واثارت تصريحات بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام والجهاد والتي طرح فيها لدى زيارته المانيا الثلاثاء الماضي العلاقة بين الدين والعنف، موجة استنكار في العالم الاسلامي الذي طالب البابا بالاعتذار عن تصريحاته التي اعتبرت مسيئة للاسلام. وعلق عالم اللاهوت الالماني هانز زيركر المتخصص في الدين الاسلامي على تصريحات البابا قائلا quot;كانت تصريحات غير موفقة بالمرة بالنظر الى حساسية الوضعquot; بعد اشهر قليلة من قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد.
من جانبها قالت مؤسسة رمضان الاسلامية البريطانية ان quot;البابا السابق يوحنا بولس الثاني امضى 25 عاما في بناء جسور واقامة علاقات مع المجتمع المسلمquot;، معربة عن quot;خيبة املها من عدم مواصلة البابا الحالي على خطى سلفهquot;. والقت هذه التصريحات بظلال من الشك على زيارة البابا الى تركيا المقررة في تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل. وقال علي بردك اوغلو مدير قسم الشؤون الدينية لدى الحكومة التركية الخميس انه لا يرى quot;اي فائدة للعالم الاسلامي من زيارة شخص له مثل هذه القناعات عن الاسلام ونبيهquot;.
وجاء هذا الجدل بينما كان سلف البابا الالماني، البابا يوحنا بولس الثاني جعل من الحوار بين الاديان والثقافات احد اهم القضايا التي اهتم بها خلال فترة بابويته. وقد بادر في 1986 بتنظيم لقاء لا سابق له للاديان. وجمع في يوم للصلاة في اسيزي (وسط ايطاليا) قيادات دينية مسلمة ويهودية ومسيحية اضافة الى هندوس وبوذيين وسيخ وغيرها من الاديان التقليدية في افريقيا وشبه القارة الهندية.
وكان البابا البولندي يوحنا بولس الثاني قال لدى استقباله في 18 تشرين الثاني(نوفمبر) 2004 وفدا دينيا من اذربيجان ذات الغالبية المسلمة quot;لا احد يملك الحق في استخدام الاديان اداة لعدم التسامح او وسيلة اعتداء او عنف او قتلquot;. وسعى يوحنا بولس الثاني الى اقامة حوار مباشر مع الاسلام. وكان اول بابا يدخل معبدا يهوديا منذ فصل المسيحية عن اليهودية كما انه كان اول بابا يدخل مسجدا لدى زيارته في ايار(مايو) 2001 دمشق.
واكد بنديكتوس السادس عشر منذ بداية توليه مهامه انه يريد المواصلة في هذا الاتجاه لكن quot;في اطار من الوضوحquot; ومع تفادي اي quot;تلفيقquot;. وقال في 20 آب/اغسطس 2005 لدى التقائه وفدا مسلما على هامش ايام الشبيبة العالمية في كولونيا (المانيا) ان quot;الحوار بين الاديان وبين الثقافات بين المسيحيين والمسلمين ضرورة حيوية يرتهن بها بشكل كبير مستقبلناquot;. كما اعرب عن امله في ان يعمل المسؤولون الدينيون على ان يستأصلوا من قلوب المؤمنين مشاعر quot;الكراهية وعدم التسامح والعنف quot; التي تمثل قاعدة الارهاب.
ـــــــــــــــــــــ
التعليقات