الهجوم على السفارة الأميركية .. رب ضارة نافعة
واشنطن ودمشق: مغازلة .. أم منازلة؟
بلقيس دارغوث من أبو ظبي: رب ضارة نافعة، يقول المثل الشعبي، والأحداث الأخيرة التي حلت في العاصمة السورية دمشق - أي مهاجمة السفارة الأميركية بعد يوم واحد على ذكرى مرور 5 سنوات على 11 سبتمبر- ليس بعيدا عن هذا المثل، إذ تساءلت دوائر عربية ودولية عما اذا كان الهجوم على السفارة الاميركية سيكون بداية عد تنازلي لاجراء عسكري اميركي ضد سوريا .. أم انه قد يفتح باب الحوار بين واشنطن ودمشق على نحو أوسع مما هو عليه منذ فترة. واستندت هذه التساؤلات الى مسارعة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى شكر سورية لصد الهجوم على سفارتها علما ان جميع الدبلوماسين الأميركيين لم يتعرضوا لسوء فيما قتل ثلاثة من المهاجمين واصيب رابع اضافة الى مقتل احد عناصر قوة مكافحة الارهاب السورية والذي توجهت رايس بالعزاء إلى افراد عائلته معربة عن quot;امتنانهاquot; لتدخل قوات الأمن السورية.
هذه اللهجة أو هذا الخطاب الأول من نوعه اعتبره مراقبون مغازلة وربما quot;بداية نهاية المنازلةquot; بين الادارتين الأميركية والسورية، وهو ما يؤكده بيان السفارة الأميركية الصادر تعقيبا على الحادث أن quot;الحكومة السورية وعدت بتعاون تام في مجال الامنquot;.
بالتزامن مع الهجوم كان الرئيسي السوري استقبل ايوم وفدا من عرب إسرائيل يضم أعضاء من الكنيست الإسرائيلي برئاسة عزمي بشارة. وقال بيان رئاسي سوري ان المحادثات تركزت على تداعيات الحرب الأخيرة في لبنان والاوضاع في الاراضي الفلسطينية. وأوضح بيان أن الرئيس الاسد شدد خلال لقائه مع الوفد على أن الامن والاستقرار في المنطقة لا يتحققان الا بتحقيق السلام العادل والشامل المستند الى قرارات الشرعية الدولية وعودة الحقوق الى اصحابها.
شهود عيان يروون تفاصيل الهجوم على السفارة الاميركية بدمشق السفارة الاميركية بدمشق هوجمت بسيارات مسروقة |
وروى الشهود ان ثلاثة مسلحين ترجلوا من السيارة الاولى وبدأوا يطلقون الرصاص والقنابل اليدوية صوب السفارة ولكن الشرطة المنتشرة في المكان تصدت لهم فقام احد المهاجمين بتفجير حزام ناسف بعد ان تيقن بفشل العملية الامر الذي ادى الى احراق السيارة التي كانوا يستقلونها بالكامل وقتلوا جميعا كما جرح مهاجم آخر القي القبض عليه . السيارة الثانية كانت مفخخة وعثر بداخلها على كمية كبيرة من المتفجرات وقد تمكنت القوى الامنية السورية من تفكيكها .
مقتل احد عناصر مكافحة الارهاب
و قد أدى الهجوم على السفارة الاميركية الى مقتل quot;عنصر من قوات مكافحة الارهابquot; السورية وجرح اخر. و بحسب الوكالة السورية للأنباء فان quot;الاشتباك بين العناصر المخصصة لحماية السفارة الاميركية من قوات مكافحة الارهاب والمجموعة الارهابية التكفيرية المسلحة ادى الى استشهاد عنصر من قوات مكافحة الارهاب وجرح اخر اضافة الى جرح شرطي من حرس السفارة الاميركية واحد موظفي الامن فيهاquot;.
واضافت سانا ان 11 مدنيا جرحوا quot;بينهم مواطن صيني ورجل وامرأة عراقيانquot;. وكان ناطق باسم السفارة الاميركية في دمشق اكد ان quot;كل موظفي السفارة سالمونquot;. في حين ذكرت وكالة الصين الجديدة الرسمية ان دبلوماسيا صينيا تعرض لجروح طفيفة بعد اصابته برصاصة طائشة في اطلاق النار وقع خلال الهجوم على سفارة الولايات المتحدة في دمشق.
واشنطن تقول ان الهجوم على سفارتها في دمشق quot;انتهى كما يبدوquot;
وكانت وزارة الخارجية الاميركية أعلنت في وقت مبكر وقوع الهجوم لكنها اشارت الى انه quot;انتهى كما يبدوquot;. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية كورتيس كوبر quot;يمكننا ان نؤكد تقارير عن تعرض سفارتنا في دمشق لهجوم من قبل مهاجمين مجهولين، لكن يبدو انه انتهىquot;. واضاف quot;لقد تحركت السلطات المحلية وهي متواجدة في المكانquot;. ولم تعرف تفاصيل اخرى على الفور عن الهجوم بحسب قوله.
التعليقات