دلالات الرقم 11... بمنظار سميولوجي
القاعدة تتكئ على خلفية دينية سياسية لتفجّر الجزائر
أربعة أسباب أيقظت سرطان العنف في الجزائر الجزائريون قلقون لاحتمال عودة كابوس التسعينات 62 قتيلاً وإصابة العديد من الأجانب بإعتداءين في الجزائر روسيا تدين اعتداءي الجزائر وتعرض تعاونها
كامل الشيرازي من الجزائر: أثارquot;اختيارquot; ما يسمى بتنظيم quot;قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلاميquot;، للرقم 11 كتاريخ لمختلف اعتداءاته المنفذة في الجزائر منذ الربيع الماضي، تساؤلات عن مغزى هذا الإقتران المخيف في جزائر 2007. quot;إيلاف اقتربت من quot;مصطفى فتحيquot; وquot;سعيد بوطاجينquot; وهما باحثان جزائريان بارزان في علم الرموز والعلامات، أو ما يعرف بـquot;السيميولوجياquot; وquot;السيميوطيقاquot;، لتفكيك رمزيات 11 نيسان/أبريل... 11 تموز/يوليو.. 11 كانون الاول/ديسمبر، فماذا تعني هذه المتتاليات يا ترى؟ يقرأ سعيد بوطاجين ومصطفى فتحي، تأويل الرقم 11، إلى ما يشكلع اعتباريًا في ترتيب المصحف وما جاءت به سورة هود، من حيث حثها على وحدانية الله وحده دون غيره، ويجمع الخبيران على تقاطع تصور متشددي القاعدة الأم كما قاعدة المغرب، في كون مؤدى السورة يعني جبروت أميركا وسيطرتها على العالم بعد انهيار الثنائية القطبية وزوال المعسكر الاشتراكي وارتباط واشنطن بسياقات ومآلات العولمة. كما يدرج بوطاجين وفتحي، عامل التعاطي مع الخرافة والأسطورة، من حيث أنّ 11 جرى الاتكاء عليه قبلاً، في تسويغ أحداث أيلول/سبتمبر، وتذكير تنظيم quot;أسامة بن لادنquot; إنّ ترسيم التأريخ المذكور له صلة بعدد العمليات التي حدثت على مدار التاريخ.
ويرى بوطاجين إنّ إمعان القاعدة في التوظيف الآلي للرقم quot;11quot;، بكونه نابع من الخلفية الدينية والسياسية للجماعة المذكورة، ومحاولة قيادتها ومقاتليها تمرير خطاب مفاده إنّ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 الشهيرة بالولايات المتحدة، هي مرجعيتها وقاعدتها الاستراتيجية، ويتفق مصطفى فتحي مع هذا التحليل مشيرًا إلى توكيد القاعدة في كل بياناتها على أنّها تستهدف من تسميهم quot;الأميركيين الصليبيينquot;، لذا فهي تحرص على الاتكاء على الرقم 11 كإحالة على أكبر ضربة تلقتها المصالح الأميركية في عقر دارها قبل ست سنوات.
ويحلّل بوطاجين في مقام ثان، خطية الرقم 11 بمفاهيميته لدى القاعدة، بكون الجماعة تريد القول أيضًا إنّ هناك quot;تماثلاً إيديولوجيًاquot; بين القوى التي تصفها بـالكافرة لذا فهي تمارس مع أميركا كما العرب، المنطلق الرقمي ذاته، وتبتغي إحياء حادث ضربها برجي التجارة العالمية بأشكال سياسية إعلامية متجددة الأساليب متوحدة الدلالة.
ويلاحظ الباحثان، إنّ الرقم 11 حديث وظهر منذ سنوات فقط، بعد أن كان الرقم 7 هو الأكثر من غيره quot;سحرية ومدلولاquot;، إضافة إلى رقم 13 المعروف بما يمثله من quot;شؤم وابتئاسquot; في الثقافة الغربية، ويرشح بوطاجين وفتحي الرقم 11 نظيره 13 إذا زادت أعداد التفجيرات الانتحارية المنفذة ارتباطيًا وفق هذا الرقم، بيد أنّ شحنات هذا الرقم الكارثي في المخيال والذاكرة الجزائرية الجمعية قد تختفي، إذا ما خابت استيراتجية القاعدة.
التعليقات