الأمين العام قد يعلن فك الحصار عن لبنان
أنان يزور لبنان ولا يلتقي لحود
وكان لنبأ التأكد من استثناء لحود من لقاءات أنان وقع الصدمة على الرئيس لحود الذي كان القريبون منه يمننون النفس بأن تشكل زيارة من الأمين العام للأمم المتحدة تعويماً للرجل المعزول دولياً، والذي يتجاهل وجوده في قصر رئاسة الجمهورية زوار لبنان والمتفاوضون مع رئيس حكومته فؤاد السنيورة. لا بل كان بعض هؤلاء القريبين من لحود يتساءلون ماذا ستفعل الغالبية الشعبية والحكومية بعد أن يتلقى لحود اعترافاً متجدداً به من المنظمة الدولية، ويلوحون بأنه سيذهب إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة على غرار ما فعل السنة الماضية حيث لم يقبل أحد من رؤساء الدول والوفود أن يلتقيه.
واعتبرت أوساط لحود موقف أنان quot;خطأ يتجاوز الأصول الدبلوماسية ليصل الى حدود المواقف السياسية، مما يتعارض مع مبدأ الحياد الذي يدخل في صلب ميثاق الامم المتحدة. فالمفروض الا يكون امين عام الامم المتحدة طرفا سياسيا وألا يتبع سياسة اي دولة من الدول الاعضاء مهما تعاظم حجمها. علماً أن انان التقى لحود العام الماضي في نيويورك كما التقاه في مؤتمر المعلوماتية الذي عقد في تونس أخيراquot;.
وأرجع مطلعون على خلفيات موقف الأمين العام قراره استثناء لحود من لقاءاته إلى أنه يأتي في سياق احترام القرار الدولي رقم 1559 الذي لا يعترف بالتمديد لولاية لحود بقرار سوري عام 2004 ويدعو إلى إجراء انتخاب حر ونزيه لرئاسة الجمهورية. ولا يعزي لحود اعتباره بطلاً في أوساط مؤيدي quot;المحور الإيراني- السوريquot; في لبنان، حيث يرفع أنصار quot;حزب اللهquot; صوره ويعتبرونه رئيساً تاريخياً. وعلى منواله يجري التعامل الدولي مع وزير الخارجية صلوخ باعتباره مخبراً لا أكثر عند الحزب الذي افتعل أزمة عند تشكيل حكومة مع حليفته حركة quot;أملquot; للإتيان بوزير خارجية شيعي محسوب عليه. لذا بات السنيورة في الواقع وبسبب من ثقة دولية وغالبية لبنانية به رئيساً للجمهورية وللحكومة ووزيراً للخارجية في آن واحد بحكم الأمر الواقع. وقد عبر لحود اليوم عن استيائه من هذا التجاهل المحرج بتصريح من نوع المواقف التي أكثر منها خلال الحرب الأخيرة مزايداً على quot;المقاومة الإسلاميةquot; إلى حد التشكيك بالجيش اللبناني الذي كان قائداً له طوال تسع سنوات، قبل أن تعينه السلطات السورية رئيساً للجمهورية.
وجاء في تصريحه اليوم: quot;رغم ضيق وقت السيد أنان قد يكون من المفيد له أن يتفقد ولو بسرعة، الضاحية الجنوبية من بيروت، ليطلع بأم عينه على مدى وحشية العدوان الإسرائيلي، وليتأكد بنفسه من أن الوضع يستوجب عملا سريعا يضع القرار 1701 موضع التنفيذ لان استمرار إسرائيل في المماطلة في تنفيذه سيزيد الأمور تعقيداquot;.
ومن المتوقع أن يعلن أنان في ختام زيارته لبيروت عن فك الحصار الجوي والبحري عن لبنان في الاستعدادات الفعلية للاجراءات الجديدة التي سيشهدها لبنان عند معابره الجوية والبحرية والبرية من أجل منع وصول الأسلحة إلى quot;حزب اللهquot;. وتردد أن بعثة تابعة للأمم المتحدة وتضم خبراء من ألمانيا ستصل خلال أيام إلى بيروت لدرس طبيعة الحدود اللبنانية - السورية والأجهزة الالكترونية التي تحتاج إليها عملية ضبطها من أجل مباشرة تثبيتها.
وكانت الصحف الصادرة في بيروت تحدثت عن تقرير أولي وضع أخيرا وتضمن تصوراً لكيفية ضبط الحدود ، وهو يرتكز إلى التالي: انشاء 38 برجا عند طول الحدود على أن يزود كل برج بكاميرات مراقبة متصلة مباشرة بغرفة قيادة محلية، تثبيت اجهزة انذار مبكر اضافة الى مناظير ليلية واجهزة رادار تلتقط الحركة بكل انواعها. اما بالنسبة إلى مطار بيروت فإن لجنة الخبراء الألمان التي كانت قد تفقدت المطار وضعت في تقريرها ضرورة استحداث آلات لفحص الحقائب وهي تعتمد على اشعة اللايزر، وآلات اخرى تلتقط الاسلحة من على مسافة معينة اضافة الى مواد التفجير وتثبيت معدات جديدة تكشف جوازات السفر المزورة على انواعها. وتعمل هذه المعدات على اسس رقمية حديثة معتمدة في جميع مطارات اوروبا .
واما بالنسبة إلى المرافئ البحرية ولا سيما مرفأي بيروت وطرابلس فسيجري استحضار آلات quot;سكانيرquot; يجري وضعها عند مكان استقبال الحاويات وهو يعمل على احدث التقنيات بحيث يكشف ما في داخل الحاوية من دون فتحها.
وقال مصدر رسمي لبناني ان أنان سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين اجراءات نشر القوة الدولية لحفظ السلام اضافة الى معايير تأمين الحدود مع سورية. واوضح ان انان سيطلع المسؤولين اللبنانيين على تفاصيل ما تقرر في مؤتمر بروكسيل بخصوص تعزيز قوات الطوارئ الدولية بنحو سبعة آلاف عنصر من دول اوروبية سينتشرون الى جانب الجيش اللبناني. كما توقع المصدر ان يستفسر عن الاجراءات الامنية التي نفذت على الحدود اللبنانية - السورية وفي المطار والمرافئ لمنع دخول الاسلحة وكذلك مصير الحصار الذي ما زالت اسرائيل تفرضه على لبنان.
وعشية زيارة انان الى بيروت تلقى الرئيس فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ابلغته فيه انها تبذل جهدها بشكل جدي وحثيث لرفع الحصار عن مطار بيروت في اقرب وقت آملة ان تسفر جهودها عن النتائج المرجوة. وشددت رايس على اهمية ان تتولى السلطة الرسمية اللبنانية ضبط المعابر على الاراضي اللبنانية.
وفي المقابل أكد الرئيس السنيورة ان الدولة اللبنانية ماضية في خطتها لضبط الحدود وجميع المعابر الحدودية الى لبنان. وكان مستشار الرئيس السنيورة للشؤون الدبلوماسية محمد شطح أوضح لـquot;فرانس برسquot; المواضيع التي ستطرحها الحكومة مع أنان quot;تمهيداً للتقرير الذي سيرفعه الى مجلس الأمن في 11 أيلول(سبتمبر) المقبل عن تقدم تطبيق القرار 1701quot;، لافتاً الى أن quot;أول البنود على الطاولة هو بند رفع الحصار الإسرائيلي الكامل عن لبنان والخروق الجوية اليومية للأجواء اللبنانيةquot;. وأشار الى أن quot;استمرار الحصار يشكل خرقاً للقرار الدولي، وهو عقاب جماعي لكل اللبنانيين لا سبب له، كما أن الخروق الجوية تهدد وقف إطلاق النار وقد تؤدي الى تصعيد غير متوقعquot;. وأوضح أن quot;البحث سيشمل أيضاً قضية مزارع شبعا، انطلاقاً من اقتراح الحكومة وضعها تحت وصاية الأمم المتحدة بانتظار ترسيم حدودهاquot;.
في غضون ذلك، شدد السيناتور الأميركي طوم لانتوس الذي يزور بيروت إثر لقاء مع السنيورة quot;ضرورة أن يمارس لبنان سيطرة كاملة على حدودهquot;، لافتاً الى أن quot;الوقت حان الآن بعد هذا الثمن المرتفع أن يتعلم لبنان هذا الدرس، بأن الحكومة اللبنانية وحدها يجب أن يكون لديها القوة العسكرية داخل لبنان، وأن ليس هناك من دولة سيدة يمكنها أن تترك لميليشيا حماية جزء من حدودها، أو أن تكون هناك قوة عسكرية مهمة داخل أراضيها، وأن أي حكومة في دولة سيدة عليها أن تسيطر على كامل حدودهاquot;.
وقال لانتوس: quot;في حال عدم التحكم في الحدود اللبنانية ـ السورية، فستتم إعادة إمداد حزب الله بالسلاح من سوريا وإيران، والمأساة التي شهدناها أخيراً في لبنان ستتكرر بعد ثلاثة أشهر أو ثلاث سنواتquot;، مؤكداً أن quot;ليس هناك ما هو في مصلحة لبنان أكثر من ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية بالكاملquot;.
وكانت مصادر رئيس الحكومة اللبنانية أكدت أنه سيشارك في المؤتمر الذي سيعقد في ستوكهولم نهاية الشهر الحالي والمخصص للدول التي ستشارك في مشروع اعادة الاعمار في لبنان وتمويل القوات الدولية فيه .
وسيتوجه أنان الى عمان الاربعاء المقبل في زيارة تستمر يومين. و بحسب مسؤول في وزارة الخارجية الاردنيةفان المسؤول الاممي سيبحث مع كبار المسؤولين الاردنيين تطورات الاوضاع في المنطقة خاصة الموضوع اللبناني. ووفق المنظمة الدولية تاتي زيارة الامين العام للاردن والتي تستمر يومين في اطار جولة في المنطقة يزور خلالها لبنان مصر والسعودية وسوريا وقطر والأراضي الفلسطينية المحتلة وايران وتركيا واسرائيل بهدف دفع جهود تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 .
وكان المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك قال الاربعاء الماضي ان عنان سيتوجه للمنطقة للقاء كبار المسؤولين quot;وتشجيعهم على تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701 تطبيقا كاملاquot;. واعتمد مجلس الأمن القرار رقم 1701 في 11 آب الجاري والذي طالب بوقف العمليات العسكرية ونشر الجيش اللبناني وتعزيز قوات اليونيفيل في جنوب لبنان وانسحاب القوات الاسرائيلية من المنطقة.
التعليقات