انابوليس: افتتح الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم مؤتمر السلام في انابوليس الذي يجمع لاول مرة 16 دولة عربية الى جوار اسرائيل من اجل اطلاق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية حول الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية المجمدة منذ سبع سنوات. واكد الرئيس الاميركي في خطابه في الجلسة الافتتاحية ان quot;الوقت مناسب تماماquot; لعقد السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ولكنه اعترف بان المهمة صعبة وبان مؤتمر انابوليس ليس سوى بداية. وقال الرئيس الاميركي، حسب مقتطفات من كلمته وزعها البيت الابيض quot;في ضوء التطورات الاخيرة، اعتبر البعض ان الوقت ليس مناسبا لعقد السلام وانا لا اوافق. اعتقد
واضاف بوش في الخطاب ان quot;المهمة التي سنبدأها هنا في انابوليس ستكون صعبة، انها ليست سوى بداية عملية وليست نهايتها ومازال هناك الكثير من العمل الذي يتعين انجازهquot;.
واكد بوش ان الاسرائيليين والفلسطينيين اتفقا على بدء مفاوضات فورية لحل النزاع وبذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى تسوية سلمية قبل نهاية 2008. وتلا الرئيس الاميركي في افتتاح مؤتمر السلام في الشرق الاوسط برعاية الولايات المتحدة، بيانا اسرائيليا فلسطينيا مشتركا نص على الاتفاق على بدء المحادثات بشأن quot;كل القضايا الجوهريةquot; دون استثناء في مسعى لاقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وجاء في البيان الذي تلاه بوش ان الهدف هو quot;حقن الدماءquot; بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتوصل الى حل يقوم quot;على دولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب بامان وسلامquot;. واضاف ان لجنة سيقودها الاسرائيليون والفلسطينيون بالاشتراك ستكلف وضع خطة عمل والاشراف على المفاوضات. وستجتمع اللجنة للمرة الاولى في 12 ايلول/سبتمبر.
بدوره اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان اجتماع انابوليس quot;فرصة لن تتكرر مرة اخرىquot; للسلام في الشرق الاوسط.واوضح في كلمة القاها quot;ان مثل هذه الفرصة لن تتكرر مرة اخرى ولن يتوفر لها لو تكررت الاجماع ذاته و الزخم نفسهquot;. ورأى ان quot;السلام ممكن لكنه يحتاج الى جهدنا المشتركquot; مضيفا quot;نحن في هذا اليوم نمد ايدينا لكم كأنداد متساوين والعالم شاهد عليناquot;. وقال quot;دعونا نصنع سلام الشجعان ونحميهquot;.
وتوجه الى الاسرائيليين قائلا quot;ايها الجيران على هذه الارض الصغيرة، لا نحن ولا انتم نستجدي السلام من بعضنا البعض، انه مصلحة مشتركة لنا ولكم، ان السلام والحرية حق لنا مثلما السلام والامن حق لنا ولكمquot;. واكد quot;آن الاوان لدائرة العنف والاحتلال ان تنتهيquot; مضيفا quot;ليس السلام مستحيلا اذا نال كل ذي حق حقهquot;. كما اكد عباس ان مصير القدس عنصر اساسي في اي اتفاق للسلام، مؤكدا ان الفلسطينيين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقال ان quot;مصير القدس عنصر اساسي في اي اتفاق. نريد القدس الشرقية ان تكون عاصمتنا وان نقيم علاقات مع القدس الغربيةquot;.
ثم القى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت كلمة قال ان اسرائيل مستعدة لquot;تسوية مؤلمةquot; من اجل التوصل الى سلام مع الفلسطينيين.وقال اولمرتquot;نحن مستعدون لتسوية مؤلمة مليئة بالمخاطر من اجل تحقيق تطلعات السلام هذهquot;. كما دعا اولمرت الدول العربية الى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل التي قال انها مستعدة للتوصل الى quot;تسوية مؤلمةquot; مع الفلسطينيين. وقال اولمرت في افتتاح المؤتمر quot;يسرني ان ارى في هذه القاعة ممثلين عن دول عربية. غالبيتها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيلquot; واضاف متوجها اليهم quot;لقد حان الوقت لتفعلوا ذلك ايضاquot;. واكد اولمرت ان اسرائيل مستعدة لquot;تسوية مؤلمةquot; من اجل التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. وقال quot;نحن مستعدون لتسوية مؤلمة مليئة بالمخاطر من اجل تحقيق تطلعات السلام هذهquot;.
وكان التوصل الى اتفاق مشترك بين الطرفين الاسرائيلي و الفلسطيني قد تعثر قبيل اطلاق مؤتمر السلام في انابوليس. ويأتي المؤتمر الذي تستضيفه مدينة أنابوليس بعد تحضيرات واسعة وحركة مكوكيًّة شاقّة قامت بها وزيرة الخارجيًّة الأميركيًّة كوندوليزا رايس قبل بضعة أشهر إلى المنطقة، ويعتبره البعض quot;الفرصة الأخيرة لإحياء عمليًّة السلام المتعثّرة في منطقة باتت شبه منكوبةquot; قبل انتهاء ولاية بوش العام المقبل وبدء عهد جديد قد يستلزم وقتاً ليتمركز قبل أن يبدأ البحث عن أمل ضائع للفلسطينيين وديمقراطيًّة للإسرائيليين.
التعليقات