الياس توما من براغ : دعا رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني اليوم الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور اكبر في العراق وفي العالم كي يوازي تأثير الولايات المتحدة ، كما دعا تشيكيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور أكثر أهمية في إعادة إعمار العراق وفي دعم أجهزته الأمنية.

وشدد في مؤتمر صحافي عقده اليوم في براغ مع رئيس مجلس النواب التشيكي ميلوسلاف فلتشيك بان العراق لن يحقق الاستقرار إلا بعد أن يحصل على سيادته كاملة وتغادر أراضيه القوات الأجنبية.

وأضاف : ولكي نكون على استعداد لهذه المرحلة يتوجب علينا أن نحضر قبل ذلك قواتنا الأمنية والعسكرية ولذلك فان العراق يحتاج في هذا المجال إلى قيام الدول الصديقة بتدريبها.

وأكد المشهداني أن العلاقات بين بلاده وتشيكيا لها جذور عميقة وان الشركات التشيكية يمكن لها أن تستغل ذلك مشيرا إلى أن تشيكيا يمكن لها أن تشارك في عملية إعادة تسليح الجيش العراقي والشرطة لان الأسلحة التشيكوسلوفاكية لا تزال من الأسلحة الأساسية في العراق ولكون صناعة الأسلحة التشيكية معروفة بشكل جيد في العراق.

وأضاف قائلا إلى اليوم لا تزال توجد بندقية تشيكية الصنع في كل عائلة عراقية ، كما توجد صناعات تشيكية أخرى منتشرة في العراق مثل جرارات زيتور كما أن اغلب الأساتذة العراقيين هم من خريجي الجامعات التشيكوسلوفاكية.

وقد التقى الوفد البرلماني التشيكي ممثلي صناعة السلاح التشيكية غير أن الاتفاق على عقد صفقات لم يتم لان هذا الأمر وفق المشهداني هو من اختصاص الحكومة العراقية.

من جهته ذكر رئيس مجلس النواب التشيكي بان الوفد العراقي أبدى اهتمامه خلال الزيارة باللقاء مع ممثلي اللجان البرلمانية التشيكية المختلفة وان النواب التشيك يمكن لهم أن يكونوا موفدين للنواب العراقيين من خلال تقديم تجربة بلادهم التي انتقلت من التوتاليتارية إلى النظام الديمقراطي وقد تم الاتفاق على حضور المزيد من النواب العراقيين إلى تشيكيا للإطلاع على التجربة البرلمانية التشيكية وتبادل التجارب .

يذكر أن تشيكيا تساهم في إعادة اعمار العراق منذ عام 2003 وقد قدمت وزارة الخارجية التشيكية وفق وكالة الأنباء التشيكية في الفترة بين عامي 2004 ــ 2006 لتمويل عمليات تعاون مشتركة نحو 4,5 ملايين كورون وقد قام مدربون من الجيش التشيكي بتدريب عدة آلاف من رجال الشرطة العراقية على الرمي والدفاع عن النفس كما دربت تشيكيا عناصر شرطة مرور عراقيين ودبلوماسيين وقضاة عراقيين وساهمت بترميم مخطوطات عراقية تعرضت للضرر فيما قام أطباء تشيك بإجراء عدة عمليات جراحية معقدة لأطفال عراقيين مجانا.

وتعكس زيارة الوفد العراقي الحالي حرص الطرفين على تعزيز العلاقات وتكثيف الحوار السياسي خاصة وان هذه الزيارة تتم بعد أسابيع قليلة من قيام وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بزيارة إلى براغ وقع خلالها على مذكرة تفاهم وتعاون مع نظيره التشيكي.