نبيل شرف الدين من القاهرة : في ما استبعد مرة أخرى أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري، أية احتمالات لقطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإسرائيل، مشدداً على أن السلام خيار مصر الاستراتيجي ولا مجال للتراجع عنه، فقد جدد أيضاً رفض مصر المشاركة في قوات الأمم المتحدة في لبنان quot;يونيفيلquot;، وقال quot;إن مصر لو شاركت في هذه القوات، ولسبب ما قتل أفراد منها حتى لو كان ذلك عن طريق الخطأ وليس النوايا ، فهذا أمر لا يمكن أن يقبله أي مصري بأن يقتل جندي مصري على أرض لبنان بيد عربية أو بيد إسرائيليةquot;، على حد قوله .

وأوضح أبو الغيط أن إقدام مصر على تجميد معاهدة السلام مع إسرائيل ـ كما يتحدث البعض ـ يعني العودة إلي سابق المعاهدة أي إعلان حالة الحرب، وأضاف أن قطع العلاقات مع إسرائيل ليس سياسة حكيمة، مشيرا إلى أن هناك تعاقدا مصريا ـ إسرائيليا ممثلا في اتفاقية السلام وأن مصر دولة تحترم التزاماتها، كما أنه يجب ألا ننجر وراء ردود أفعال لن تحقق الهدف ، فلو كان سحب السفير المصري سيوقف الحرب ويوقف قتل الأطفال وعدم تعرض لبنان للتدمير لكنا قمنا بذلك لكن سحب السفير لم يكن ليؤدي إلى هذا .

وأشار أحمد أبو الغيط ـ في مقابلة مع التلفزيون المصري ـ إلى أن السفير يزود الدولة وأجهزة الأمن القومي المصري بالكثير من الرؤى والأفكار والصياغات، وما يحدث داخل المجتمع الإسرائيلي بما يعني أن الحفاظ عليه أجدى من سحبه ، كما أننا نحمله الكثير من التوجيهات لكي يقوم بنقلها إلي الطرف الآخر، مؤكدا أن السفير المصري في إسرائيل عمل في ظروف صعبة للغاية وحقق الهدف من تواجده في تلك الفترةquot;، على حد تعبيره .

مزايدات واتهامات

ورفض وزير الخارجية المصري ما وصفه بالمزايدة على دور بلاده، وقال إن البلد الذي حارب على مدى 30 سنة لا يجب لأحد أن يوجه له الاتهامات ، فمصر هي التي حاربت في عام 1973 ، ووضعت مليونا من أبنائها في خط المواجهة ، لذلك لا داعي للادعاء بما هو غير موجود .

وفي الشأن اللبناني قال أبوالغيط quot;إن المتابع للرؤية المصرية والطرح المصري لمسألة شكل تواجد قوات (اليونيفيل) أو قوات حفظ السلام أو قوات الأمم المتحدة ، وذلك بعد مرور ثمانية أيام فقط على بدء الحرب على لبنان وبعدما تبين أهمية العمل على وقفها ، يجد أن مصر تحدثت وطوال تلك الفترة عن قوات اليونيفيل ، وفي النهاية نجحت مصر في فرض هذه الفكرة من خلال العمل في الأمم المتحدة ومن خلال المجتمع الدولي .

ومضى أحمد ابوالغيط قائلاً إن مصر نجحت في فرض فكرة نشر قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) على الحدود اللبنانية وليست أي قوة أخرى، وذلك من خلال العمل في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي .

واستعرض أبو الغيط ما حدث قائلاً إن مصر فوجئت يوم 12 تموز (يوليو) الماضي الساعة 11 صباحا بالاعلان عن عملية عسكرية قام بها حزب الله داخل إسرائيل ، قتل فيها 8 إسرائيليين وتم أسر جنديين، وأضاف أن الافتراض المصري رأي أنه سوف يتبع هذا الحادث شيء كبير للغاية . موضحا أن الافتراض قام على أساس ان اسرائيل ستقوم برد فعل ، ونحن في مصر توصلنا إلى نتيجة مفادها انه سيكون رد فعل ضخما للغاية بسبب قيام حركة حماس في فلسطين قبل عشرة أيام بعملية داخل اسرائيل قتل فيها ثلاثة وتم اسر جندي ، وبعدها بعشرة أيام جرت العملية في لبنان .

واختتم وزير الخارجية المصري تصريحاته بالإشارة إلى أن المسرح الإسرائيلي في ذلك الوقت كان يتحدث عن أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ليس لديها تجربة وكذلك وزير الدفاع عمير بيرتيس ، كما أن رئيس الوزراء ايهود أولمرت لم يسبق له دخول الجيش ، اي ان هذه الحكومة ليس لديها تجربة للدفاع عما يوصف بـ quot;قلعة اسرائيلquot; . وكان تقديرنا أن هؤلاء الثلاثة سيحاولون فعل أي شيء دفاعا عن أنفسهم ، وأثبت التجربة ان التحليل المصري كان صحيحا .