إيران منعت مفتشين من زيارة موقع تحت الارض في نطنز

بكين تدعو طهران لتبني موقف بناء في برنامجها

عواصم: من المتوقع بعد رد ايران الملتبس على الطلبات الدولية حول برنامجها النووي أن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا في 31 اب (اغسطس) وبطلب من مجلس الأمن الدولي أن طهران تواصل نشاطات تخصيب اليورانيوم. واعطت ايران امس الثلاثاء ردا ملتبسا على عرض التعاون الذي قدمته الدول الكبرى، رفضت فيه على ما يبدو طلب تعليق التخصيب بشكل فوري لكنها عرضت في المقابل اجراء quot;مفاوضات جديةquot; حول هذه المسألة. وامهل مجلس الامن الدولي طهران حتى 31 اب(اغسطس) لوقف نشاطات التخصيب واعادة معالجة اليورانيوم والا واجهت احتمال فرض عقوبات دولية عليها.

وتهدف عمليات التخصيب لانتاج وقود لمحطات نووية مدنية غير انه يمكن استخدامها لانتاج السلاح الذري. وكلف مجلس الامن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي رفع تقرير مفتشيه في نهاية هذه المهلة يستعرض وضع البرنامج النووي الايراني ومن المتوقع بالتالي ان يقدم هذه الوثيقة الخميس المقبل. وفي مطلق الاحوال، يبدو جليا ان طهران مستمرة في التخصيب.

واكد مسؤول ايراني مقرب من الملف النووي لوكالة فرانس برس في طهران ان quot;ايران ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبقquot;. لكنه اضاف quot;يمكننا مناقشة كل مواضيع عرض القوى الكبرى، ما يعني ان ايران مرنة بما فيه الكفاية لبحث كل المسائلquot;. وهذه الضمانات قد لا تكون كافية، حيث ان عواصم مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) امهلت نفسها بضعة ايام لتقديم تحليلها بحسب دبلوماسي اجنبي رفض الكشف عن اسمه.

واشار دبلوماسي اوروبي اطلع على الرد الايراني ان الجمهورية الاسلامية quot;لم تقل نعم للعرض ولا للتعليقquot;. غير ان الخبير في شؤون منع انتشار الاسلحة النووية مارك فيتزباتريك اعتبر ان الرد الايراني quot;يعني رفضا ولو قالت ايران انها ترى عناصر ايجابية في حوافزquot; الدول الست.

وقال فيتزباتريك من معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن quot;ليس هناك قاعدة للتفاوض في مجمل المسائل بدون تعليق التخصيب وما ان تحدد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 اب/اغسطس ان ايران لم تلتزم في الواقع بهذا التعليق، فان المسألة ستذهب الى مجلس الامنquot; الذي سينتقل الى مرحلة اصدار قرار لفرض عقوبات. كذلك يظهر تشدد ايران من خلال طريقة تعاملها مع مفتشي الوكالة في الآونة الاخيرة.

وافادت مصادر دبلوماسية في فيينا الثلاثاء ان السلطات الايرانية منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عطلة نهاية الاسبوع الماضي من دخول منشأة تحت الارض في نطنز (وسط) معدة لاستقبال عشرات الاف الطاردات المركزية بهدف القيام بنشاطات تخصيب صناعية. وقدمت ايران شكوى الى الوكالة احتجت فيها على سلوك احد خبرائها الذي وصفته بانه غير ملائم واخذت عليه تصريحات ادلى بها خلال وجوده في ايران او حتى قيامه بمحاولات تجسس، وفق ما اوضح دبلوماسي غربي.

وكانت ايران سحبت في اذار/مارس ونيسان/ابريل تصاريح عمل اثنين من مفتشي الوكالة في اول خطوة من النوع منذ بدء عمليات التفتيش في ايران في شباط/فبراير 2003. وبالرغم من العقبات التي تضعها ايران في الفترة الاخيرة في وجه عمليات التفتيش من خلال رفض منح تأشيرات دخول الى بعض المفتشين ومنح آخرين تأشيرات لمدة قصيرة ولزيارة واحدة وغيرها من الاساليب، الا ان الوكالة لا ترى في ذلك quot;عرقلة منهجيةquot; لعمل مفتشيها مؤكدة انها تتمكن رغم كل شيء من مراقبة البرنامج النووي الايراني. وما زالت ايران تمتنع عن تسليم الوكالة معلومات تطلبها منذ سنة حول عدد من quot;القضايا العالقةquot;.

ايران

صرح مسؤول في الملف النووي الايراني اليوم لوكالة quot;مهرquot; للانباء ان بلاده ستعلن خلال الايام المقبلة quot;نجاحا مهماquot; توصل اليه علماء ايرانيون في المجال النووي، من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. وقال هذا المسؤول الذي لم تكشف الوكالة القريبة من فريق المفاوضين النوويين هويته، ان quot;هذا النجاح البالغ الاهمية على الصعيد العلمي توصل اليه الخبراء النوويون الايرانيون في برامجهم البحثيةquot;.

واضاف المصدر نفسه ان quot;مسؤولا ايرانيا رفيعا سيعلن هذا النجاح (...) الذي سيؤكد سيطرة الجمهورية الاسلامية على مختلف قطاعات العلم النووي وسيعزز موقع ايران بصفتها دولة نوويةquot;. وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعلن في نيسان(ابريل) الفائت ان بلاده نجحت للمرة الاولى في تخصيب اليورانيوم بنسبة 5،3 في المئة لترتفع هذه النسبة لاحقا الى 8،4 في المئة.

الولايات المتحدة تدرس بتمعن الرد الايراني

اعلن البيت الابيض اليوم الاربعاء ان الولايات المتحدة تدرس quot;بالتمعن المطلوبquot; رد ايران على العرض الذي قدمته لها الدول الكبرى لاقناعها بتعليق تخصيب اليورانيوم. واوضحت دانا بيرينو مساعدة الناطق باسم البيت الابيض غداة تسليم ايران ردها الرسمي على مجموعة حوافز عرضتها الدول الكبرى quot;اننا ندرسه ونراجعه بتمعن وعناية كما يستحقquot;.

المانيا تقول انها تقوم quot;بتحليل دقيقquot; للرد الايراني المعقد

من جهته قال المتحدث باسم وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينمر اليوم ان برلين تقوم quot;بتحليل دقيقquot; لرد ايران على عرض القوى الكبرى بشأن ملفها النووي الذي جاء في quot;وثيقة معقدةquot;. واوضح المتحدث مارتن ياغر في لقاء صحافي دوري للحكومة quot;نحن بصدد تقويم هذا النص الضخم والمعقدquot;. واضاف ان تحليل الرد quot;بشكل مفصلquot; يتم quot;باعصاب هادئةquot;. وقال انه سيتم بعد ذلك التشاور مع باقي القوى الغربية بهدف التوصل الى رد فعل مشترك مبديا عدم رغبته في التعليق على الرد الايراني على الفور.

واشار المتحدث الى ان طلب القوى الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا) من طهران تعليق تخصيب اليورانيوم سيظل quot;قائماquot;.