أسامة العيسة من القدس : ينظم حزب التحرير في فلسطين، مؤتمرا علنيا، جنوب الضفة الغربية، يوم الاثنين 21 آب (أغسطس) الجاري. وسيعقد المؤتمر الذي يحضره أعضاء ومناصرو الحزب الإسلامي ذو الطروحات الراديكالية، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ذات التقاليد المحافظة. دعوة للمؤتمر على زجاج احدى السيارات
واعد الحزب للمؤتمر بعناية، ووضع يافطات في المدن الفلسطينية، تدعو المواطنين لحضور المؤتمر الذي سيعقد تحت عنوان (الخلافة أمة واحدة دولة واحدة). ويعمل الحزب على إعادة الخلافة الإسلامية، التي ألغاها الزعيم التركي مصطفى اتاتورك، في أعقاب هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، واقام على أنقاضها دولة تركيا الحديثة. ويأتي تنظيم المؤتمر تتويجا للنشاط العلني المكثف للحزب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال السنوات الماضية، وخصوصا في مدن القدس، وبيت لحم، ورام الله، والخليل.
وينشط مؤيدو الحزب في تنظيم نشاطات في الحرم القدسي الشريف، والقاء خطب في ساحات الحرم، تشدد على مبادئ الحزب الداعية لإقامة الخلافة الإسلامية وتكفير الحكام العرب والمسلمين. وكان الحزب تأسس في القدس عام 1953، على يد الشيخ تقي الدين النبهاني، الذي تأثر من هزيمة الجيوش العربية في حرب فلسطين عام 1948، والتي نتج عنها قيام دولة إسرائيل. وانشق النبهاني الذي كان عضوا في جماعة الأخوان المسلمين، عن الجماعة، وتقدم بطلب للسلطات الأردنية لاقامة جمعية علنية، فرفضت طلبه، مثلما رفضت طلب تأسيس حزب علني، فأعلن النبهاني تأسيس الحزب، وعاش منفيا في لبنان، وامتد تأثير الحزب وانتشرت أفكاره في مختلف دول العالم.
وبعد وفاة النبهاني خلفه في موقع رئيس الحزب عبد القديم زلوم، وهو فلسطيني من مدينة الخليل، توفي قبل ثلاثة اعوام. ويتولى رئاسة الحزب الان او اميره، كما يطلق عليه مناصروه، عطا خليل أبو الرشته، وهو فلسطيني ايضا ولد عام 1943م، في قرية (رعنا) قضاء الخليل، وبعد نكبة عام 1948، عاش في مخيمات اللاجئين. ويمتنع الحزب في الأراضي الفلسطينية، عن خوض غمار العمل اليومي المقاوم للاحتلال، ويكتفي بما يسميه بالتثقيف، وإصدار فتاوى تكفيرية مختلفة.
وقبل نحو أربعة أعوام، اتهم مناصرون للحزب برمي الأحذية على وزير الخارجية المصري السابق احمد ماهر، لدى زيارته للحرم القدسي الشريف. وعلى اثر ذلك اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عددا ممن قالت انهم شاركوا في رمي الأحذية على الوزير المصري السابق، وتحركت أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية، التي ليس لها سلطة في مدينة القدس، في مدن أخرى مثل الخليل، واعتقلت كوادر من الحزب، وحسب بعض المصادر فانهم تعرضوا للتعذيب، وتم تصويرهم بالفيديو، وإرسلت الأشرطة للسلطات المصرية كإثبات على أن السلطة حاسبت الذين أهانوا الوزير المصري السابق. ويتوقع أن يحظى المؤتمر المزمع عقده باهتمام المتابعين للأوضاع في الأراضي المحتلة، والمهتمين بعمل الحركات الإسلامية.
التعليقات