مجلس الامن يدين الهجوم على قوات افريقية بدارفور
دارفور: رسم قائد قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور الجنرال مارتن لوثر أجواي صورة قاتمة لامكانية تعزيز قوة حفظ السلام في المنطقة التي مزقتها الحرب. وكان أجواي يتحدث الى وفد من حكماء الساسة ورجال الدولة يزور دارفور بقيادة الأسقف الجنوب افريقي ديزموند توتو في مسعى لايجاد حل للنزاع هناك، في أعقاب مقتل 10 من أفراد قوة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام الموجودة في دارفور منذ عدة سنوات.
وقال الجنرال أجواي أن قواته كانت أقل عددا وتسليحا من المهاجمين. وعبر أجواي عن خشيته من عدم زيادة عدد أفراد القوة على الارض بحلول الأول من يناير/كانون الثاني حيث ستحل قوات جديدة مكونة من قوات الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة محل القوات الحالية. ويخشى أجواي أنه بالرغم من تعهد العديد من الدول الافريقية للمساهمة في القوة الجديدة الا أنها لا تملك الموارد الكافية لتأمين قوة فعالة.
وكان أعضاء الوفد قد طاروا إلى منطقة الفاشر في دارفور من منطقة جوبا جنوبي السودان التي توجهوا إليها في أعقاب لقائهم بالرئيس السوداني عمر البشير الاثنين من أجل تقييم اتفاق السلام الشامل الموقع بين الجنوب والشمال. وقال ديزموند توتو رئيس الوفد، والذي كان يشغل موقع رئيس اساقفة كيب تاون، إن مهمة الوفد هي دعم جهود من يحاولون إنهاء النزاع.
وهذا الوفد الذي يضم جيمي كارتر الرئيس الأميركي السابق والأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة وعددا آخر من الشخصيات المعروفة عالميا هو أول بعثة دولية تزور دارفور منذ الهجوم الذي شنه متمردون على قاعدة لقوات حفظ السلام في الإقليم منذ ثلاثة أيام والذي أدى إلى مقتل 10 جنود .
وتحدث أعضاء الوفد مع القادة المحليين في الإقليم ومع النازحين الذين أجبرهم النزاع على ترك منازلهم والإقامة في مخيمات.
يذكر أن ما لا يقل عن مئتي ألف شخص لقوا حتفهم في إقليم دارفور بسبب أعمال العنف التي أسفرت أيضا عن تشريد ما يقرب من مليوني شخص آخر، وذلك منذ بداية الصراع هناك عام 2003. وسيطلع أعضاء الوفد على أعمال العنف في الإقليم التي كان أحدثها الهجوم الذي شنه المتمردون على قاعدة تابعة لقوة حفظ السلام الإفريقية.
هجوم هاسكانيتا
وتكشفت تفاصيل عن شدة الهجوم الذي شنه المتمردون على القاعدة التابعة للقوة الأفريقية في منطقة هاسكانيتا السبت الماضي.فقد نقلت وكالة الأسوشيتد برس عن جنود من القوة الأفريقية قولهم إن قوة قوامها نحو ألف من متمردي دارفور شنت هجوما مباغتا في الغسق على موقعهم الذي يتمركز فيه 157 جنديا.
وأمطر المتمردون القاعدة بالصواريخ مما أسفر عن تحطيم مركبة أفراد عسكرية في الوقت الذي كان فيه أفراد الموقع، وغالبيتهم من الجنود النيجيريين، يحاولون صد الهجوم المباغت. وصعد المتمردون من هجومهم بشن هجوم ثان استخدموا فيه المركبات المدرعة والقذائف الصاروخية. واستمرت المعركة حتى حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي حيث نفذت ذخائر قوات حفظ السلام الإفريقية.
وبحلول الصباح وصلت قوات الجيش السوداني وانسحب المتمردون بعد أن تكبدت القوة الإفريقية عشرة قتلى وسبعة جرحى.
وكانت التقارير الأولية قد أفادت أن 47 جنديا قد فقدوا إلا أن الرقم قد تراجع إلى 23 جنديا وفي وقت متأخر من يوم الاثنين أفادت الأنباء بوصول 20 جنديا من هؤلاء إلى قاعدة أخرى تابعة لقوة حفظ السلام الأفريقية.
وأخبر الجنرال مارتن أجواي القائد الجديد لقوة حفظ السلام الأفريقية في إقليم دارفور بي بي سي الاثنين إنه على قناعة بأن المهاجمين كانوا عبارة عن مجموعة منشقة من فصيل تابع لجيش تحرير السودان.
وقد أثار الهجوم على قوات حفظ السلام دارفور موجة إدانات دولية، وهددت الولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات على كل من الحكومة السودانية وجماعات المتمردين إذا عرقلوا جهود السلام بالإقليم.
وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية إن الإجراءات العقابية قد تشتمل على حظر السفر وفرض قيود مالية على الأفراد.
التعليقات