة اكبرquot;
حذرت اسرائيل الاسرة الدولية من خطر حدوث quot;مأساة اكبرquot; في الشرق الاوسط اذا لم يؤد القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي الى تغييرات في لبنان.واكد السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة دان غيلرمان بعد تصويت مجلس الامن الدولي quot;قرار وحده لا يكفيquot;.

واضاف quot;اذا لم تستخدم الادوات التي ينص عليها هذا القرار بتصميم وبسرعة سنعود الى هذه الطاولة ان لم يكن خلال اسبوع، فخلال شهر او سنة في مواجهة مأساة اكبرquot;.وتابع ان quot;ما نظهره من افتقادنا الى الالتزام والارادة سيشجع الارهابيين الذين يزودون بدون اي شك باسلحة اكثر فتكا من قبل ايرانquot;.واتهم غيلرمان السلطات اللبنانية بانها لم تملك ارادة السيطرة على حزب الله وبسط سلطتها على جنوب لبنان.

من جهته قال مسؤول حكومي ان ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل أيد امس مشروع قرار للامم المتحدة يهدف الى انهاء الحرب الدائرة في لبنان منذ شهر ولكنه أصدر تعليمات للجيش بمواصلة هجوم أوسع ضد حزب الله حتى اجتماع مجلس الوزراء يوم الاحد.واضاف مسؤول حكومي انquot;رئيس الوزراء سيوصي يوم الاحد بان تعمل الحكومة وفقا لمشروع القرار بعد التغييرات التي ادخلت خلال الساعات القليلة الماضية.quot;وقال مصدر سياسي ان اولمرت سيقدم خلال اجتماع الاحد مسودة القرار لمجلس وزرائه للتصويت عليها.واضاف ان quot;الفكرة هي ان الهجوم العسكري سيتواصل حتى ذلك الموعد.quot;

اقرار الـ 1701

تبنى مجلس الامن الدولي مساء الجمعة باجماع اعضائه الـ15 قرارا يدعو الى وقف الاعمال الحربية في لبنان ويضع الاسس لتسوية دائمة للنزاع المستمر منذ شهر. ويدعو القرار الذي يحمل الرقم 1701 حزب الله الى الوقف الفوري لكل هجماته واسرائيل الى الوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية في لبنان.

وينص على ان ينشر لبنان وقوة الامم المتحدة (يونيفيل) قواتهما معا في جنوب لبنان فيما تسحب اسرائيل في موازاة ذلك قواتها من المنطقة المذكورة. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في مستهل جلسة المجلس الذي اجتمع على مستوى الوزراء quot;انه امر حيوي جدا ان تتوقف المعارك الانquot;. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس quot;مع تنبي هذا القرار فان المجتمع الدولي يساعد في تمهيد الطريق لسلام دائم بين لبنان واسرائيل بهدف وضع حد للمعاناة واعمال العنف خلال الشهر الاخيرquot;. ودعت سوريا وايران اللتين تدعمان حزب الله الى quot;احترام سيادة الحكومة اللبنانية وارادة المجتمع الدوليquot;.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان المجتمع الدولي quot;يتحمل اليوم مسؤولياتهquot; عبر تبنيه قرار وقف النزاع بين اسرائيل ولبنان. وذكر بان فرنسا تمنت quot;منذ البدايةquot; تحديد quot;المبادىء والعناصر التي تكفل وقفا دائما لاطلاق النار وحلا سياسيا جامعاquot;. وتمنى ان quot;يقدمquot; المجتمع الدولي quot;غدا الى الشعب الفلسطينيquot; ما quot;قدمه اليوم الى لبنانquot;، لان هذا الامر مرتبط quot;بمستقبل منطقة عانت بشدة وينبغي ان تتصالح مع السلامquot;.

وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بتبني مجلس الامن الدولي قرارا حول لبنان، مؤكدا ان فرنسا ستشارك في تعزيز قوة الامم المتحدة في لبنان (يونيفيل). وقال بيان الرئاسة الفرنسية quot;التزاما بمسؤولياتها، ستشارك فرنسا في تطبيق هذا القرار وخصوصا في ما يتصل بقوة الامم المتحدة الجديدة، وستحدد مدى مشاركتها في تعزيز هذه القوة بحسب وسائل التحرك المعطاة لها ووجود توزيع عادل بين الدول التي ستقدم وحدات عسكريةquot;. ومن جهته، اعتبر وفد الجامعة العربية الى مجلس الامن في جلسة التصويت على القرار 1701 ان القرار quot;غير متوازنquot; رغم اعلانه القبول به.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي ترأس وفد الجامعة quot;قبلنا هذا القرار بصيغته الحالية من اجل حقن دماء الابرياء وتجنيب لبنان والمنطقة المزيد من ويلات الدمارquot; مشيرا الى ان ذلك لا يعني quot;بالضرورة اننا راضون عن اصدار قرار ينقصه التوازنquot;. واشار الى وجود quot;ملاحظاتquot; للدول العربية على القرار لانه لم ياخذ quot;بشكل كافquot; مصالح لبنان في الاعتبار. واعتبر الوزير القطري ان القرار quot;لم يتعرض بوضوح الى مسؤولية اسرائيل الانسانية والقانونية عن هذا الدمار ولم يعالج مسألة الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية بشكل متوازن حيث ان تبادل الاسرى والمحتجزين هو الوسيلة الواقعية والمنطقية لتسوية هذا الموضوعquot;. ويتوقع ان تناقش الحكومة الاسرائيلية الاحد القرار الدولي على ان تبحثه الحكومة اللبنانية اليوم .

من جهته، اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان عدم قدرة مجلس الامن الدولي على تبني قرار حول لبنان في وقت مبكر زعزع ثقة العالم بالمنظمة الدولية. ودعا الدول الاعضاء الى استشارة الدول التي ستقدم وحدات عسكرية لتأمين العديد الكافي لقوة اليونيفيل. وينص القرار على زيادة عديد القوة الدولية العاملة في لبنان من الفين الى خمسة عشر الف عنصر وتوسيع نطاق مهمتها. ولا يذكر الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة في حال تهديد السلام والامن الدوليين، الامر الذي عارضه لبنان، لكنه يشدد في فقرة اولية على ان الوضع في لبنان يشكل تهديدا مماثلا.

وكانت اسرائيل طالبت بقوة quot;ردعquot; دولية تستطيع احتواء حزب الله اللبناني. ويدعو القرار الى الافراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما حزب الله في 12 تموز/يوليو. وفي ما يتصل بمنطقة مزارع شبعا بين لبنان وسوريا واسرائيل، يطلب القرار من الامين العام للامم المتحدة رفع اقتراحات الى المجلس خلال ثلاثين يوما بعد مشاورات مع الافرقاء المعنيين بهدف اجراء ترسيم دقيق للحدود اللبنانية.