إدارة بوش ومساعي اللحظة الأخيرة
اهتم برنامج American Morning الذى بث على شبكة CNN الثلاثاء الماضي بمؤتمر السلام في الشرق الأوسط ، واعد زاين فيرجى Zain Verjee مراسل الشبكة فى وزارة الخارجية الأميركية، تقريرا اهتم فيه بطموحات وأهداف الإدارة الأميركية من عقد هذا المؤتمر فى هذا التوقيت، حيث أشار فيرجى Verjee إلى أن الإدارة الأميركية تأمل فى إطلاق عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط ، خصوصا بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى.
وتناول التقرير التصريحات التى أدلت بها وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس Condoleezza Rice ، والتى أكدت فيه أن الإدارة الأميركية تهدف من هذا المؤتمر إلى الوصول إلى اتفاق نهائى بشان إقامة الدولة الفلسطينية مع انتهاء فترة حكم الرئيس الأميركى جورج بوش فى العام القادم.
وأشار فيرجى Verjee إلى أن المؤتمر قد ركز على ثلاث موضوعات أسياسية ، أولها المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى ، وثانيهما التركيز على إعادة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية ، أما ثالثهما فهو محاولة الوصول إلى صيغة شاملة للسلام بين العرب والإسرائيليين فى المستقبل.
أما عن ضمانات نجاح المؤتمر فقد أكد التقرير أن الولايات المتحدة قد مارست الكثير من الضغوط من أجل ضمان مشاركة الدول العربية الرئيسية ، للاستفادة من نفوذ هذه الدول فى التوصل إلى صيغة تساعد على نجاح المؤتمر ، فضلا عن محاولة تكوين تكتل من الدول المعتدلة لاحتواء النفوذ الإيرانى وجعله فى حده الأدنى ، فضلا عن وقف مد الحركات الراديكالية فى المنطقة مثل حركة حماس وحزب الله ، بالنسبة لقضايا المنطقة. على الجانب الآخر أكد التقرير أن الدول العربية هى الأخرى فى حاجة إلى الولايات المتحدة من اجل ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
وهم أنابوليس لن يتحقق
أعد مايك توبن Mike Tobin تقريرا لشبكة فوكس نيوز Fox News اهتم فيه بالقرار السورى بإيفاد مبعوث لها إلى مؤتمر السلام ، حيث اعتبر الكاتب أن القرار السورى هو احد أهم التطورات التى شهدها المؤتمر قبل بدايته. واعتبر توبن Tobin أن حضور سوريا سوف يعطى مصداقية كبيرة للمؤتمر الذى عقد فى أنابوليس ، حيث سوف تنقل هذه المشاركة سوريا إلى مصاف الدول المعتدلة ، وتبعدها عن جانب التشدد تاركة إيران وحزب الله وحماس - والذين رفضوا تماما المؤتمر - بمفردهم.
وأكد توبن Tobin أن النتيجة النهائية لن تكون درامية فكل المطلوب الآن هو مجرد الوصول إلى إعلان مشترك وليس سلام ، وأشار انه بالرغم من أن الجميع يتحدث عن حل الدولتين ، إلا أن الواقع يؤكد ndash; على حد قول الكاتب ndash; أن هذا هدف غير قابل للتحقيق ، وذلك لان الأراضى الفلسطينية مقسمة بين قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس ، والجزء الآخر ndash; الضفة الغربية - تحت سيطرة ضعيفة لحركة فتح تحت قيادة الرئيس محمود عباس. بالإضافة إلى أن هذه الأخيرة متداخلة بصورة كبيرة مع الأراضى الإسرائيلية ، كما أن رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود أولمرت Ehud Olmert ليس من القوة السياسية التى تمكنه من اتخاذ قرار الانسحاب من الضفة الغربية ، ويترك قطاع غزة تحت سيطرة حماس التى مازالت تحتجز الجندى الاسرائيلى ، وتتخذ من القطاع قاعدة لإطلاق صواريخ القسام على الأراضى الإسرائيلية.
ويصل الكاتب إلى نتيجة مفادها أن السياسيين من الممكن أن يستهلكوا كل فترة المؤتمر فى الحديث عن الدولة الفلسطينية ، ولكن أحدا منهم لن يستطيع ndash; ولو نظريا ndash; رسم حدود الدولة الفلسطينية على الخريطة.
ويشير الكاتب إلى أن فشل المؤتمر سوف يكون ذات نتائج وخيمة على إسرائيل ، فمن ناحية أولى إذا لم يستطع أولمرت Olmert أن يعطى أبو مازن ما يمكنه من تحسين الحياة اليومية للشعب الفلسطينى ، فان هذا سوف يعطى الفرصة لحركة حماس لكسب مزيدا من الدعم الشعبى لموقفها ، وان ما يسميه الفلسطينيين تيارا معتدلا هو لا شئ. أما داخليا فان تقديم تنازلات ndash; من وجهة نظرهم - كثيرة للشعب الفلسطينى سوف يهدد مستقبل الائتلاف الحكومى فى إسرائيل ، فأحزاب اليمن ndash; خصوصا حزب شاس الدينى المتشدد وحزب إسرائيل بيتنا ndash; هددت بالانسحاب من الائتلاف ، وبالتالى فان أولمرت Olmert سوف يخسر الأغلبية فى الكنيست الاسرائيلى ، كما أن بنيامين نيتانياهو Benjamin Netanyahu ينتظر هذه السقطة لأولمرت حتى يستعيد منصب رئيس الوزراء لنفسه مرة أخرى. ويؤكد توبن Tobin أن أحزاب اليمين قد حددت موقفها ، وأكدت على عدم مناقشة القضايا الأساسية مثل تقسيم القدس وحدود الدولة الفلسطينية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
أما مراسل شبكة ABC سيمون ماك جورج Simon McGregor-Wood تقريرا حاول فيه رصد احتمالات نجاح المؤتمر فى تحقيق نتائج ملموسة على ارض الواقع بالنسبة لعملية السلام ، فالجانبين ndash; الاسرائيلى والفلسطينى ndash; لديهم شكوك كبيرة بالنسبة لاحتمالات نجاح المؤتمر ، أو حتى الوصول إلى اتفاق للسلام بين الجانبين.
وانتقل ماك جورج McGregor إلى تناول الوضع الداخلى لرئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود أولمرتEhud Olmert ، هذا الوضع الذى يلقى بظلاله على نجاح المؤتمر ، فأولمرت مازال يعانى من الإخفاق الذى منى به الجيش الاسرائيلى فى الحرب مع حزب الله اللبنانى فى صيف 2006 ، فضلا عن التحقيقات القضائية التى تلاحقه بتهم فساد ، وموقف أحزاب اليمن فى الائتلاف الحكومى.
أما الرئيس الفلسطينى أبو مازن فهو الآخر يعنى من الفساد والفشل وعدم وجود دعم شعبى له ، كما أن المتشددين ndash; على حد وصف الكاتب ndash; يتهمونه بأنه متعاون مع إسرائيل. وعلى هذا الأساس فانه فى حاجة إلى تنازل إسرائيلى كبير يمكنه من إقناع الفلسطينيين من أن الطريق الذى يسلكه هو الأفضل لحل القضية الفلسطينية.
ولفت ماك جورج McGregor الانتباه إلى أن احد أهم الانجازات التى آتى مؤتمر أنابوليس هو إقناع عدد كبير من الدول العربية بحضور المؤتمر ، هذه الدول العربية ndash; مثلها مثل الولايات المتحدة - مهتمة إلى حد كبير بالحد من النفوذ الإيرانى فى المنطقة ، بالإضافة إلى إخراج سوريا من العباءة الإيرانية ، الأمر الذى يمكن الوصول إليه من خلال تهدئة التوتر بين سوريا وإسرائيل ، مما يؤدى فى نهاية المطاف إلى تحجيم النفوذ الإيرانى فى فلسطين ولبنان.
أنابوليس وضرورات نجاح السلام
أما برنامج واجه الأمة Face the Nation الذى يقدمه Bob Schieffer على شبكة CBS ، واستضاف البرنامج هذا الأسبوع عدد من المحللين المهتمين بشئون الشرق الأوسط مثل روين رايت Robin Wright مراسلة صحيفة الواشنطن بوست The Washington Post ، والجنرال أنتونى زينى Anthony Zinni ، ولورانس رايت Lawrence Wrightصاحب كتاب ldquo;The Looming Towerrdquo;.
فمن جانبه أكد أنتونى زينى Anthony Zinni أن الأطراف التى جاءت إلى المؤتمر تأمل فى أن تصل إلى اتفاق يذيب الجليد بين أطراف الصراع ، ولذلك فان الفشل فى تحقيق هذا الهدف سوف يحمل العديد من النتائج السلبية على منطقة الشرق الأوسط ، المشتعلة أصلا بحروب فى أفغانستان والعراق والحرب على الإرهاب.
وأشار زينى Zinniإلى أن نجاح الإدارة الأميركية فى تحقيق أهداف هذا المؤتمر لن يتم إلا ببدء عملية سلام حقيقية يمكن أن تستمر وتحقق تقدم ملموس مع قدوم الإدارة الأميركية الجديد.
أما لاورينس رايت Lawrence Wright فقد أكد على أن تنظيم القاعدة لا يهتم بإسرائيل نفسها ، ولكن الصراع العربى الاسرائيلى يزيد من حدة الغضب الاسلامى حول العالم ، مما قد يؤدى إلى تجنيد المزيد المسلمين فى شبكات الإرهاب ، فالفشل فى إيجاد حل مثل هذا الصراع فانه سوف يكون أداة لزيادة رصيد الجماعات الإسلامية الراديكالية فى العالم الاسلامى ، هذا الأمر ndash; كما يؤكد لورانس Lawrence ndash; مطروح بقوة على مائدة مؤتمر أنابوليس.
على صعيد آخر اهتمت شبكة CNN بأهم ما تمخض عنه المؤتمر ، حيث أشارت إلى أن الوثيقة المشتركة التى صدرت عن الاجتماع أكدت على ضرورة البدء الفورى فى مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق سلام نهائى بنهاية عام 2008.
ولفتت الشبكة إلى أن الوثيقة قد احتوت على عدد من الإجراءات لبدء المفاوضات بين الجانبين ، ومحاولة ضمان نجاحها ، منها على سبيل المثال إنشاء لجنة لمتابعة سير المفاوضات ، والتأكد من أنها تسير بشكل جيد ، على أن تبدأ عملها فى ديسمبر. فضلا عن تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلى Ehud Olmert والرئيس الفلسطينى على عقد لقاء نصف شهرى بينهم لمتابعة المفاوضات وإيجاد حلول للمشكلات التى قد تعترض سيرها.
ولكن فى نفس الوقت نبهت الشبكة إلى أن الوثيقة لم تتضمن شئ محدد بالنسبة للقضايا الخلافية بين الطرفين مثل القدس واللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية.
التعليقات