القوات البريطانية تنسحب من أكبر معسكر في العمارة
مباحثات للمصالحة بين العراقيين والايرانيين والأميركيين

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تزامن انسحاب القوات البريطانية من أشهر معسكر لها في محافظة العمارة جنوبا هذا اليوم مع وصول القنصلالبريطاني الجديد لمحافظة البصرة روزاليند مارسدين لتتولى مسؤولية مكتب السفارة البريطانية في االمدينة بدلا من القنصل السابق روبن لام حيث تتمركز قيادة القوات البريطانية جنوب العراق. ونقلت وكالة أنباء أصوات العراق المستقلة نبا انسحاب القوات البريطانية المفاجيء من معسكر (ابو ناجي) الذي شهد في الفترة الماضية قصفا بالهاون من مجهولين. وقالت الوكالة العراقية ان الناطق الإعلامى للقوات المتعددة الجنسيات فى الجنوب تان دانلوب أكد لها نبأ إنسحاب القوات البريطانية من معسكر ابو ناجي دون توضيح الاسباب.

وكان رئيس الورزاء العراقي نوري المالكي ذكر في الشهر الماضي بعد انسحاب القوات اليابانية من محافظة السماوة ان محافظة العمارة مرشحة لتسلم القوات العراقية لمهام الامن فيها من القوات البريطانية لكنه لم يحدد تاريخ تسلم المهمة في العمارة وشهدت هذه المحافظة هجمات متقطعة من مجهولين بالهاون على معسكر ابو ناجي الشهير في العمارة لكنها لم توقع خسائر كبيرة.

ويقع معسكر quot;ابو ناجيquot; على بعد 10 كلم غرب العمارة وكان يضم نحو الف جندي بريطاني.
وكان الجيش البريطاني اعلن في الثالث عشر من اب/اغسطس انه في صدد اغلاق معسكر تابع له في مدينة العمارة في محافظة ميسان المتاخمة للحدود مع ايران، في خطوة تسبق تسليم ملف الامن في المحافظة للعراقيين.
وينتشر نحو 7200 جندي بريطاني في جنوب العراق حاليا، وقتل منهم115منذ اذار/مارس 2003 .

وشهدت العاصمة العراقية منذ ايام هدوءا حذرا على صعيد العمليات المسلحة فلم تسجل اية عمليات تفجيرية كبيرة كما في الاسابيع الماضية التي شهدت ارتفاعا ملحوظا لوتيرة العنف راح ضحيتها العشرات من العراقيين. وكان المستشار الاعلامي في وزارة الدفاع محمد العسكري قال امس الاول ان وتيرة العنف في العاصمة بغداد انخفضت بنسبة 70 بالمئة عن الفترة الماضية.

ويرجح ان يكون لهذا التطور علاقة بمساعي عقد مؤتمر موسع للمصالحة يوم السبت المقبل وفق اخر التوقعات يضم نحو الفي شخص معظمهم من زعماء العشائر العراقية. وكان عدد من قادة المسلحين التقوا في نادي الصيد ببغداد في الاسبوع الماضي بممثلين مقربين من الحكومة معربين عن شروطهم في المصالحة والقاء السلاح. كما اعطى رئيس الوزراء نوري المالكي قبل يومين موافقته لالف ضابط من الجيش العراقي السابق لعقد مؤتمر لهم في بغداد ضمن مساعي المصالحة الوطنية التي تبناها المالكي منذ شهرين.

من جانب آخر شهد مصيف صلاح الدين في كردستان العراق لقاءات اميركية ايرانية عراقية (كردية سنية شيعية) لاجل المساهمة في خفظ وتيرة العنف. واشارت مصادر من اقليم كردستان لوسائل اعلام محلية متعددة ان رئيس اقليم كردستان العراقي مسعود البرزاني التقى قيادات سنية من الحزب الاسلامي عرف منها رئيس مجلس الشورى في الحزب محسن عبد الحميد وقياديين في جبهة التوافق العراقية السنية وقياديين في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. لكن هؤلاء القادة الذين اكدوا لقائهم بالبرزاني نفوا حضور اللقاءات اي من السفيرين في العراق الاميركي زلماي خليل زاد او الايراني كاظم قمي. ورجحت مصادر مقربة من القيادة الكردية ان يكون البرزاني عمل على تقريب وجهات النظر بين السفيرين من جانب والقادة السنة والشيعة من جانب اخر. وتوجه الولايات المتحدة الاميركية لايران تسببها بجانب من الفوضى الامنية في العراق. ويتزامن هذا اللقاء مع الرد الايراني على المقترحات الاوربية حول ملفها النووي وتخصيب اليورانيوم.