أسامة العيسة من القدس: إلتزمت إسرائيل الرسمية، الصمت، إزاء الأنباء التي تحدثت عن إجراء حزب الله، مناورات عسكرية في جنوب لبنان خلال الأيام الثلاثة الماضية، هي الأضخم في تاريخه، بإشراف شخصي من قبل أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، وبعكس الخطاب الرسمي السابق الذي كان يتحدث عن احتمال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية، فإن مصادر عسكرية إسرائيلية اعتبرت بأن نشوب مثل هذه الحرب هي احتمال بعيد.
وبعكس الموقف الرسمي، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية، اهتمت بما نشر عن المناورة، ونقلت المواقع الإلكترونية لهذه الوسائل، أنباء المناورة، نقلاً عن وسائل الإعلام اللبنانية التي نشرت أخبارًا عنها، مثل صحيفتي السفير والأخبار، اللتين وصفتا من قبل هذه الوسائل بأنهما مواليتين لحزب الله.
وجاء الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي بأخبار المناورة، ضمن الاهتمام العام، بكل ما يجري على الجبهة اللبنانية، وخصوصًا في ما يتعلق بكل ما يصدر عن حزب الله، وامينه العام، حيث تؤخذ أقواله وتصريحاته بجدية كاملة، وتبث وسائل الإعلام الإسرائيلية، معظم خطابات نصر الله، مثل خطابه الأخير عقب صفقة تبادل الجثث، مباشرة، مع ترجمة فورية وتعليق من مراسلي الشؤون العربية في هذه الوسائل.
وأبرزت صحيفة يديعوت احرنوت، ما قيل عن أن هذه المناورة التي شارك فيها الآلاف من عناصر حزب الله، أجريت لردع إسرائيل عن تنفيذ أي هجوم محتمل ضد لبنان، قد يتحول إلى ضربة إسرائيلية شاملة.
ونشرت تفاصيل المناورة، والأسلحة التي استخدمت فيها، والوحدات العسكرية التي شاركت فيها، كوحدة الهندسة، والقذائف المضادة للطائرات.وأشارت إلى أن المناورة، تمت بشكل سري، تحت أعين القوات الإسرائيلية، وقوات اليونفويل، مما شكل مفاجأة للطرفين.
وبعد الأنباء عن المناورة، التي يرجح بان الإعلان عنها كان مقصودًا من قبل حزب الله، لتحقيق هدف أو عدة أهداف، وتوجيه رسائل لأطراف من بينها إسرائيل، عن جهوزية الحزب للتصدي لأي ضربة إسرائيلية جديدة، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي بكثافة فوق جنوب لبنان. وأبرزت صحيفة هارتس، تعقيب قائد كبير في حزب الله، على الأنباء التي نشرت عن المناورة، التي أكدها، وقال بأنها تأتى في سياق الاستعداد لمواجهة أي نشاط إسرائيلي ضد لبنان.
وأوردت ما قاله الشيخ حسن عز الدين، بان المناورة، تأتى ضمن التزام حزب الله، في الدفاع عن لبنان وسيادته وشعبه. ولاحظت صحيفة هارتس، بان الإعلان عن المناورة، يأتي بعد ما نشر عن التدريبات الإسرائيلية الواسعة على الحدود الشمالية، بالقرب من جنوب لبنان، وهو ما فسر من قبل بعض المصادر اللبنانية والعربية، بأنه يأتي ضمن استعداد إسرائيل عن الحرب المحتملة المقبلة التي لطالما تحدثت عنها المصادر الإسرائيلية، خلال الأشهر الماضية.
ولكن الحديث عن الحرب المحتملة، الذي خفت مؤخرًا، اصبح حدوثها، بالنسبة لقائد عسكري إسرائيلي كبير، أمرا بعيد الاحتمال، على الاقل وفقا لتصريحاته العلنية.
وقال الجنرال جابي ايزنكوف، قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، خلال جولة له في مدينة معالوت ترشيحا، على الحدود الشمالية، بان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لا ترى الآن أي احتمال لوقوع حرب.وقال ايزنكوف، الذي ذهب ليطمئن على الاستعدادات في المدينة الواقعة على خط النار، بان كل من سوريا وحزب الله يعلمان، بان الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على ما اسماه أي اعتداء من قبلهما على سكان شمال إسرائيل خاصة، وباقي السكان عامة.
ولكن يبدو أن السكان، لم يقتنعوا كثيرا بما قاله الجنرال ايزنكوف، وطلب رئيس بلدية المدينة، منه التدخل لدى الحكومة، لكي تضع خطة منظمة في حالة نشوب حرب، لاجلاء السكان، وان يتم، في حالة الطوارئ، وضع ضباط كبار في الاحتياط في المدينة، ليكونوا حلقة الوصل بين السكان وقيادة الجيش.
وطمأن ايزنكوف، السكان، بان الجيش مستعدا لحالة الطوارئ التي ستعلن قبل اندلاع الحرب، وبأن الجيش استخلص العبر من حرب تموز (يوليو) 2006
التعليقات