بيروت: استبعد العماد ميشال عون زعيم تكتل التغيير والإصلاح في لبنان، إمكانية اختيار رئيس جديد للبلاد بحلول غدا الثلاثاء وهو الموعد المقرر لعقد جلسة التصويت في مجلس النواب. وقال عون في مؤتمر صحافي إن المعارضة لا تعرقل انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وإنما تسعى إلى ترسيخ القانون، وتعزيز صلاحيات الرئيس وممارسته للحكم. وأضاف عون حول التطورات الاخيرة الخاصة باختيار رئيس جديد للبلاد إنه لا يوجد مستحيل بالنسبة له، وإنه سيرفض غير المقبول. وأضاف عون إنه يؤيد وحدة الحكم ووحدة الحكومة، وقال إنه يعتقد أن البعض quot;رشح العماد ميشال سليمان (قائد الجيش) على سبيل المناورة وإنهم يحاولون حاليا عرقلة انتخابهquot;.

استمرار الخلافات
كما أفادت أنباء واردة من بيروت باستمرار الخلافات بين السياسيين اللبنانيين واحتمال تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية للمرة الثامنة.

وقال مسؤولون إن الجلسة البرلمانية قد ترجأ لعدة أيام وربما لبداية العام المقبل. وقال النائب إبراهيم كنعان لوكالة الأنباء الفرنسية quot;إننا ما زلنا ننتظر، ولكنني لا أعتقد أنه سيكون هناك تصويت غداquot;.

ورجحت صحيفة السفير، القريبة من المعارضة، ان يكون الإرجاء حتى يوم الجمعة. في حين توقعت صحيفة النهار ان يستمر التأجيل إلى أوائل العام المقبل.

وقال النائب المستقل روبير غانم quot;إنني أعتقد أنه سيتم إرجاء جلسة البرلمان لأنه لا يبدو أن هناك اتفاقا بين الحكومة والمعارضة، وخاصة حول تعديل الدستورquot;.

تعديل الدستور
وكان غانم، وهو رئيس اللجنة القانونية في البرلمان اللبناني، قد أرسل عريضة لتعديل الدستور اللبناني الى رئيس مجلس النواب نبيه بري لتمهيد الطريق امام انتخاب قائد الجيش رئيسا للبنان. وتنص المادة 49 من الدستور اللبناني على انه لا يجوز لموظفي الدولة من المرتبة الاولى تولي رئاسة الجمهورية الا بعد تقديم عشرة نواب من البرلمان عريضة تطلب تعديل الدستور وموافقة ثلثي النواب على التعديل ومصادقة الحكومة عليه.

ووافق بري على العريضة التي اعدها غانم بالاشتراك مع عضو مجلس النواب ووزير العدل السابق بهيج طبارة .

وكانت صحيفة الاخبار قد نقلت عن عون قوله quot;لن نقبل باي صيغة لتعديل الدستور ما لم يتم التوصل الى تسوية، وهذه التسوية تكون منصفة من خلال إقرار واضح بعدم تولي زعيم الاكثرية رئاسة الحكومة المقبلةraquo;.

كما يطالب عون بمناصب وزارية في الحكومة المقبلة تناسب حجم كتلته في مجلس النواب والتي تعتبر أكبر كتلة مسيحية حيث لها 23 مقعدا لكنها غير ممثلة في حكومة السنيورة.

اجتماع في بكركي
وكان من المفترض ان تعقد الجمعة جلسة رسمية لتعديل الدستور اللبناني تمهيدا لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان خلفا للرئيس اميل لحود التي انتهت ولايته في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان العماد ميشال سليمان قد اجتمع مع البطريرك الماروني نصر الله صفير فيما تتواصل الجهود لتسوية الأزمة السياسية في لبنان.

وبعد انتهاء الاجتماع غادر العماد سليمان دون الادلاء بأي تصريحات.

وقد وافقت الحكومة والمعارضة من حيث المبدأ على أن يشغل العماد سليمان المنصب لكنهما لم يتفقا على التعديل الدستوري المطلوب لذلك.