الأمم المتحدة، الولايات المتحدة: أوصى فريق خبراء تابع للأمم المتحدة الجمعة بفرض حظر على كبار المسؤولين السودانيين، من بينهم الرئيس عمر البشير، لانتهاكهم جهود السلام في دارفور وفق ما كشف مصدر دبلوماسي عربي. وانتقد مندوب قطر لدى الأمم المتحدة، ناصر الناصر، عمل اللجنة قائلاً إنه غير مقبول مشيراً إلى أن اللائحة تضم quot;كبار رجالات الحكومة.quot; وأضاف متسائلاً quot;إذا رفعنا لائحة إلى المجلس بأسماء الرئيس ومسؤولي الحكومة كمجرمين.. فكيف سيتثنى لنا حل مشكلة السودان.?quot;
ولدى سؤاله إذا ما كان الرئيس السوداني ضمن اللائحة، رد الناصر قائلاً quot;الجميع على اللائحةquot; وأومأ برأسه في رد على سؤال تأكيدي بشأن إدراج اسم البشير في اللائحة.
وانتقد المندوب القطري quot;تحيزquot; مجموعة الخبراء الأممية قائلاً إنها لا تتعامل مع طرفي النزاع بالتساوي quot;مما يعني استمرارها في العمل بأسلوب يصعب وصفه بالحرفية.quot; وأشاد لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، بتوصيات اللجنة قائلاً إن فرض حظر على أعضاء الحكومة السودانية quot;قد تكون له انعاكاسات إيجابية في التوصل لاتفاق مع حكومة البشير.quot;
وتنظر الولايات المتحدة في فرض حظر على أعضاء الحكومة السودانية، من بينها خيارات تقييد تحركاتهم خارج السودان وتجميد أرصدتهم وتحديد منطقة حظر طيران، كخيار في حال استمرار رفض السودان لنشر قوات دولية تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور.
هذا وقد مدد الاتحاد الإفريقي الأسبوع الماضي تفويض انتداب قواته المرابضة في الإقليم الغربي حتى نهاية العام الجاري حيث من المتوقع أن تتلقى القوة، التي تفتقد الكوادر والتجهيزات اللازمة، دعماً لوجستياً من الأسرة الدولية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر في نهاية أغسطس(آب) القرار 1706 بأغلبية كبيرة لتشكيل قوة للأمم المتحدة لحفظ السلام بدار فور, وأيد القرار 12 عضوا بينما امتنع الأعضاء الثلاثة الآخرون عن التصويت وهم روسيا والصين وقطر.
ورفض السودان القرار الذي قال إنه يمس سيادته وأكد استعداده لمواجهة quot;التدخل الأجنبيquot; في دارفور كما أعلن أن لديه خيارات وخططا قومية بهذا الصدد.
وحذرت الحكومة السودانية من أن القرار سيزيد المنطقة اشتعالا، مؤكدة أنها لن تفرط في استقلالها وسيادتها.
هذا وبدأت الحكومة السودانية الأسبوع الماضي التباحث مع الأمم المتحدة في نشر مستشارين عسكريين تابعين للمنظمة الدولية لتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في دارفور في محاولة لتجنب مواجهة قد تؤدي لتفاقم الأوضاع في الإقليم الغربي.
وقال مستشار الرئيس السوداني مجذوب الخليفة في حديث للأسوشيتد برس إن السودان يقبل بتسوية تتضمن نشر مستشارين دوليين، كان المقترح قد طرح علناً أثناء اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك الأسبوع الماضي.
وفي شأن متصل، وصف الرئيس الأميركي جورج بوش خلال كلمته أمام الجمعية العمومية ما يشهده دارفور بالإبادة وطالب المجتمع الدولي بالتحرك في حال رفض حكومة الخرطوم نشر قوات دولية في الإقليم الغربي.
وأشار قائلاً quot;دولتنا وصفت تلك المذابح الجماعية بواقع الحال وهي: إبادة.. على العالم أن يقدم المزيد من المساعدات الإنسانية وتقوية القوات الإفريقية التي قامت بعمل جيد ولكنه ليس بالكاف لحمايتكمquot; موجهاً حديثه إلى سكان دارفور.
وبدأ النزاع في الإقليم الغربي برفع حركات تمرد من القبائل الإفريقية السلاح في وجه حكومة الخرطوم عام 2003 احتجاجاً على ما وصفوه بتجاهل حكومة الخرطوم المركزية التي يسيطر عليها العرب للإقليم.
ولمواجهة التمرد، دفعت الحكومة السودانية بمليشيات quot;الجنجويدquot; المتهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في الإقليم مما أخلق كارثة إنسانية راح ضحيتها قرابة 200 ألف قتيل. كما شردت الأزمة قرابة 2.5 مليون شخص.
التعليقات