الفلسطينيون والاسرائيليون قد لا يتوصلون لوثيقة مشتركة أول بلد خليجي يعلن مشاركته في اجتماع انابوليس الأمير سلطان من موسكو: نأمل أن يعالج أنابوليس القضايا المحورية
رام الله: يترقب المواطنون الفلسطينيون العاديون النتائج التي سيفضي اليها مؤتمر انابوليس الدولي الاسبوع المقبل وفي وقت تخشى فيه حركة فتح الفشل لهذا المؤتمر، فان حركة حماس تخشى نجاحه، باعتبار انه سيكون من شأن ذلك ان يدفع بالمزيد من الفلسطينيين الى استعادة الامل بنجاح عملية السلام.
ولكن مسؤولين فلسطينيين أعربوا عن خشيتهم من ان ينتهي المؤتمر دون نتائج يلمسها المواطن الفلسطيني، وقال مسؤول كبير فضل عدم الكشف عن اسمه، quot;كنا نعتقد أن المؤتمر سيكون بمثابة هدية للرئيس محمود عباس وحركة فتح، إلا أن الأمور حتى الساعة ليست مشجعةquot;. وأردف quot;نأمل بتدخل أميركي يضغط على اسرائيل ويقلل من الخسائر التي قد تسوقها حركة حماس على أنها دليل على صدق روايتها بأن إسرائيل لا تريد السلامquot;، على حد قوله
وفي هذا الصدد قال سمير نايفة، الناطق باسم حركة فتح، إن quot;مؤتمر أنابوليس هو مصلحة مشتركة أميركية فلسطينية إسرائيلية، وستحرص كل من الأطراف الثلاثة على تحقيق أكبر قدر من النتائجquot; لصالحها
واعتبر نايفة أن quot;حضور الجانب الفلسطيني لمؤتمر أنابوليس، رغم نتائجه الضبابية حتى الآن، هو مصلحة فلسطينية وهو تأكيد دولي على أن القضية الفلسطينية ستبقى محور الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وأن موازين القوى في المنطقة وفي العالم لن تستطيع تغيير هذه المعادلةquot;. وتابع quot;الحضور الفلسطيني في المؤتمر كطرف رئيسي، سيعزز من جديد مكانة منظمة التحرير الفلسطينية إقليميا ودوليا ومن تمثيلها الشرعي للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهquot;، على حد تعبيره
ولكن وزير بارز في الحكومة الفلسطينية قال لوكالة (آكي) الإيطالية إنه في نهاية الامر فإن quot;الولايات المتحدة لن تسمح بفشل المؤتمر ولذلك فانها ستسعى خلال الايام القليلة المقبلة لمحاولة الدفع باتجاه التوصل الى بيان فلسطيني ndash;اسرائيلي مشترك يعلن خلال المؤتمر ويظهر على الاقل تصميم بالتوصل الى اتفاق نهائي في غضون فترة زمنيةquot; واقعية. وأضاف quot;نحن واعين بأن حماس تترقب الفشل وتستعد للاحتفال بهذا الفشل ولكن اجزم لك بأن النتائج لن تكون سيئة الى الحد الذي تعتقدهquot; حركة حماس.
وطبقا للوزير، فإن ما سيساعد على نجاح المؤتمر هو تحديد جدول زمني واضح لانهاء المفاوضات واتخاذ اسرائيل خطوات عملية ملموسة مثل الوقف الكامل للاستيطان واخلاء البؤر الاستيطانية والانسحاب من المدن ورفع الحواجز واعادة فتح المؤسسات الفلسطينية في القدس. ولكن إسرائيل لم توافق على اي من هذه المطالب خلال المفاوضات المكثفة التي جرت على مدى الاسابيع الماضية وهو ما قاد بدوره الى خفض سقف التوقعات من المؤتمر وهو ما عكس نفسه في استطلاعات الرأي العم الفلسطيني التي اظهرت ميلا كبيرا نحو السلام ولكن تشاؤوم واضح تجاه فرص المؤتمر بالنجاح.
فقد اظهر استطلاع حديث للرأي العام الفلسطيني اجراه مركز القدس للاعلام والاتصال ان 68% من الفلسطينيين يدعمون بشكل عام التفاوض ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين ومع ذلك فان 62% توقعوا الفشل لمؤتمر انابوليس مقابل 35% فقط توقعوا نجاح المؤتمر. وتستعد حركة حماس ومعها حركة الجهاد الاسلامي لتسويق نتائج المؤتمر على انها فشل للنهج الذي يتبناه الرئيس عباس وحركة فتح ومن خلفهما رئيس الوزراء سلام فياض والحكومة الفلسطينية.
فقد توقعت حركة حماس الفشل لمؤتمر انابوليس وقال الناطق باسمها، اسماعيل رضوان، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يهدف للتناول عن الثوابت الفلسطينية، وقال quot;الرئيس محمود عباس ليس مفوضاً بالتنازل عن الثوابتquot;. وأضاف quot;نشدد على تمسك الشعب الفلسطيني وحركة حماس بحق عودة اللاجئين لديار الآباء والأجداد وعلى خيار المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين وإطلاق سراح كافة الأسرى وتحرير فلسطين التاريخية كاملةquot;.
وبدوره قال الشيخ نافذ عزام، القيادي في حركة الجهاد الاسلامي،quot; لا مصلحة للفلسطينيين في عقد مؤتمر انابوليس على الإطلاق كونه يتم في ظرف داخلي صعب ووضع إقليمي دولي غير مستقر تتحكم فيه أميركا بدرجة كبيرة إضافة لذلك فإن المواقف الإسرائيلية والأميركية المعلنة لا تشير إلى إمكانية خروج المؤتمر بنتائج تعطى الفلسطينيين جزءً من حقوقهم وليس حقوقهم كاملةquot;واضافquot;نتصور أن أميركا تسعى لأهداف أخرى من هذا المؤتمر من ضمنها تعويض فشلها في العراق وأفغانستان وتحاول جر مزيد من الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع إسرائيلquot;.
اما أبو مجاهد، الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية، فقد حذر quot;المؤتمرين في آنابوليس أنه في حال تقديم أي تنازلات سيكون هناك هبة جماهيرية وانتفاضة أكثر شراسة من سابقتها لأن الشعب الفلسطيني سئم التنازلات والمؤامرات التي لم تجلب للقضية سوى مزيد من التراجع ومزيد من الترهلquot;. وأضاف quot;أهم ما في مؤتمر أنابوليس هو إسقاط الحق الشرعي والثابت للفلسطينيين حق العودة و أيضاً القضاء على المقاومةquot; الفلسطينية.
التعليقات