السنيورة: عملية الإنزال خرق للقرار 1701
لبنان يهدّد بوقف نشر الجيش في الجنوب
عواصم: هدّد وزير الدفاع اللبناني الياس المر بوقف عملية نشر الجيش في جنوب لبنان إذا لم تتخذ الأمم المتحدة قرارا بإدانة عملية الإنزال التي قامت بها
وقال السنيورة بعد لقائه quot;تيري رود لارسنquot; مبعوث الأمم المتحدة الذي يجري مباحثات في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين لبحث التطبيق الكامل للقرار الدولي، إنه سيثير الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
في المقابل رفضت إسرائيل هذه الاتهامات متهمة حزب الله بخرق وقف إطلاق النار. وقال متحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف لـبي بي سي:quot; القرار 1701 يدعو إلى فرض حصار كامل وتام على الأسلحة من أجل منع حزب الله من إعادة التسلح من قبَل سوريا وإيران، وقد وصلتنا معلومات محدّدة عن عملية نقل أسلحة فتحركنا لمنع هذا الخرق. وبالتالي فإن الانتهاك لم يأت من جانب إسرائيل، كنا نرّد على انتهاك حزب الله للقرار الدوليquot;.
مقتل ضابط إسرائيلي
وكان ضابط إسرائيلي قد قُتل وجرح جنديان آخران خلال محاولة الإنزال التي قال الجيش الإسرائيلي إنها كانت تهدف إلى وقف تهريب أسلحة إلى حزب الله من سورية وإيران، ووصفها بالناجحة. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل تنفيذ مثل تلك العملية إلى حين وصول قوة دولية موسعة لمنع حزب الله من الحصول على أسلحة. يذكر أن القرار 1701 ينص على وقف جميع الأعمال الهجومية من الطرفين.
وقال مقاتلو حزب الله إنهم تصدوا لمحاولة إنزال إسرائيلية في منطقة quot;بواديquot; قرب بعلبك. وألمح الحزب إلى أن هدف عملية الكوماندو الإسرائيلي كان اعتقال أحد قادته الذين يعيشون في المنطقة. وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن المروحيات الإسرائيلية قصفت المنطقة لتغطية انسحاب القوات التي تم إنزالها، وإن ثلاثة من مقاتلي حزب الله قتلوا في العملية.
ونقل مراسل quot;بي بي سيquot; الذي توجه إلى موقع الحادث عن شهود عيان أن عدة آليات إسرائيلية جاءت من التلال في الظلام إلى quot;بواديquot; بعد إنزال عربات هامر في قرية quot;أقفاquot; تحت غطاء الغارات الجوية الوهمية، واشتبك معها مقاتلو حزب الله لساعتين ونصف قبل أن تأتي مروحيات لتغطية انسحابهم ونقلهم جوا. وهذا أول عمل عسكري من نوعه منذ إعلان إسرائيل وحزب الله الالتزام بوقف إطلاق النار بناء على القرار الدولي 1701 قبل ستة أيام.
ورغم هذه التطورات العسكرية أعادت إسرائيل اثنين من المدنيين اللبنانيين، كانت قد احتجزتهما ضمن مجموعة خلال الحرب الأخيرة بحجة الاشتباه بأنهما من مقاتلي حزب الله. وقد أعيد الاثنان إلى لبنان عبر معبر روش هانيكرا الإسرائيلي الحدودي. ومن المقرر إعادة مدنيين لبنانيين آخريْن إلى لبنان يوم الأحد.
لارسن في بيروت
من جانب آخر أعرب لارسن عن تفاؤله بالقول إن لبنان في موقع جيد للتحرك نحو بسط سيطرته على كامل أراضيه بناء على اتفاق الطائف وعلى خطة الحكومة اللبنانية الأخيرة المكونة من سبع نقاط. وقال لارسن إن ذلك ما تمت مناقشته مع المسؤولين اللبنانيين وإن المباحثات كانت بناءة. أما وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ فقال عقب محادثاته مع لارسن quot;إن على إسرائيل أن تلتزم بقرار مجلس الأمن الدوليquot;. وأوضح صلوخ أن أبرز ما نوقش مع لارسن مواصلة إسرائيل للحصار البحري والجوي على لبنان. ونقل صلوخ عن لارسن قوله إنه سيثير المسألة مع الجانب الإسرائيلي عندما يتوجه إلى إٍسرائيل.
وصول قوات فرنسية
في هذه الأثناء وصلت طلائع القوات الفرنسية إلى ميناء الناقورة جنوب لبنان. وتضم تلك القوة نحو خمسين من عناصر سلاح الهندسة الذين سيمهدون وصول الوحدة الفرنسية المكونة من 150 عنصرا آخر إلى الجنوب. وحسب ما قاله قائد تلك القوة فإنها لن تكون جزءا من قوات الأمم المتحدة quot;اليونيفيلquot; المقرر أن تنتشر دعما للقوات الدولية المتواجدة أصلا في جنوب لبنان تنفيذا للقرار 1701.
وفسر قائد الوحدة quot;بيرتراند بونوquot; لبي بي سي ما يجري:quot; علينا أن نفهم أن هناك مهمتين مختلفتين: الأولى قوات فرنسية بإمرة قيادة الأمم المتحدة، والثانية قوات فرنسية بإمرة الحكومة الفرنسية. وهذه المهمة تتكون من أربع سفن وفرقاطتين ووحدتين أخريين. وهذه المهمة سوف تساعد في النقل وتقديم الإغاثة الإنسانية فضلا عن التواجد هنا لأي ضرورة في المستقبل.quot; وقال ناطق عسكري فرنسي إن قوة فرنسية منفصلة قوامها 220 جنديا ستتوجه في وقت لاحق إلى بيروت.
أنان: الوضع ما زال هشٍّا
وتأتي العملية الإسرائيلية الأخيرة بعد ساعات من تحذير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بهشاشة الوضع في جنوب لبنان بعد نحو أسبوع من وقف اطلاق النار. وأضاف أنان أن الحاجة ملحة للحصول على أول 3500 جندي لنشرهم في الأسبوعين القادمين. وتريد الأمم المتحدة أن يصل عدد تلك القوات إلى 15000 جندي. وتحاول المنظمة الدولية إقناع دول أوروبية للتعهد بإرسال جنود، لكي تكون القوة الدولية مقبولة لدى الطرفين اللبناني والاسرائيلي. كما طالب أنان اسرائيل برفع حصارها البحري والجوي فورا لتسهيل المساعدات الانسانية لأكثر المناطق اللبنانية تضررا من الحرب.
وقد تعهدت كل من بنغلادش واندونيسيا وماليزيا ونيبال بمشاركة جنودها في القوات الدولية، بينما عرضت المانيا المشاركة بقوة بحرية. وأعلنت إيطاليا صباح الجمعة موافقتها على المشاركة في هذه القوات، بينما توقعت بعض المصادر أن يصل عدد القوات الإيطالية المقرّر إرسالها إلى3000 جندي.
إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة وبريطانيا انهما ستوفران الدعم اللوجستي، كما عبرت بلجيكا أيضا عن استعدادها للمشاركة في القوة الدولية. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد اعلن عن مساهمة بلاده بـ200 جندي، ولكنه - وفي مكالمة هاتفية مع كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة - المح الى احتمال ارسال 1700 جندي اضافي في المستقبل. وقد عبرت الحكومة الفرنسية عن قلقها من ان مهمة القوة الموسعة وصلاحياتها لم تتبلور بالشكل الكافي، وتطالب بايضاحات وافية حول هذه المواضيع.
التعليقات