سمية درويش من غزة: قال النائب حسام الطويل ممثل المجتمع المسيحي في قطاع غزة ، وعضو لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية ، ان الهجوم المبكر الذي تشنه الدوائر السياسية الإسرائيلية والذي يترافق مع حملة صحافية أميركية بريطانية على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي لم تتشكل بعد ، هو هجوم مدان ومستنكر كونه يعتبر خطوة استباقية غير موضوعية تهدف إلى تسميم الأجواء الدولية التي بدت في الفترة الأخيرة مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق نوع من الانفراج السياسي ، خاصة وان حكومة الوحدة الوطنية لم تشكل بعد ولم يتم الإعلان عن برنامجها السياسي.

وأكد الطويل في بيان أرسل لـquot;إيلافquot; ، أن هذه الأوساط السياسية في إسرائيل والغرب إنما تسعى عبر التشكيك المسبق بنوايا حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة الى قطع الطريق أمام التوجهات الجادة لدى الكثير من دول العالم للتعامل مع هذه الحكومة ، وتسعى أيضا إلى تقويض المواقف السياسية المتقدمة التي بدأت تتحدد ملامحها لدى محاور دولية هامة مثل روسيا وعدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي والصين وبريطانيا مؤخرا.

واستبعد أبو كمال ، ان تنجح هذه الحملات بتحقيق أهدافها إذا ما استمر الموقف الفلسطيني الداخلي متحدا ومتماسكا ، موضحا بان إصرار الفلسطينيين على المضي قدما نحو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من شانه ان يوفر شبكة أمان داخلية وخارجية فعالة لحماية مستقبل القضية الفلسطينية . وأضاف بان حكومة الوحدة الوطنية في حال تشكيلها ستعتبر انجازا وطنيا يرقى إلى مستوى صمود وتضحيات شعبنا المنغرس في أرضه رغم ويلات الحصار الجائر عل مدار أكثر من ستة أشهر.

ودعا الطويل ، إلى استمرار الجهود المبذولة على مستوى الرئاسة والحكومة والفصائل من اجل انجاز هذا المشروع الوطني الذي من شانه أن يحافظ على المكانة المتقدمة للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية كونها القضية التي تمثل لب وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي.

الاعتداءات على الكنائس مرفوضة

على صعيد آخر،دعا الطويلإلى زيادة الحقائب الوزارية لشخصيات المجتمع المسيحي في التشكيلة الوزارية المرتقبة ، معتبرا في الوقت ذاته ، تصريحات بابا روما المسيئة للدين الإسلامي ، تحرض على الكراهية والحقد بين أصحاب الديانات المختلفة .

وأكد الطويل ، بان ما ورد على لسان بابا روما يسيء للمسلمين ويثبت روح الفرقة والشقاق بين الديانات ، وأضاف هذه التصريحات تنحدر بمفهوم حوار الحضارات الذي ندعو إليه إلى مفهوم صراع الحضارات الذي يخدم أجندة وأهداف الاستعمار عن طريق تكريس سياسة فرق تسد ، موضحا بان الشعب الفلسطيني يقف متحدا بمسلميه ومسيحييه ضد الإساءة للأديان.

وحول توقيت هذه التصريحات المسيئة للإسلام ، وان كانت ورائها أهداف سياسية ، قال الطويل لمراسلتنا ، quot; نعتقد بان هذا التصريح يندرج في إطار بث روح الفرقة بين الشعوب والديانات وهي تخدم أهداف الاستعمار العالمي والاحتلال . وأضاف أبو كمال ، إذا كان البابا يقصد هذه التصريحات فهي مصيبة ، وإذا لم يقصدها فالمصيبة أعظم ، لافتا إلى انه كان من الممكن ان يفيد بابا روما بين مفردات كلمته نشر السلام بين الشعوب.

وفي ما يتعلق بالاعتداء على كنيسة الروم الأرثوذكس بغزة ، أكد الطويل ، بان الاعتداء منفصل عما يدور ، ولا نريد أن نقفز على الحقائق ، ولا نربط بين الاعتداء وهذه التصريحات ، مشيرا إلى ان هذا الاعتداء عمل إجرامي وعلى خلفية جنائية ، ولا نريد إطلاق أحكام مسبقة قبل الانتهاء من التحقيق.
وأوضح بان المستهدف هو مركز اجتماعي داخل كنيسة ، وان أي اعتداء على الأماكن المقدسة هو مدان ، مبينا بأنه منذ بداية الحدث باشرت وزارة الداخلية بإرسال عناصر الشرطة والأمن للمعاينة والتحقيق.

وحول الاعتداءات المماثلة بالضفة الغربية ، أكد أبو كمال أيضا بان كل المحاولات على خلفية جنائية ، غير انه لم يستبعد وجود أيدي خفية تستغل التصريحات لتمس الوحدة الفلسطينية لخدمة أجندة الاحتلال وأي أجندات أخرى .

وعلى صعيد الحكومة المنتظرة ، وان كانت هناك توقعات بزيادة عدد الحقائب الوزارية لشخصيات المجتمع المسيحي ، قال الطويل ، بان التواجد المسيحي هو تواجد قوي في الحكومة ، وليس بمفهوم حقائب وزارية ، بل ينعكس على مستوى التواجد الاجتماعي . وأضاف لقد جرى العرف ، والعرف جرت عليه الوزارات السابقة بان تكون حقيبة وزارة السياحة موكلة بشخصية مسيحية ، ولا تنحصر المشاركة في هذه الوزارة بل في وزارات أخرى كجزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني.

وأسهب الطويل قائلا ، quot; لا نتوقع بل ننادي بهذا الأمر ، فإذا كان المخول بتوزيع الحقائب الوزارية يعطي الجانب المسيحي السياحة كالعادة ، وإذا كان تم إعطاء أكثر من وزارة سيكون هذا بداية لمفهوم جديد quot; ، بحسب تعبيره. ويشار إلى أن الطويل ، قد دعمته حركة حماس بالانتخابات التشريعية التي جرت بالخامس والعشرين من كانون ثاني quot;ينايرquot; الماضي ، حيث فاز بالمقعد المسيحي عن دائرة قطاع غزة.