نيويورك: عرضت البلدان العربية افكارا لاحياء عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية في مجلس الامن، لكن المجلس الذي اجتمع على المستوى الوزاري لم يتعهد بشيء.و دعا وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة باسم وزراء الخارجية العرب كافة مجلس الامن الدولي الى القيام بدور مركزي في هذا الصدد .
وقال الشيخ خالد ان مجلس الامن مطالب بالموافقة على العناصر التي من شانها احياء عملية السلام واولها البدء بمفاوضات بين الاطراف المعنية على اساس ما تم الاتفاق عليه مسبقا ووضع جدول زمني لذلك وتحت رعاية المجلس. واضاف الشيخ خالد ان ثاني تلك العناصر هي الطلب من السكرتير العام للامم المتحدة وبالتشاور مع الاطراف المعنية ودول المنطقة واللجنة الرباعية بتقديم تقرير لمجلس الامن حول ألية استئناف التفاوض المباشر بين الاطراف المعنية بما فيها خيارات تتعلق بالشكل والضمانات والاطار الزمني وحدود ودور المجلس والاطراف الثالثة. اما ثالث العناصر التى اعلن عنها الوزير البحريني فهي ابقاء مجلس الامن متابعا للوضع والانعقاد مرة اخرى بعد تقديم السكرتير العام للتقرير المذكور على مستوى وزاري لاجل النظر في الخطوات اللاحقة.

وقال الشيخ خالد في كلمته ان quot;الفرصة سانحة الان لقيام السلام وعلينا الا نبددها.. هذه الفرصة اذا ضاعت نكون جميعا خاسرينquot; معربا عن امله بان يقوم مجلس الامن بتمهيد الطريق نحو مفاوضات السلام مع الترحيب بمساعدة اطراف ثالثة. واوضح quot;ما من شك ان استمرار الصراع العربي الاسرائيلي له اثاره الوخيمة فبالاضافة الى استنزاف موارد المنطقة وخلخلة الاستقرار واحلال التوتر فانه يؤدي الى ازدهار قوي التطرفquot;. واكد ان الهدف من الاجتماع quot;ليس اللوم وتبادل الاتهامات ولكن لمعالجة الوضع في الشرق الاوسط بروح بناءة وباسلوب يهدف الى اعادة عملية السلام الى مسارها من خلال المفاوضات بين اطراف الصراعquot;.

وانهى المجلس اجتماعه من دون صدور اي بيان او اتخاذ قرار بتحرك ما.وشارك في هذه المناقشة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والامين العام للامم المتحدة كوفي انان والرئيس الفلسطيني محمود عباس.وسرعان ما بدا احتمال تبني قرار جديد حول النزاع بعيدا، واعربت المجموعة العربية عن الامل في ان يصدر المجلس على الاقل اعلانا يحدد آلية لتطبيق خريطة الطريق.وبقيت هذه الخطة التي اعدتها اللجنة الرباعية وتنص على انشاء دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حبرا على ورق منذ اطلاقها صيف 2003.

وعلى رغم عدم صدور اعلان، اعرب موسى عن ارتياحه لعقد اجتماع في مجلس الامن حول النزاع الاسرائيلي-العربي.وقال quot;ان جميع المشاركين في الاجتماع قد تحدثوا بصوت واحد، واكدوا ان الوقت حان لاحياء عملية السلام وان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمرquot;.واكد موسى ان quot;الجهود الرامية لاحياء عملية السلام قد بدأت، ونحن في البداية، لكن ما حصل خطوة بالغة الاهميةquot;.

واشادت رايس من جهتها ب quot;الروح الايجابيةquot; للنقاش الذي ذكرت خلاله بأنها ستتوجه قريبا الى الشرق الاوسط بناء على طلب الرئيس جورج بوش.

من جهته، اعرب عباس عن الامل في ان quot;تقترن الكلمات النبيلة التي سمعناها بأفعال ملموسة لاقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام جنبا الى جنب مع اسرائيلquot;.واضاف quot;نحن متمسكون بالسلام عبر المفاوضاتquot;.

وذكر مصدر دبلوماسي ان المجلس لن يتبنى اعلانا في هذه المناقشة العامةمضيفاان الجهود المبذولة للتوصل الى اتفاق على اعلان اصطدمت باعتراضات الولايات المتحدة.وقد ابدت واشنطن تحفظها منذ البداية عن عقد هذا الاجتماع، معربة عن الامل في الا يتحول منبرا لمهاجمة اسرائيل. ووافقت اخيرا على عقده بعدما حرصت على تحديد شكله ليكون عدد المتحدثين فيه محدودا، كما قال دبلوماسيون.

وفي بداية الاجتماع، تحدث انان عن الوضع الصعب في غزة، مشيرا الى quot;مخاطر تفتت وتطرفquot; المجتمع الفلسطينيquot;.وكرر سفير اسرائيل في الامم المتحدة دان غيلرمان الذي حضر الاجتماع القول بان اي quot;تقدمquot; في عملية السلام يجب ان يستند الى خريطة الطريق.وقال quot;ان الطرفين متفقان على اننا نحتاج الى منتدى جديد لتسوية خلافاتنا. والمنتدى الملائم هو طاولة المفاوضاتquot;.

من جهته، اكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي ان quot;الوضع الراهن غير قابل للاستمرارquot;. وقال quot;لذلك يجب ان يصبح اطلاق ديناميكية سلام
بين الاسرائيليين والفلسطينيين اولوية في نظرناquot;.

رايس الى الشرق الاوسط قريبا

على صعيد آخر، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية انها ستتوجه quot;قريباquot; الى الشرق الاوسط، دون تحديد الموعد الدقيق لرحلتها ولا البلدان التي ستزورها.

وقالت رايس في ختام اجتماع لمجلس الامن خصص لعملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية، quot;افكر في الذهاب الى المنطقة قريبا، لكني لم احدد موعدا حتى ابلغكم بهquot;.واضافت رايس في تصريح صحافي quot;كما تعرفون، كلفني الرئيس العمل مع القادة المعتدلين في المنطقة وتقديم مساعدتنا الى الاطراف، بقدر استطاعتنا، لتسوية الخلافات العالقةquot;.واوضحت رايس quot;نريد فعلا ان تتوافر الظروف حتى يمكن تسريع العمل على خريطة الطريقquot;.

ولم تحدد رايس البلدان التي ستزورها، لكن الرئيس الاميركي جورج بوش ذكر في خطابه الذي القاه الثلاثاء في الامم المتحدة، السعودية والاردن ومصر باعتبارها بلدانا quot;اعلنت صراحة انها ترغب في المشاركة في المساعدة الدبلوماسية والمالية الضروريةquot; لاحياء عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية.

وقال مسؤولون اميركيون ان رايس لن تزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية خلال جولتها الجديدة في الشرق الاوسط، لكنها ستركز مناقشاتها مع العرب المعتدلين.