لندن: قال جنود إسرائيليون عادوا من لبنان إن الجيش كان بطيئاً في عملية إنقاذ زملائهم الجرحى وأنهم عانوا من الافتقار للمؤنة بحيث أنهم اضطروا إلى الشرب من عبوة ماء كانت بحوزة أحد مقاتلي حزب الله الذين قتلوا في المعارك.
وقال جندي المشاة إليا مارشاك، البالغ من العمر 22 عاماً، إن وحدته كانت تعاني من صعوبة الحصول على المعلومات والنقص في التدريب، بالإضافة إلى استخدامها لمعدات وأجهزة لم يتم اختبارها. وأوضح مارشاك، الذي قضى أسبوعاً في لبنان، إن الجنود الإسرائيليين احتلوا منزلين، وبدؤوا بإطلاق النار على بعضهم من دون قصد بسبب رداءة الاتصالات بين قياداتهم. وقال quot;لقد كدنا نقتل بعضنا البعض.. وكنا نطلق النار مثل العميان.. وقتلنا الماعز والأغنامquot;، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وقد فاجأ قرار وقف إطلاق النار، بعد معارك دامت 34 يوماً في لبنان، الكثيرين، رغم أن إسرائيل شكلت أسطورة من تحقيقها الانتصارات العسكرية على الدول العربية المجاورة في حروبها المختلفة معها.
وينظر كثير من الإسرائيليين إلى الحرب الأخيرة باعتبارها رداً على عملية اختطاف جنديين إسرائيليين وقتل ثلاثة آخرين على أيدي عناصر من حزب الله قاموا بعبور الخط الأزرق، غير أن التضامن والتأييد لهذه الحرب تدعى بعد موافقة إسرائيل على سحب جنودها من جنوب لبنان دون تحطيم حزب الله أو استعادة الجنديين الأسيرين.
ولقي 118 جندياً مصرعهم في هذه المعارك على أيدي مقاتلي حزب الله المدربين بصورة جيدة، والذين نجحوا في إيقاع الإسرائيليين في كمائن عديدة. و اشتكى جنود إسرائيليون من أن مقاتلي حزب الله كانوا يتخفون في بعض الأحيان بارتداء زي الجيش الإسرائيلي.
وانتقد العديد من الخبراء العسكريين والمعلقين الجيش الإسرائيلي لاعتماده بشكل كبير على سلاح الجو وتأخير الاجتياح البري لمدة طويلة، مشيرين إلى أن الجيش استخف بحزب الله وقلل من شأن مقاتليه، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، وضع هدفاً غير واقعي يتمثل في تدمير وتحطيم حزب الله.
ومن بين أقسى الانتقادات الموجهة للجيش، تلك التي وجهها جنود الاحتياط، الذين يشكلون العمود الفقري للجيش.
يذكر أن كل إسرائيلي يبلغ من العمر 18 عاماً عليه أن يؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية لمدة ثلاث سنوات، ويواصل تأدية واجب الاستدعاء لعدة أسابيع إلى أن يبلغ الخمسين من عمره.
واشتكى العديد من الجنود الذين شاركوا في المعارك داخل الأراضي اللبنانية، للصحفيين، من أنهم حصلوا على معدات بالية ومؤنة غير كافية، كما لم يحصلوا على التدريب الكافي. وقال جندي لمراسل صحيفة معاريف الإسرائيلية quot;شخصياً، لم أرم قنبلة يدوية طوال 15 عاماً، واعتقدت أن الفرصة قد حانت لذلك قبل أن أتوجه إلى الشمال.quot;
أما جريدة يديعوت أحرونوت، كبرى الصحف الإسرائيلية، قالت إن الطائرات المروحية الإسرائيلية كانت تتأخر في توزيع المواد الغذائية للجنود وإنقاذ الجرحى منهم لأن القادة كانوا يخشون أن يتم إسقاطها، وفي بعض الأحيان قتل بعض الجنود جراء نزيفهم حتى الموت إذا لم يتم إنقاذهم في الوقت المناسب.
التعليقات