سيول: إستقبل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون عند وصوله اليوم الثلاثاء الى بيونغ يانغ حيث سيعقدان قمة هي الثانية بين البلدين منذ الاجتماع الذي جرى في العام 2000. وظهر في لقطات بثها التلفزيون الرجلان يتصافحان في مراسم يحضرها مئات الاشخاص، بينما كانت حشود تردد هتافات ترحيب وتلوح بباقات من الورود التي تشتهر كوريا الشمالية بانتاجها.

واستعرض كيم جونغ ايل والرئيس الكوري الجنوبي الذي ترافقه زوجته، حرس الشرف. وصرح الرئيس الكوري الجنوبي عند وصوله الى بيونغ يانغ ان quot;تاريخنا المؤلم يذكرنا باهمية السلامquot;. واضاف quot;حان الوقت ليتكاتف الجنوب والشمال من اجل كتابة صفحة سلمية جديدة في التاريخquot;.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي عبر قبيل ذلك مشيا الخط الفاصل بين الكوريتين في خطوة رمزية تعكس الرغبة في المصالحة. وهي المرة الاولى التي يقوم فيها رئيس كوري جنوبي بخطوة من هذا النوع. وتعقد الكوريتان المنفصلتان منذ ستة عقود قمتهما هذه وسط انفراج وتقدم في الملف النووي الكوري الشمالي. ويفترض ان تبدأ هذه القمة بعد ظهر الثلاثاء وتستمر حتى الخميس.

وكان الرئيس روه شدد الاثنين على رغبته في السلام مع الشمال. وذكرت مصادر في الرئاسة الكورية الجنوبية ان روه وكيم قد يتطرقا الى ابرام معاهدة رسمية للسلام. لكن مراقبين قالوا ان الامر سيقتصر على توقيع اعلان سلام بالاحرف الاولى على الارجح. وقال رو قبيل القمة إنه سيناقش التسوية السلمية والتنمية الاقتصادية مع الرئيس كيم. وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد عبر الحدود الى كوريا الشمالية على قدميه في خطوة رمزية قبيل لقاء الرئيس كيم جونج ايل.

يذكر ان الحرب التي دارت بين الجانبين بين عام 1950-1953 لم تنته بشكل رسمي ولكن سول أحيت الأمل في امكانية التوصل الى هدنة دائمة، وتأمل أن تؤدي القمة الحالية الى تمهيد الطريق لذلك. ويرافق الرئيس في رحلته رجال أعمال وموظفون ورجال دين وشعراء. وهذه هي القمة الثانية بين البلدين، حيث سبقتها قمة أخرى عام 2000، ووعد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج ايل برد الزيارة الا أن ذلك لم يحدث حتى الان.

وقد حصل الرئيس الكوري الجنوبي في ذلك الوقت على جائزة نوبل للسلام بسبب انتهاجه سياسة الانفراج مع كوريا الشمالية. ومنذ ذلك الوقت تم ربط الطرق وخطوط السكة الحديدية بين البلدين كما تم جمع شمل عائلات كان أفرادها موزعين بين البلدين. ويقول مراقبون ان مساعي كوريا الجنوبية للتقرب من الشمال والمساعدات التي قدمتها فشلت في اقناع الأخيرة بكسر العزلة وتحسين أوضاع حقوق الانسان فيها.

ويقول مراسل بي بي سي في سول جون سودويرث ان بعض المراقبين يشكون في أن لدى كيم أي ميل للمصالحة مع كوريا الجنوبية. ويضيف مراسلنا ان المراقبين يعتقدون أن زعيم كوريا الشمالية يرغب في انتزاع مساعدات اقتصادية اضافية تحت التهديد العسكري. وحذر حزب المعارضة المحافظ في كوريا الجنوبية رو من تقديم تنازلات اقتصادية بغرض الاتفاق فقط. يذكر ان برنامج كوريا الشمالية النووي ليس ضمن بنود المحادثات التي ستجري في بيونغيانغ.

وتتزامن القمة الكورية مع استمرار المباحثات السداسية الرامية لتفكيك البرنامج النووي للنظام الشيوعي في بيونغ يانغ. وتمخضت المباحثات السداسية التي تشارك فيها بجانب الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، اليابان، وروسيا، والصين فضلاً عن كوريا الجنوبية، عن اتفاق تاريخي في 13 فبراير/شباط الفائت، وافق بموجبها النظام الشيوعي في كوريا الشمالية على تفكيك برنامجه النووي.

وبمقتضى الاتفاق، أغلقت بيونغ يانغ مفاعلها النووي الوحيد الذي ينتج قنابل نووية، كما وافقت على تفكيك منشآتها الذرية بنهاية العام الحالي. وأدت التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية العام الفائت إلى تحول محوري في سياسة الولايات المتحدة المتشددة تجاه النظام الشيوعي.

ويأمل الرئيس الكوري الجنوبي أن ترفع نتائج القمة، المتزامنة ونهاية ولايته التي تخللتها سلسلة فضائح، شعبيته المتدنية ومن حظوظ الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة في مواجهة حزب المحافظين المعارض. وكان شطرا كوريا قد وافقا في أغسطس/آب على الإعلان عن عقد القمة في آن واحد بعد قيام رئيس جهاز الاستخبارات القومية في كوريا الجنوبية، كيم مان-بوك، بعدة زيارات سرية إلى بيونغ يانغ.

وأوضح البيان الحكومي الصادر عن رئيسي جهازي الاستخبارات في الشطرين أن هدف القمة هو quot;رفع علاقات الجنوب والشمال إلى مستويات أعلى، وتدشين مرحلة جديدة من السلام والازدهار والوحدة في شبة الجزيرة الكورية.quot;