من لم يختبر الحرب لا يحق له ان يكون مرشدا للسلام
الأسد: المقاومة تأخذ غطاءً حكومياً لا إذناً
إيلاف، بيروت، وكالات:قال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة ألقاها اليوم أمام مؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحافيين إن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن جاء لانقاذ اسرائيل من ورطتها الميدانية في جنوب لبنان وانها جاءت رافعة دولية لمن اسماها بجماعة quot;17 شباطquot; واصفا اياهم بالعملاء وquot;المسوقين لثقافة الانهزام والانقياد الاعمى لسياسة يحددها العدوquot; ومشجعي quot;السلام الرخيصquot;. واعتبر الأسد ان فرزا سياسيا جديدا حصل في المنطقة مشيرا الى ان المعركة بدأت من الآنلولادة شرق أوسط جديد مغاير للمشروع الذي طرحته الولايات المتحدة الاميركية.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعتبرأن بلاده موافقة على مرابطة قوات دولية في مزارع شبعا المتنازع عليها، مضيفا ان دمشق quot;جاهزة للجلوس مع لبنان بعد تحرير الجولان لتحديد ما لها وما عليهاquot;. واتهم المعلم من يطالب بفتح جبهة الجولان مع إسرائيل بأنهم quot;يريدون تنفيذ مخططquot; ضرب سوريا، مشيرا إلى أن هدف إسرائيل التالي من الحرب على لبنان كان سوريا. (تصريحات المعلم)
واعتبر الأسد في كلمته اليومان لبنان دفع ثمنا كبيرا للحرب ودعا العرب الى مساعدة لبنان. ولفت الى تحويل quot;النصر العسكري الى نصر سياسيquot;، قائلا ان دعم المقاومة هو ما سيجعل بالدول الكبرى على ان تأخذ quot;مصالحنا بعين الاعتبارquot; . وقال: quot;ونقول لكل من تهم سورية اذا كان الوقوف مع المقاومة تهمة وعار فهي للشعب السوري شرف وافتخارquot;.
وانتقد الأسد الدول العربية التي اتهمت حزب الله بquot;المغامرةquot; وقال ان سوريا quot;لا تطلب من احد ان يحارب نيابة عنهاquot;. واضاف quot;كلما حصل اضطراب يقولون لنا +لماذا ورطتمونا؟+ (...) كل بلد مسؤول عن نفسه. قد يكونون قالوا هذا للمقاومة (في اشارة الى حزب الله) الا اننا لا نطلب من احد ان يحارب نيابة عنا ولا مكانناquot;. واضاف ان على الدول العربية quot;الا تتبنى رؤية العدو والا يكون دورها على حساب مصالحناquot; منتقدا خصوصا المسؤولين العرب الذين وصفوا ما قام به حزب الله في الثاني عشر من تموز/يوليو الماضي عندما اسر جنديين اسرائيليين بالعمل quot;المغامرquot;. وقال ان quot;الانتصار يعادل احيانا المغامرةquot;. وتابع quot;اذا اراد احد ان يلعب دورا لاسبابه الداخلية على حساب قضايانا فهذا غير مقبولquot; مضيفا quot;لم نقرر ان نعرض قضيتنا للبيع في السوق الدولية او اي سوق اخرىquot;.
وقال :quot;نحن في سورية ولبنان وفلسطين ما يزال لنا اراض لم تتحرر ونحن المعنيوين بالحرب والسلم ونريد من اشقائنا العرب بالوقوف معنا من خلال رؤيتنا وتقديرنا لمصالحنا اذا نحن من عانى من الحرب ومفاوضات السلام ومن لا يقتنع فلا نطلب منه سوى افساح الطريق لنقوم ما يجب علينا القيام به، ولا نطلب من احد ان يحارب عنا، فلا يتبني رؤية العدو لقضايانا ومن لم يختبر الحرب لا يحق له ان يعلق نفسه مرشدا للسلام. زمن الاسترزاق السياسي انتهى ومن يريد ان يرضي الخارج على حساب قضايانا فهو امر مرفوض quot;.
وأضاف: quot;دور المقاومة كفكر في المرحلة المقبلة سيكون مهما جدا... كلنا كمسؤولون نريد الاستقرار ولن يتحق في ظل الافتراق بين المواقف الرسمية والشعبية ووصل هذا الافتراق الى ذروته في المرحلة الماضية وانحاز الشعب الى جانب المقاومة وتحدى صمت القادة وانحياز البعض منهم. ادعو القادة للانحياز الى جانب شعبه والمقاومة لمجابهة مخططات التفتيت المطروحة في المنطقةquot;.
quot;كثير من الطروحات تجاوزت حدود المحظور ما يشير الى خلفيات مثيرة للشك او الى جهل بحقائق الامور. فلا يجوز فصل المواجهة الاخيرة بعيدا عن تاريخ الصراعات العربية الاسرائيلية وما يحصل في فلطسين والعارق . العدوان الاسرائيلي الادوات ولكنه اميركي القرار . المقاومة تاخذ غطاء من الحكومة ولا تأخذ إذن.
وأضاف :quot;ما اظهرته الوقائع الاخيرة مع شبكة العملاء التي اعتقلت في لبنان وربطت مع مواقف 17 ايار تؤكد ان هذا المخطط محضر مسبقا عبر هذه المسارات:
المسار الاول 1559 واغتيال الحريري والضغوط على سورية
فشل الاحتلالا الاميركي في العراق
دفع عملية السلام واعتماد الخيار الحربي واعفاء اسرائيل من التراماتها بخيار السلامquot;.
وأردف قائلا :quot;عندما نقول اخترنا السلام كخيار استراتيجي لا يعني اننا لغينا الخيارات الاخرى وكلما ابتعد السلام كلما تسنى خيارات لاستعادة حقوقونا، فتمسكنا بخيار المقاومة طالما ان السلام لم يتحقق. فالطرف الاخر لا يؤمن بهذه المقولة اصلا عبر دلائل متكررة بمعزل عن المجازر اذ قال اسحق شامير عام 1991 سنجعل هذه العملية تستمر ل 10 سنوات وبعد 15 عامام لم يتحقق السلام وكانت اسرائيل تسوق انها تريد السلام والعكس كان قرار العرب العرب وقتها، وتفاجأ الاسرائيليون لاحقا برغبة العرب بالسلامquot;.
واعتبر ان المعارك الأخيرة أثبتت أن :
quot;القوة العسكرية مهما عظمت عندما لا تملك عقيدة تنتج الهزيمة
المقاومة التي تمتلك الايمان والعزيمة والصمود ويحتضنها الشعلب تنتج الانتصار. لا يتعدى انتصار العدو كونه تدمير للحجار وقتل للمدني
القوة العسكرية ليست كل شي واسرائيل لا تمتلك سوى القوة التدميرية وبعض العناصر الاخرى على المستوى الدولي وضعف العرب المعنوي قبل المادي وعندما نتلاشى هذه الثغرة يصبح التوازن لمصلحتناquot;.
واكد الرئيس السوري ان quot;العدوان الاسرائيليquot; على لبنان لم يؤد الا الى quot;مزيد من الفشل لاسرائيل وحلفائها واسيادهمquot; متهما قوى لبنانية بالتحالف مع الدولة العبرية.
قال الاسد ان الهجوم الاسرائيلي كانت نتيجته quot;مزيدا من الفشل لاسرائيل وحلفائها واسيادهم، مزيدا من الرسوخ للقوى الوطنية الملتفة حول المقاومةquot; في لبنان. واضاف quot;ما يحصل الان هو 17 ايار (جديد)، تتكرر نفس التداعيات. مجموعات لبنانية تفشل في تحقيق مخططها لمصحلة اسرائيل وتحرض اسرائيل للمجيء لانقاذها من الورطة لالحاق لبنان بالركب الاسرائيلي مع غطاء عربيquot;.
وقال ان قرار مجلس الامن 1701 شكل quot;رافعة سياسية دولية لهذه القوى لانه لم يعد هناك رافعة وطنية لحملهمquot;. وتابع quot;ارادوا رافعة دولية لكي يبدأوا الهجوم على المقاومة ورأيناهم قبل ان يجف الدم بدأوا بالحديث عن نزع سلاح المقاومة لكنهم فشلوا والسقوط لا يبدو لنا بعيداquot;.
كما حمل الاسد على فرنسا، متهما اياها بالسكوت عن مقتل المدنيين في الغارات الاسرائيلية على لبنان فيما تحمست للمطالبة بلجنة تحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.وقال الاسد في هذا الصدد quot;نسأل هذا المسؤول الفرنسي المتقد حماسة تجاه سوريا (الذي لم يسمه) هل سيطالب بلجنة تحقيق دولية لكي تحقق في مجزرة قانا ولا نتحدث عن بقية المجازر كما طالبوا بالتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري؟quot;.وتابع quot;ام ان السبب والدافع هو ان المتهم الاول هو سوريا وهذا دافع والان المتهم هو اسرائيل وهذا مانع، واطفال قانا والاخرون هم من الفقراء الذين لا يستحقون نظرة من هذا المسؤولquot;.واكد ان الدول الغربية quot;لا تتحرك الا عندما تتالم اسرائيل ولا تتالم اسرائيل الا عندما نمتلك القوةquot;.
و بخصوص نزع سلاح حزب الله، اتهم الرئيس السوري القوى اللبنانية التي تريد quot;نزع سلاح المقاومةquot; بالسعي quot;لايجاد فتنة في لبنانquot; واكد انها quot;فشلت وسقوطها لا يبدو لنا بعيداquot;.وقال الاسد في اشارة الى قوى الاكثرية في لبنان المناهضة لسوريا ان قرار مجلس الامن 1701 شكل quot;رافعة سياسية دولية لهذه القوى لانه لم يعد هناك رافعة وطنية لحملهاquot;.وتابع quot;ارادوا رافعة دولية لكي يبدأوا الهجوم على المقاومة ورأيناهم قبل ان تجف الدماء بدأوا بالحديث عن نزع سلاح المقاومة لكنهم فشلوا وسقوطهم لا يبدو لنا بعيداquot;.
واتهم هذه القوى ايضا بانها تسعى quot;لانقاذ الوضع الداخلي في اسرائيل وانقاذ الحكومة الحالية اما من خلال ايجاد فتنة في لبنان وبالتالي نقل المعارك باتجاه اخر من الداخل الاسرائيلي الى الداخل اللبناني، او من خلال امكانية نزع سلاح المقاومة، لكنني ابشرهم بالفشلquot;.
وهاجم الاسد الذين انتقدوا حزب الله لتصرفه خارج اطار العمل الحكومي وقال quot;ان على المقاومة ان تاخذ غطاء من الحكومة وليس اذناquot; معتبراان quot;العدوان على لبنان ليس مرتبطا بخطف العسكريين بل هو محضر منذ زمن من اجل استعادة التوازن لاسرائيل بعد انسحابها عام 2000 او بسبب فشل حلفائها في لبنان بالقيام بالمهمة التي كلفوا بها خلال الفترة القصيرة الماضيةquot;.
وتوقع الرئيس السوري quot;مزيدا من الفشل لاسرائيل وحلفائها واسيادهم ومزيدا من الرسوخ للقوى الوطنية الملتفة حول المقاومةquot; في لبنان.واعتبر ان الخطة quot;كانت محضرة قبل سنوات ويقال في الاعلام الغربي ان الاسرائيليين حضروا انفسهم بشكل جيد لهذه المعارك ويقال ايضا ان المخطط كان اصبح جاهزا في حزيران/يونيو وكان منتظرا ان يبدأ التنفيذ في الخريف المقبل (...) ربما لان اسرائيل كانت قلقة على مصالح عملائها في لبنان خلال الصيفquot;.
وفي اشارة الى اتفاقية وقعت بين اسرائيل ولبنان في السابع عشر من ايار/مايو 1983 بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان ولم تقر رسميا قال الاسد quot;ما يحصل الان هو تكرار ل 17 ايار هناك مجموعات في لبنان تفشل في تحقيق مخططاتها لمصلحة اسرائيل فتحرض اسرائيل للمجيء لانقاذها من الورطة ولالحاق لبنان بالركب الاسرائيلي مع غطاء عربيquot;.
واعتبر ان قوى 14 آذار/مارس المناهضة لسوريا في لبنان والتي تمثل الاكثرية في البرلمان والحكومة هي quot;منتج اسرائيليquot;.واعتبر ان قرار مجلس الامن الاخير 1701 quot;يتضمن ايجابيات وهي ان تتوقف الحرب ويتوقف تدمير لبنان وقتل المدنيينquot; مضيفا quot;الا ان التجربة علمتنا ان الايجابيات تكون في الشكل والسلبيات في المضمونquot;.
وانتقد تحميل القرار quot;مسؤولية الحرب للمقاومة وهذه النقطة من الاشياء الصارخة التي لا يمكن ان نقبلهاquot; معتبرا ان اسرائيل quot;هي من يتحمل السمؤولية ونضيف اليها من شجعوا اسرائيل على ان تجيء الى لبنان ودعموهاquot; في اشارة الى قوى الاكثرية في لبنان.
التعليقات