خلف خلف من رام الله: من المقرر أن تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في بداية الأسبوع القادم جولة في منطقة الشرق الأوسط لإجراء سلسلة من المباحثات حول الأوضاع في المنطقة. ورغم أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تدلِ بأي تفاصيل تتعلق بمخطط هذه الزيارة، إلاّ أن الوزيرة سوف تزور كلاً من السعودية ومصر والأردن، وبطبيعة الحال ستقوم بزيارة مفاجئة إلى لبنان أيضاً، كما ستصل إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع. حسبما رشح من تقارير إسرائيلية.
ويشار أن السفير الإسرائيلي في واشنطن داني أيلون الذي سيرافق رايس أثناء زيارتها إلى إسرائيل قال: أنا أعتقد أن الهدف من هذه الزيارة هو تأكيد الزعامة الأمريكية، وإثبات الوجود الأمريكي في المنطقة، إضافة إلى دراسة أوضاع المنطقة أيضاً، لا سيما الأوضاع في لبنان، والحيلولة دون استمرار التدخل الإيراني فيه.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الثانية إن الزيارة تعد زيارة هامة جداً بالنسبة لإسرائيل، لا سيما وأن رايس سوف تناقش مع الزعماء العرب موضوع الإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى، كما أنها ستؤكد أمام المسؤولين الإسرائيليين على الأوضاع الإنسانية الصعبة السائدة في قطاع غزة خلال لقائها مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت، وتكرر رغبة الإدارة الأمريكية في إحداث تسهيلات من جانب إسرائيل.
إلى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية أن هناك تغييراً في التوجه الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط يستند إلى مباحثات مع الزعماء العرب، الذين خرجوا بانطباع في أعقاب الحرب الأخيرة في لبنان بأن تهديد إيران وخطرها على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بات واضحاً، وعليه فإن الإدارة الأمريكية ستحاول انتهاز الفرصة لهذه الصحوة العربية بهدف تحقيق أهداف سياسية تخدم قضايا الشرق الأوسط، وتلجم الأطماع الإيرانية.
وقالت مصادر إسرائيلية أن مصدر سياسي مطلع في واشنطن ذكر أن أجندة رايس الشرق أوسطية هدفها إيجاد تغيير فعلي، استناداً إلى تصريحات بوش الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعهد من خلالها بدفع المحاولات لتحقيق انطلاقة على الساحة الإسرائيلية-الفلسطينية.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن الإدارة الأمريكية تواجه صعوبات في بلورة خطة شاملة على هذا الصعيد، بسبب العوائق التي تواجهها في التعامل مع حكومة حماس، لذلك فإن وزيرة الخارجية الأمريكية سوف تحاول خلال جولتها في المنطقة الطلب من قادة السعودية ومصر والأردن المساهمة في ممارسة ضغوط على حكومة حماس للتجاوب مع الشروط الدولية، بغية إفساح المجال أمام فتح قنوات حوار من جديد، إذ أن عدم وجود شريك في المفاوضات، سيبقي الغموض يلف مسألة الإنجازات الممكن تحقيقها على الصعيد الإسرائيلي-الفلسطيني.
التعليقات