بيروت: تهدد الحرب التي دارت بين اسرائيل وحزب الله بافلاس صيادي السمك اللبنانيين الذين لا تزال زوراقهم سجينة البقعة السوداء التي خلفها القصف او عالقة في المرافىء بسبب استمرار الحصار البحري الاسرائيلي. وعلى طول الساحل اللبناني، يتامل عشرات الصيادين وقد غلب عليهم اليأس البقع السوداء التي تغمر جانبي زوارقهم منذ ان دمر القصف الاسرائيلي خزانات معمل الجية الحراري لتوليد الكهرباء على بعد 30 كلم جنوب بيروت منتصف تموز/يوليو، ما ادى الى تسرب 15 الف طن من النفط في البحر.

وامتدت البقعة السوداء التي تعتبر اسوأ كارثة بيئية عرفها لبنان، على ثلاثة ارباع ساحل البلاد الذي يبلغ طوله نحو 200 كلم. لكن هذه الكارثة البيئية حولت الانظار عن تلك التي يعيشها آلاف الصيادين اللبنانيين الذين لم يستطيعوا لفت انتباه الحكومة او الحصول على اي مساعدة.

ويقول محمد كنيعو احد صيادي مرفأ الروشة في بيروت الذي اجتاحه نحو 150 طنا من النفط بحسب خبراء للاتحاد الاوروبي ارسلوا الى لبنان quot;لم نعمل منذ نحو شهرينquot;. وقد بدأ الجيش اللبناني بشفط البقعة السوداء والكثيفة التي تغطي جانبي الزوارق وصخور الشاطىء وحتى قوائم الكلاب الشاردة.

ويقول محمد كنيعو (63 عاما) ان مؤسسة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل العام الماضي وحدها ساعدت صيادي السمك من خلال منحهم نحو مئة دولار لكل واحد منهم بالاضافة الى بعض المؤن.

ويقول الصياد احمد عيتاني الذي يبلغ 55 عاما امضى 40 سنة منها في مهنة صيد السمك quot;لم يتنازل احد من الحكومة واتى للحديث معناquot;. من جهته يقول سمير موسى (66 عاما) quot;اني اصطاد منذ 30 عاما واليوم اضطر ان اعتاش من الاحسانquot;.

وفي مرفأ الاوزاعي، عند مدخل ضاحية بيروت الجنوبية حيث دمر ما مجموعه 300 زورق جراء القصف الاسرائيلي في تموز/يوليو، لا يزال غضب الصيادين ملموسا.

فكما لو ان البقعة السوداء والحصار الجوي والبحري الذي تفرضه اسرائيل على بلادهم منذ 12 تموز/يوليو لا يكفيان، باتت زوارقهم ايضا مفتتة.

ويقول عادل زين الدين (40 عاما) وهو اب لستة اولاد quot;لقد دمر زورقي، وكل ما تفعله الحكومة هو الاهتمام بالشواطىء من اجل السياحquot;. وفي الاوزاعي، اتى حزب الله ليتفقد الصيادين واعطى 150 دولارا لكل واحد وبعض المؤن.

لكن حتى لو ان هذه المساعدة مرحب بها، الا انها لن تكفي لتساعدهم في الاشهر المقبلة. ومن لديه اولاد يقول الان انه لن يرسلهم الى المدرسة، لانه لن يكون لديه موارد لدفع الاقساط وشراء القرطاسية.

ويقول سعد الدين (41 عاما) انه quot;طوال السنة، ننتظر الصيف الذي نربح خلاله 35 دولارا يوميا، ما يسمح لنا بالصمود خلال الشتاءquot;. ويضيف quot;اليوم ليس لدينا اي شيء ونحن بحاجة الى مساعدة الحكومة حتى نتمكن من النهوض مجدداquot;.

ويروي هو وآخرون انه حتى حين يغامرون ويخرجون من نطاق المياه الملوثة للصيد، فهم لا يبيعون اي سمكة، فالزبائن يخافون كثيرا من التلوث. ويقول رئيس نقابة المطاعم بول عريس ان 400 مطعم سمك تاثرت بهذه الكارثة.

ويشير ايلي ورد مدير احد اشهر مطاعم السمك في العاصمة اللبنانية الى ان quot;اول سؤال يطرحه الزبائن هو اذا كان بامكانهم اكل السمكquot;. ويضيف quot;المطعم عادة مليء بالزبائن، اما الآن فموظفونا اكثر من زبائنناquot;.