ولم يعارض المذكرة الا 19 نائبا من quot;حزب من اجل مجتمع ديمقراطيquot; القريب من الاكراد في حين صوت لصالح القرار 507 نواب هم باقي النواب الذين حضروا الجلسة. وشدد نائب رئيس الوزراء التركي جميل جيشيك الذي دافع عن المذكرة على ان اي تدخل سيستهدف فقط حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل منذ 1984 السلطات المركزية في نزاع اوقع حتى الان 37 الف قتيل.
وتوضح المذكرة ان تاريخ ومدى العمليات ستحددها الحكومة وان عمليات التوغل ستستهدف quot;منطقة الشمال والمناطق المحاذيةquot; حيث يوجد نحو ثلاثة آلاف مسلح تابعين لحزب العمال الكردستاني ، بحسب السلطات التركية. وسعيا لتهدئة التوتر بين بغداد وانقرة اجرى المالكي اتصالا هاتفيا الاربعاء بنظيره رجب طيب اردوغان، كما افاد بيان صادر عن رئاسة الوزراء في بغداد، ووكالة انباء الاناضول التركية.
واكد المالكي خلال الاتصال quot;حرص الحكومة العراقية على منع النشاطات الارهابية لهذه المنظمة على الاراضي العراقية، واهمية استمرار الحوار بين الجانبينquot;، وفق البيان العراقي. ونقلت وكالة الاناضول عن مصادر لم تكشفها ان المالكي اعطى quot;تعليمات واضحةquot; بهذا الشأن لقيادة منطقة شمال العراق التي تتمتع بحكم ذاتي.
وفي باريس، دعا الرئيس العراقي جلال طالباني الاربعاء تركيا الى الامتناع عن التدخل عسكريا في العراق. وقال طالباني للصحافيين في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير في قصر الاليزيه quot;نأمل ان تكون حكمة صديقنا رئيس الوزراء اردوغان ستكون قوية بما يكفي وان لا يكون هناك تدخل عسكريquot;.
كما حث الرئيس الاميركي جورج بوش تركيا على عدم التدخل في كردستان العراق. وقال بوش في مؤتمر صحافي في البيت الابيض quot;نقول بكل وضوح لتركيا اننا لا نعتقد انه من مصلحتها ارسال جنود الى العراقquot;. واضاف quot;هناك سبيل افضل للتوصل الى حل من إرسال الاتراك قوات كبيرة الى العراق-- قوات اضافية الى هذا البلدquot;.
وتتهم تركيا الاكراد العراقيين بتوفير اسلحة ومتفجرات لحزب العمال الكردستاني وتأخذ على بغداد وواشنطن عدم قيامهما بما يكفي من جهد في مواجهة هذه المنظمة التي تعتبرها تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية. وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بغداد والفصائل الكردية العراقية في شمال العراق ودعاهما الى التصدي لحزب العمال الكردستاني او تحمل عواقب تدخل عسكري تركي.
ويتسلل المتمردون الاكراد الاتراك من شمال العراق الى تركيا للقيام بهجمات في جنوب شرق تركيا. وتزايدت هذه الهجمات منذ بداية العام ما دفع السلطات التركية الى التفكير في الخيار العسكري. وكان اردوغان قال في بداية الاسبوع ان هذا الخيار لن يستخدم على الفور لمنح فرصة اخيرة للحل الدبلوماسي.
وطالب المالكي ب quot;فرصة جديدةquot; لحل الازمة بالطرق الدبلوماسية واقترح عقد مفاوضات، بحسب وكالة انباء الاناضول التركية. ورد اردوغان على طلب المالكي حل المشكلة عن طريق الحوار، باعلان استعداده للقاء وفد امني سياسي عراقي، لكنه اكد انه لن يسمح quot;بمزيد من اضاعة الوقتquot;، حسب الوكالة التركية.
ومن جانبه اعرب الرئيس السوري بشار الاسد الذي يزور انقرة منذ الثلاثاء، عن تأييده الاربعاء لقيام الجيش التركي بعملية في الاراضي العراقية تستهدف مواقع متمردي حزب العمال الكردستاني. وقال الاسد خلال تصريح صحافي مشترك مع نظيره التركي عبدالله غول quot;نحن نؤيد القرارات المطروحة على جدول اعمال الحكومة التركية في ما يتعلق بمحاربة الارهاب والنشاطات الارهابيةquot;.
التعليقات