مهند سليمان من المنامة: علمت إيلاف من مصادر بحرينية رفيعة ان متظاهرين قاموا بإحراق سيارة للشرطة مساء اليوم واستولوا على اسلحة رشاشة (أم بي 5) مستخدمة في الحراسة تخص رجال الدورية في حادثة تعد الاولى من نوعها والتي سطا خلالها المتظاهرون على اسلحة، فيما بدأت قوات مكافحة الشغب تطويق عدد من المناطق واستنفار قواتها الامنية لمحاولة القبض على المتظاهرين وإستعادة الاسلحة المسروقة من الشرطة. وذكرت المصادر ان المتظاهرين قاموا بإحراق سيارة للشرطة مجددا باستخدام العبوات الحارقة (المولوتوف) معرضين حياة رجال الشرطة للخطر، ومن المقرر ان تصدر الداخلية البحرينية بيانا في وقت لاحق. وكانت البحرين قد شهدت على مدى الايام الثلاثة الماضية احداث شغب عنيفة وتحديدا بعد وفاة شاب بحريني بعد مشاركته في مسيرة مخالفة للقانون لذكرى شهداء أحداث التسعينات وتفريق رجال الامن لها بمسيلات الدموع.
واعلنت الداخلية البحرينية ان الشاب الذي يبلغ من العمر 32 عاما كان يشارك في تظاهرة دعت إليها لجنة الشهداء وضحايا التعذيب عصر الاثنين في قرية quot;جدحفصquot; غرب المنامة توفي وفاة طبيعية، وذكرت المصادر الامنية قولها ان quot;شقيق المتوفى كان قد طلب الاسعاف لشقيقه وعلى اثر ذلك تم نقله الى المستشفى الدولي وتبين بعد الفحص الطبي بان وفاته طبيعيةquot; مضيفة quot;ان النيابة العامة تباشر اجراءاتها القانونية المعتادةquot;.
واعلن مسؤول في النيابة العامة البحرينية ان الشاب توفي بسبب هبوط في الدورة الدموية وفق ما خلصت اليه لجنة طبية شكلتها النيابة، ونقلت وكالة انباء البحرين عن رئيس النيابة العامة اسامة العوفي قوله ان quot;النائب العام امر بتشكيل لجنة ثلاثية برئاسة طبيب شرعي من النيابة وطبيبين في مستشفى السلمانية (حكومي)quot;.
واضاف ان اللجنة quot;خلصت الى خلو الجثة من اصابات خارجية او داخلية وان سبب الوفاة يعزى لهبوط حاد في الدورة الدمويةquot;.
بيان الداخلية والنيابة العامة قوبل برفض كبير من قوى المعارضة التي فضلت التصعيد، الامر الذي تسبب بدوره في تعكير صفو اجواء الاعياد في البحرين وهروب الكثير من المواطنين في القرى تشهد اعمالا للشغب (المالكية (غرب البلاد) والدراز وبني جمرة والسنابس والديه والنعيم (شمال البلاد) وسترة (شرق) وأحياء من وسط العاصمة المنامة إلى مناطق اخرى تخلو من الشغب خوفا على ابنائهم وعلى كبار السن من مسيلات الدموع التي تستخدم بكثافة لتفريق المتظاهرين.
وأكد محمد كاظم (خال الشاب) أن المتوفى شارك في التظاهرات التي خرجت في السنابس، وبعد ذلك انتقل إلى جدحفص، مشيراً إلى أن سبب الوفاة قد تكون من مسيلات الدموع أو الجري السريع، لافتاً إلى أنهم لا يزالون ينتظرون التقرير الطبي.
وقال ( دخلنا إلى المشرحة ولم نلاحظ على الجثة أي آثار للضرب أبداً) . من جانب آخر، نقل خال المتوفى عن الطبيب الذي كشف على المتوفى في المستشفى الدولي بأنه غير متأكد من سبب الوفاة، لكنه رجح بأن السبب يعود إلى هبوط في الدورة الدموية.
ودرجت لجنة الشهداء وضحايا التعذيب التي يقودها ناشطون شيعة على التظاهر سنويا في 17 كانون الاول/ديسمبر من كل عام للمطالبة بمحاكمة مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الانسان في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وتعويض ضحايا هذه الانتهاكات.
التعليقات