الطبيب البلغاري الذي سجن في ليبيا يحاول استعادة حياته بهدوء
الياس توما من براغ: اتهم الطبيب الفلسطيني اشرف حجوج الذي اعتقل 8 أعوام في سجون ليبيا مع خمس ممرضات بلغاريات بذريعة نشر الإيدز في احد مشافي بنغازي السلطات الليبية بتعذيبه والإساءة إليه بشكل كبير خلال فترة اعتقاله مؤكدا انه أمضى شهورا وهو جالس على ركبتيه في النهار والليل ويداه مقيدتان إلى جدار .
وأضاف في حديث أدلى به اليوم لصحيفة ملادا فرونتا التشيكية انه كان يتلقى رفسه بمجرد أن ينخفض رأسه وانه جرد من لباسه وجرى تعذيبه عن طريق استخدام الصدمات الكهربائية ولاسيما على أعضائه التناسلية.
وأكد انه جرى أيضا تقييد يديه ورجليه وعلق بقضيب حديدي وكانوا يديرونه كما يدار الفروج على سيخ من النار كما جرى اضطهاده عن طريق حرمانه من الطعام والسماح للكلاب بمهاجمته كي يعترف بالقيام بشيء لم يقدم عليه.
واعتبر أن ما يعيشه الآن من حرية هو معجزة لا يمكن تصديقها لكنه شدد على أن وضعه حتى الآن ليس سهلا لأنه يعيش في حالة من الفراغ وليس لديه أي شيء ويقيم في فندق حيث لا يستطيع فيه إعداد حتى القهوة . وأكد انه يستحق مع الممرضات البلغاريات المساعدة وألا فانه لن يكون بمقدورهم تحمل أوضاعهم الحالية.
ورأى أن ما جرى له في ليبيا كان بسبب وجوده هناك في الزمن الغلط والمكان الغلط معتبرا أن ليبيا احتاجت إلى كبش فداء أو أسرى لمبادلتهم بالصلة مع قضية الطائرة الأمريكية التي أسقطت فوق لوكربي وانه كان مع الممرضات بمتناول الأيدي بالنسبة للنظام الليبي .وعن وضعه الصحي الحالي قال بأنه ينام بشكل سيء وان الفترة المرعبة التي قضاها في السجون الليبية تعود إليه في الأحلام بين فترة وأخرى.
وأكد بان هوليود ستصور فيلما عنه وعن الممرضات البلغاريات الخمس معتبرا هذا التوجه لهوليود بأنه أمر جيد لان العالم كله يجب أن يعرف الحقيقة وبأنه مع الممرضات لم يفعلون شيئا، كما رأى ضرورة عقد مؤتمر دولي كي يقدمون فيه الأدلة على أنهم لم يقوموا بشكل مقصود بنشر عدوى الإيدز وان المرض كان في المشفى قبل وصولهم إليه.
ودعا الأوربيين إلى عدم التفاوض مع النظام الليبي مشددا على أن أوروبا يتوجب عليها قبل أن توقع على أي صفقات وبيع أسلحة لليبيا أن تقوم بما اسماه بالتدخل الجراحي بالنسبة لوضع حقوق الإنسان في ليبيا معتبرا أن الاتحاد الأوربي من واجبه الأخلاقي القيام بذلك.
وعن حياته الخاصة قال انه سيتزوج بعد شهرين من أوليا التي تعرف إليها عن طريق صديق مشترك بعد وقت قصير من إطلاق سراحه مشيرا إلى انه سار معها لساعات في شوارع صوفيا وتحدثا كثيرا كما لو أنهما يعرفان بعضهما من سنوات وانه طلب يدها بعد ذلك فوافقت.
وأشار إلى انه يحاول الآن تعلم البلغارية بشكل جيد كي يتمكن من إيجاد عمل له كما انه يريد إنهاء دراساته الطبية كي يصبح جراحا ويقوم بتأسيس عائلة وإنجاب الأطفال وتامين سكن. وأكد انه فقد ثمانية أعوام من حياته ولذلك فانه لا يريد الآن إضاعة أي دقيقة من حياته .
التعليقات