مقابلة الملك عبد الله مع BBC تثير زوبعة من ردود الفعل
البريطانيون يجدّدون المطالبةبفتح تحقيق في إخفاق الحكومة الأمني
وكانت الاستخبارات السعودية قد بعثت بمذكرتين الى نظيرتها البريطانية، الاولى في 14 ديسمبر(كانون الأوّل) من العام2004، والثانية في فبراير (شباط) من العام 2005، تحذّر من وجود خلايا إرهابية في بريطانياتتضمنمتطرفين إسلاميينيخططون لهجمات كبيرة ضد أهداف ومرافق عامة. وعندما واجهت quot;إيلافquot; المصادر الأمنية البريطانيّة بمسألة المذكرتين السعوديتين تحديدًا، ردّت المصادر قائلة إن المعلومات التيحصلت عليها أجهزة الأمن في ذلك الحينquot;تختلف عن وقائع ما حدث يوم 7 يوليو(تموز) من العام2005، ومن الواضح عدم مطابقتها لهذه الهجماتquot;.
وكان خادم الحرمين اتهم عددًا من البلدان الغربية خلالالمقابلةquot;بعدم أخذ التهديد الإرهابي مأخذ الجدquot;، خاصة وان البلدان الغربية لاتزال تتباطأ في وضع الاقتراح السعودي بإنشاء لجنة او صندوق معلومات دولي لمكافحة الارهاب، تشرف عليه الامم المتحدة، ويقوم بتنسيق وتجميع المعلومات المخابراتية من البلدان التي تكافح الارهاب، وفي مقدمتها السعودية. وأضاف العاهل السعودي ان الحرب على الارهاب ستكون طويلة وشاقة وقد تستغرق ما بين عشرين الى ثلاثين عاما؛ ونصح بضرورة اليقظة والتعاون.
وكان العاهل السعودي - الذي وصل والوفد المرافق له إلى لندن بعد ظهر اليوم - في زيارة دولة تبدأ رسمياً يوم غد الثلاثاء، وهي الأولى لرأس الدولة السعودية منذ ثلاثين عاماً إلى بريطانيا كشف لـBBC أن بلاده أرسلت معلومات مهمة عن الارهاب الذي يهدّدبريطانيا، ولو أخذت بريطانيا والبلدان الغربيّة الأخرى هذه المعلومات على محمل الجدّ، ربما كان بإمكانها تفادي كارثة 7/7 الإرهابيّة. وعلى ضوء هذه المعلوماتالإضافيّة التي تضمنتها المقابلة،تركّزت أسئلة الصحافيين خلال لقائهم اليومي معمصادر 10 داوننغ ستريت حول ضرورةالاستجابة لمطالب المتضرّرين وأهالي الضحايا وبعض نواب البرلمان وفتحتحقيق مستقل. ورفضت المصادر الخوض في التفاصيل وأحالت المسألة إلى وزارة الداخليّة.
وكانت راتشيل نوريس، التي اصيبت في هجمات 7/7والتي ترأسحملة للمطالبة بإجراء تحقيق في هذه الأحداث، جددت مطالبها في عدة مقابلات صحافية واذاعية. لكن مصادر في وزارة الداخلية أوضحت أن المعلومات التي تلقّتها قبل أحداث السابع من تموز (يوليو) لم تكن محدّدة، ولذلك لم تتحرّك الأجهزة الأمنيّة.
وفي مقابلته مع البي بي سي ظهر اليوم ( الواحدة بتوقيت غرينيتش)، انتقد باتريك ميرسير عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين المعارض لشؤون الامن الداخلي، الحكومة لرفضها إجراء التحقيق المستقل، مضيفا انه لايطالب بمعاقبة احد وانما لتوضيح الموقف، مضيفا ان الزعيم الفرنسي، نيكولا ساركوزي، عندما كان وزيرا في حكومة الرئيس الفرنسي السابق جاكشيراك، التقى وزير الداخلية البريطاني قبل أحداث 7/ 7 ببضعة اشهر، واثار معه مسألة المذكرات السعودية. واضاف ميرسير ان هناك معلومات وصلت من استخبارات اخرى مثل مصر، واسرائيل وفرنسا، مشدّدا على أن إجراء التحقيق سيزيل الغموض خصوصاً وأن الأجهزة الأمنيّة خفّضت درجة التأهبمن quot;حرجquot; إلى quot;محتملquot; في حينها.
وقد تساءلت مجموعة اقارب الضحايا، على لسان المدام نوريس، عما اذا كانت المذكرات التي اشير اليها بعد لقاء الملك عبدالله الاذاعيهي نفسها التي اشار اليها صحافي التحقيقات الاميركي بوب وودورد، مضيفة ان التحقيق العلني والمستقل -وليس التحقيق الإداري -هو الذي سيزيل الغموض.
لحظة وصول الملك عبدالله الى مطار هيثرو |
وقد اثنت مصادر الحكومة البريطانية اليوم على جهود المملكة السعودية في مكافحة الارهاب، وخاصة في تمكن خادم الحرمين من اقناع مفتي المملكة السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشخ باصدار فتوى تحث الشباب السعودي على عدم الانخراط في صفوف الارهابيين بحجة انهم ينخرطون في صفوف المقاومة العراقية ضد المحتل غير المسلم.وبينما اثار البعض مسألة تصريحات زعيم حزب الاحرار الموقت فينس كامبل باعتراضه على زيارة الدولة ورفض حضور حفل العشاء الذي تقيمه المملكة غدا لضيفها السعودي متهما المملكة بانتهاك حقوق الانسان، قالت متحدثة باسم داوننغ ستريت ان رئيس الوزراء يقدر الخطى الحثيثة التي قامت بها المملكة منذ تولي الملك عبدالله القيادة في تطوير مناهج التعليم والتحديث ومنح المرأة السعودية حق التصويت في اول انتخابات ستجرى.
التعليقات