عواصم: ذكر البيت الأبيض اليوم أن الحكومة اللبنانية quot;التزمتquot; بسط سيطرتها على كامل أنحاء البلاد بما يشمل نزع سلاح حزب الله، مستبعدا احتمال تراجع بيروت عن التزامها هذا في وقت ينتشر فيه الجيش اللبناني في جنوب البلاد. وقال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو ان الادارة الاميركية لا تتوقع نتائج quot;بين ليلة وضحاهاquot;. واضاف quot;لكن من المهم الاشارة الى ان الحكومة اللبنانية التزمت استعادة السيطرة على كامل انحاء البلاد، وذلك يشمل نزع سلاح حزب اللهquot;. وعبر ايضا خلال حديثه امام الصحافيين عن ثقته بتصميم الحكومة اللبنانية على احترام هذا الالتزام بنزع سلاح حزب الله الشيعي اللبناني.
وتطرق سنو الى بدء انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد واعتبره مؤشرا على رغبة الحكومة اللبنانية في تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي. وقال ان هذا الانتشار quot;هو امر طلبناه واعطت الحكومة (اللبنانية) موافقتها عليهquot;. ولفت الى ان القرار 1701 الذي اعتمده مجلس الامن في 11 اب(اغسطس) لوقف النزاع، لا يدعو مباشرة الى نزع سلاح الميليشيات لكنه يشير الى القرار 1559 الصادر في ايلول(سبتمبر) 2004 والذي يطالب بهذا الامر. وتابع سنو quot;مرة جديدة، نحن لا نتوقع نتائج بين ليلة وضحاها. نحن نتفهم انه امر سيستغرق وقتاquot; في اشارة الى تطبيق القرار 1701. كما لم يعط سنو تصورا واضحا حول امكانية استعمال القوة من اجل اجبار حزب الله على نزع سلاحه.
وقال في هذا السياق quot;حزب الله يمكنه ان يقوم بذلك بنفسه. وطبعا، نأمل ان يتحقق ذلك بهذه الطريقةquot;. واضاف quot;يمكنكم ان تتخيلوا جميع الوسائل، جميع الوسائل الممكنة والسلمية في هذه المرحلة، بهدف ممارسة ضغط اكبر على حزب اللهquot;. كما اشار سنو الى امكانية فرض نزع سلاح حزب الله في قرار دولي جديد او عبر quot;تخطيط مشتركquot;. وقال في هذا السياق ان مسألة نزع السلاح وان كانت موجودة بشكل ضمني في القرار 1701، قد ترد quot;في قرار لاحقquot;. واضاف quot;لقد ناقشنا امكانية تقديم مشاريع اكثر تحديدا اذا لزم الامر، ان عبر قرار او عبر تخطيط مشترك لنزع السلاح من جنوبquot; لبنان.
ويفترض ان يتبنى مجلس الامن قرارا آخر من اجل ارساء حل دائم بعد القرار 1701 الذي تم تبنيه بشكل طارئ. الا ان سنو اشار الى ان نزع سلاح حزب الله يبقى قبل كل شيء مسؤولية الحكومة اللبنانية. وقال في هذا السياق quot;على لبنان ان يقود هذه العملية، سوف تسانده الامم المتحدة، وانما هو من يجب ان ينجز ذلكquot;.
فرنسا تقرر ارسال 200 جندي بشكل عاجل الى لبنان وتطالب بضمانات
وبعيدا عما كان يأمله المجتمع الدولي، اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الخميس ان فرنسا قررت ارسال 200 جندي بشكل عاجل لتعزيز قوة الامم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل) مطالبا بضمانات بشأن أمن جنوده قبل ارسال جنود اضافيين. وقدم الرئيس الفرنسي جاك شيراك هذا العرض الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال اتصال هاتفي بينهما اليوم الخميس جاء بالتأكيد مخيبا لامال هذا الاخير الذي كان يتوقع ان تكون مشاركة فرنسا بعدة الاف من الجنود اساس القوة الدولية المستقبلية.
وتأمل الامم المتحدة بان يتم نشر ما بين ثلاثة الى 3500 رجل في غضون 10 الى 15 يوما ليكونوا طليعة هذه القوة. ومنذ ان دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في جنوب لبنان بعد شهر من المعارك بين اسرائيل وحزب الله، اكدت فرنسا نيتها في تحمل مسؤولياتها غير انها ضاعفت اشارات الحذر خشية دفع ثمن تعهدها من دماء ابنائها. واكد شيراك ان quot;فرنسا مستعدة للابقاء على قوتها الجوية والبحرية قبالة الشواطئ اللبنانية التي بفضل جنودها ال1700 اتاحت بشكل خاص منذ بدء الازمة تقديم الدعم لقوة اليونيفيلquot;.
وجاء في بيان قصر الاليزيه quot;تلبية للحاجات الطارئة الناتجة من نشر الجيش اللبناني، اعلن رئيس الجمهورية ان فرنسا، المشاركة اصلا في قوة اليونيفيل، ستضاعف على الفور مشاركتها الحالية عبر ارسال نحو 200 عنصر، ليرتفع عدد وحدتها الى 400 عنصرquot;. واضاف البيان الرئاسي الفرنسي ان quot;هذا الاقتراح سيقدم خلال الاجتماع المقرر في نيويوركquot; الخميس ل 49 دولة المحتمل مشاركتها في هذه القوة.
غير انه وبغض النظر عن هذا الاعلان الاول عن تعزيز قوات اليونيفيل فان شيراك طالب بان ينتشر الجيش اللبناني quot;على الفورquot; في جنوب لبنان في المنطقة الحدودية مع اسرائيل التي كانت تحت سيطرة حزب الله الشيعي اللبناني. وبدأ الجيش اللبناني الاربعاء التمركز في 30 قرية جنوب نهر الليطاني الكثير منها على الحدود مع اسرائيل. وطالب الرئيس الفرنسي انان بضمانات امنية لجنوده وقال ان quot;مهمة هذه القوة وقواعد التزامها والوسائل التي ستتمتع بها لا تزال بحاجة الى توضيحquot;.
وتخشى باريس بالفعل من ان تجد نفسها مورطة عسكريا في نزاع بين حزب الله واسرائيل في الوقت الذي يرفض فيه حزب الله نزع سلاح مقاتليه quot;بشكل متسرعquot;. ولا تزال ذكرى الاعتداء على القوات الفرنسية في بيروت في تشرين الاول(اكتوبر) 1983 الذي اودى بحياة 58 مظليا فرنسيا ماثلا في اذهان المسؤولين الفرنسيين. ونسب الاعتداء الى حزب الله.
كما طلب شيراك بتوضيح quot;توزيع الوحدات الذي يجب ان يعكس التزام المجتمع الدولي باسرهquot; ممارسا بذلك ضغطا من اجل انخراط دول اخرى في القوة. واشير الى كل من ايطاليا واسبانيا وبلجيكا والبرتغال والمغرب واندونيسيا وتركيا وماليزيا ضمن لائحة الدول التي ستشارك في قوة اليونيفيل المعززة.
النروج على استعداد لارسال اربع طرادات سريعة لليونيفيل
من جهتها اعلنت الحكومة النروجية اليوم انها على استعداد لارسال اربعة زوارق من قاذفات الطوربيدات على شكل مساهمة في قوة الامم المتحدة في لبنان (يونيفيل). وقالت هايدي كرستين المتحدثة باسم وزارة الدفاع النروجية quot;يتعلق الامر بقوة بحرية مكونة من اربعة زوارق قاذفة للطوربيدات مع طاقم من حوالي مئة رجلquot;. واضافت quot;حصل اتفاق في الحكومة على تأمين مشاركة (في اليونيفيل) غير انه لم يتم عرضها حتى الان على الامم المتحدةquot; مشيرة الى ان اوسلو تنتظر من الامم المتحدة تحديد مهمة اليونيفيل المعززة على وجه الدقة وضبط صلاحياتها.
ولا تملك النروج حاليا جنودا ضمن قوة اليونيفيل في لبنان على عكس ما كان في السابق. ففي الفترة من 1978 سنة تشكيل اليونيفيل و1998 تعاقب حوالى 20 الف جندي نروجي على المشاركة في هذه القوة الدولية. على صعيد المساعدة الانسانية قدمت النروج 140 مليون كورونة (3،17 مليون يورو) في اطار الدعم المالي الاضافي وهو مبلغ يضاف الى 27 مليون كورونة ساهمت بها اوسلو قبل بدء الازمة.
المانيا ترفض مشاركة قوات برية في قوة الامم المتحدة
اعلنت المستشارة انغيلا ميركل مساء اليوم في برلين ان الحكومة الالمانية ترفض المشاركة في قوات برية في اطار قوة السلام في جنوب لبنان. واضافت في تصريح صحافي ان المانيا تقترح في المقابل ارسال quot;قوة للحماية البحريةquot; من خلال اشراك بحريتها في الاستعدادات القائمة لدعم هذه القوة. وتنوي ايضا ان تضع في تصرف القوات وسائل لوجستية ونقلا جويا واستطلاعا.
واوضحت ان كل ذلك يبقى مشروطا بتحديد قواعد واضحة للمشاركة من قبل الامم المتحدة وموافقة الحكومة اللبنانية ومجلس النواب الالماني. وكانت ميركل التقت وفودا من كتل نيابية في المستشارية لابلاغهم بمشاريع الحكومة الالمانية.
الامم المتحدة تريد ان تكون قوتها في الجنوب quot;قويةquot; وquot;غير هجوميةquot;
دعا مارك مالوك براون الامين العام المساعد للامم المتحدة الدول الاعضاء اليوم الخميس الى المشاركة في قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان المنوي تعزيزها، مشيرا الى ان الامم المتحدة تريد لهذه القوة ان تكون quot;قوية وجيدة التجهيزquot; من دون ان تكون quot;هجوميةquot;. وقال هذا المسؤول الاممي لدى افتتاح اجتماع للدول المرشحة للانضمام الى القوة الدولية في الجنوب اللبناني quot;ستكون قوية جيدة التجهيز ومخولة التحرك بما يتناسب مع تنفيذ مهماتها الاساسيةquot;.
واضاف الرجل الثاني في الامم المتحدة ان المنظمة الدولية تقترح قواعد التزام quot;تتضمن استخدام القوة لمنع استعمال المنطقة المقررة لانتشار قوة اليونيفيل لاغراض عدائية (...) ولمساعدة الحكومة اللبنانية على ضمان امن حدودها ومنافذ دخول اخرىquot;. واضاف انها ستكون quot;قوية ولكن غير هجوميةquot;. وتابع quot;ان اليونيفيل ستكون هناك لارساء السلام في حين يجري العمل على حل سياسي طويل الامدquot; مضيفا ان الحل لانهاء هذا النزاع quot;ليس عسكريا بل سياسيquot;.
التعليقات