أسماء الأماكن العامة تعكس تمييزا ضد المرأةالإسرائيلية
قائد الجناح الراديكالي في الحركة الصهيونية الأكثر شعبية في إسرائيل
أسامة العيسة من القدس: يتضح من بيانات جمعتها جمعية جغرافية إسرائيلية، أن زئيف جابتونسكي، الزعيم الصهيوني المتطرف، هو الأكثر شعبية بين الإسرائيليين، وليس دافيد بين غوريون مؤسس إسرائيل، أو ثيودر هيرتزل الصحافي النمساوي مؤسس الحركة الصهيونية، كما كان الانطباع سائدا. وجاء ذلك من خلال نشر قائمة أعدتها الجمعية لاسماء الشخصيات العامة التي تم إطلاقها على الأماكن العامة في اسرائيل مثل الشوارع والميادين، وحملت القائمة بعض المعطيات المفاجئة، ومن بينها ما اعتبر أنها تدل على تدني مكانة المرأة في إسرائيل، والتمييز ضدها حسب ملاحظات على القائمة. وجابتونسكي، الذي تصدر القائمة هو زعيم ما اصطلح عليه التيار الإصلاحي في الحركة الصهيونية، الذي كان منافسا للتيار العمالي في هذه الحركة بزعامة بن غوريون.
واسس جابتونسكي، عصابة ارغون الصهيونية، وهو الأب الروحي لعدد من قادة العصابات الصهيونية ومن ثم إسرائيل مثل مناحيم بيغن، واسحق شامير، وكلاهما توليا رئاسة الوزراء في إسرائيل. ومارست هذه العصابة عمليات اغتيال سياسي طالت ليس فقط فلسطينيين، ولكن أيضا جنودا وضباطا بريطانيين، ووزيرا بريطانيا اغتالته في القاهرة، والمبعوث الاممي الكونت برنادوت.
واعتبر التيار الذي مثله جابتونسكي، الأكثر تطرفا في الحركة الصهيونية، ولكنه لم يتمكن من الانتصار على التيار الأخر بزعامة بن غوريون.
ويعتبر حزب الليكود اليميني، جابتونسكي، الشخصية الصهيونية المرجعية في ادبياته، والشخصية التي يرفع الحزب صوره في اجتماعاته ومؤتمراته.
ووفقا لجمعية الخرائط الإسرائيلية، فانه يوجد نحو 57 موقعا في إسرائيل، بما فيها الشوارع والمتنزهات تحمل اسم جابتونسكي، ويأتي بعده ثيودر هيرتزل الذي أطلق اسمه على 52 موقعا. وفي المرتبة الثالثة حل دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، وحاييم وايزمن، الرئيس الإسرائيلي الأول، حيث أطلق اسميهما على 48 موقعا.
ويحمل 43 موقعا في إسرائيل، اسم بيغن، الذي شن الحرب الأولى على لبنان عام 1982، وتمكن جيشه من محاصرة العاصمة اللبنانية، وطرد قوات منظمة التحرير الفلسطينية، وارتكاب مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا.
وفي المجتمع الإسرائيلي، ترسم صورة لبيغن، تشير إلى تواضعه، ولطلبه قبل وفاته، بان لا يتم الاحتفال به أو بذكراه.
والمدهش في الإحصائية التي نشرتها الجمعية الجغرافية، انه من بين الأسماء العشرين الأولى في قائمة الأسماء أصحاب المواقع، لا توجد سوى امرأة واحدة، وعلى عكس المتوقع ليست هي غولدا مائير أول رئيسة وزراء لإسرائيل، والأخيرة حتى الان، ولكن امرأة أخرى مجهولة إلى حد كبير خارج إسرائيل، وهي المظلية في الجيش الإسرائيلي هانا زينس التي أطلق اسمها على 38 موقعا.
أما مائير التي اضطرت للاستقالة بعد حرب أكتوبر 1973، فيوجد 12 شارعا في إسرائيل تحمل اسمها فقط.
واعتبر ذلك تمييزا ضد المرأة، وانعكاسا لتدني وضعها في المجتمع الإسرائيلي، مما استتبع ردود فعل مختلفة من بينها ما قالته الوزيرة اليسارية السابقة شولميت الوني التي علقت على ذلك بالقول quot;هذا أمر مخجل ومشينquot;. وأشارت الوني، التي اعتزلت العمل السياسي منذ سنوات، إلى راحيل كاهان، أول امرأة إسرائيلية تدخل الكنيست، وإحدى موقعي إعلان الاستقلال، قائلة quot;الكل يتغنى بهذه المرأة، وتكتب القصائد بها، ولكن أين هي الان، لقد اختفت عن الخريطةquot;.
التعليقات