واشنطن، دبي: دفع اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو فجأة الخميس المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية الى التحدث عن الارهاب والامن القومي قبل اسبوع من بدء اولى الانتخابات التمهيدية.
وقد اعاد اغتيال بنازير بوتو موضوع quot;الحرب ضد الارهابquot; الى محور الحملة الانتخابية التي طغت عليها حتى ذلك الحين ملفات اجتماعية اقتصادية وكذلك الاسئلة حول الشخصيات الافضل لادارة ازمات دولية، قبل اسبوع على بدء المجالس الانتخابية في ايوا (وسط) في 3 كانون الثاني/يناير.
وكل المرشحين سارعوا الى اعلان معرفتهم الشخصية ببنازير بوتو او الرئيس الباكستاني برويز مشرف.وبعد ان اكدت انها تعرف بوتو منذ فترة طويلة، اعتبرت السيدة الاولى سابقا هيلاري كلينتون ان quot;مقتلها يشكل ماساة لبلادها وتذكيرا رهيبا بالعمل الذي لا يزال يجب انجازه لارساء السلام والاستقرار والامل في مناطق في العالم غالبا ما يشلها الخوف والحقد والعنفquot;.
من جهته قال جون ادواردز، الثالث في ترتيب المرشحين الديموقراطيين، انه تحدث مع الرئيس مشرف بعد اغتيال بوتو لكي يطلب اليه العمل من اجل ارساء الديموقراطية في البلاد وافساح المجال امام اجراء تحقيق دولي.وكانت هيلاري كلينتون حذرت امس مرة جديدة الناخبين من مخاطر اختيار رئيس لا يتمتع بخبرة كافية في حين quot;لا نعرف كل المشاكل غير المتوقعة التي يمكن ان تستجد امام المكتب الرئاسيquot;.
اما منافسها باراك اوباما المستهدف الرئيسي في هذا التحذير، فقد عبر عن صدمته وحزنه ازاء هذه quot;الفظاعة الارهابيةquot; ودعا الى الحزم quot;في رغبتنا انهاء مثل هذا النوع من الاعمال الارهابية التي تشهدها ليست فقط باكستان وانما مناطق اخرى في العالمquot;.وردا على سؤال من صحافي قلق من اثر هذه الازمة على ترشيح اوباما، اثار مستشاره ديفيد اكسيلرود مرة جديدة خطأ التقدير الذي تمثله حرب العراق التي صوتت هيلاري كلينتون لصالحها في العام 2002.وقال اكسيلرود ان quot;احد الاسباب التي تقف وراء وجود باكستان في مثل هذا الاضطراب هو ان القاعدة تزداد قوة (...) انها نتيجة ارتكابنا خطأ في التقدير عبر الذهاب الى العراقquot;.
من جهته ذكر جوزف بيدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بانه طلب في الاونة الاخيرة من الرئيس برويز مشرف تامين حماية افضل لبنازير بوتو.وقال انه quot;يوم رهيبquot; معبرا عن اقتناعه بان quot;بوتو كانت لتكسب انتخابات حرة الاسبوع المقبلquot;. واضاف ان quot;الفشل في حماية بوتو يثير الكثير من التساؤلات حول الحكومة واجهزة الامنquot;.من جهة الجمهوريين، اعتبر رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني الذي يركز حملته الانتخابية على موضوع الامن القومي، ان اغتيال بوتو يذكر بان quot;الارهاب سواء كان في نيويورك او لندن او تل ابيب او روالبندي هو عدو الحريةquot;.
وقال quot;علينا مضاعفة الجهود لكسب حرب الارهابيين ضدناquot; مكررا بذلك احد شعارات حملته الانتخابية.من جانبه قال السناتور جون ماكين انه quot;متاكد من انه كان سيتمكن من ادارة هذه الازمةquot; لو كان رئيسا. واوضح في حديث لشبكة quot;ام اس ان بي سيquot; انه التقى quot;بنازير بوتو، واعرف جيدا مشرف، كما انني اعرف المنطقة وزرت باكستان عدة مرات كما ذهبت الى وزيرستانquot; المنطقة القبلية في شمال غرب باكستان.
صحف الشرق الاوسط تخشى ان تعم الفوضى باكستان بعد اغتيال بوتو

من جهة ثانية عبرت الصحف الصادرة في منطقة الشرق الاوسط الجمعة عن خشيتها من ان تعم الفوضى باكستان بعد اغتيال الزعيمة المعارضة بنازير بوتو الخميس.وكتبت صحيفة الخليج تايمز الصادرة بالانكليزية في دولة الامارات حيث تعيش جالية باكستانية كبيرة ان quot;هناك اليوم مخاوف كبيرة من اندلاع مواجهات كثيفة في عموم باكستان تؤدي الى فرض حال الطوارىء مجددا وتعطل العملية الانتخابيةquot;.
ودعت الصحيفة الباكستانيين الى quot;الحفاظ على الهدوء حتى لا تشهد البلاد اضطرابات جديدةquot;.واعتبرت صحيفة الخليج الاماراتية ان quot;ما يحدث في باكستان يدفع الى وضع الايدي على القلوب خشية وخوفا (..) قلوبنا مع باكستانquot;.وكتبت صحيفة اراب نيوز السعودية من جانبها ان اغتيال بوتو quot;يستهدف باكستان ويهدف الى اغراق الحياة السياسية الباكستانية في الفوضىquot;.
وعنونت صحيفة جوردان تايمز الاردنية الصادرة بالانكليزية quot;يجب الا ندع الارهاب ينتصرquot;.وحيت الصحيفة في بوتو quot;قائدة شجاعة شديدة العزمquot;، مؤكدة ان الهدف من وراء اغتيالها كان ضرب quot;الاستقرار والديموقراطية في باكستانquot;. واعبرت عن املها في ان يتفادى الباكستانيون الخوض quot;في دورة جديدة من العنفquot;.
وعبرت صحف اخرى مثل الدستور والرأي الاردنيتين وصحيفة المصري اليوم المصرية عن خشيتها من ان يؤدي اغتيال بوتو الى اندلاع حرب اهلية.ودانت صحيفة الراي الحكومية الاردنية quot;العمل الارهابي البشعquot;، مؤكدة ان quot;الخلافات السياسية لا تبرر باي حال مثل هذه الاعمال الارهابيةquot; ومحذرة من ان quot;مثل هذه الاعتداءات تضع البلاد على تخوم حرب اهليةquot;.وكتبت صحيفة النهار اللبنانية ان quot;العالم لفه الذهول للغياب المأساوي للمراة التي عدت دائما نموذج اسلاميا معتدلاquot;.
وتابعت الصحيفة انه quot;بغياب بنازير عن 54 سنة تكثر التساؤلات عن مستقبل ما تبقى من ديموقراطية في باكستان اذ صار مصير الانتخابات مجهولا وقرر غريم بوتو رئيس الوزرءا السابق نواز شريف مقاطعتها ودعا الرئيس الجنرال مشرف الى الاستقالة متعهدا خوض معركة المعارضةquot;.وكتبت صحيفة دايلي ستار الصادرة بالانكليزية في بيروت ان اغتيال بوتو يظهر quot;الى اي درجة بات هذا النوع من الاحداث معهودا في هذه المنطقة المضطربة التي تمتد من شمال افريقيا الى جنوب اسيا مرورا بالشرق الاوسطquot;.
ولكن صحيفة الحياة العربية الصادرة في لندن اعتبرت مقتل بوتو حتميا نظرا للتهديد الذي كانت تمثله بالنسبة للعسكريين والاسلاميين.وكتبت الصحيفة انه quot;كان من الصعب ان تبقى حية الى موعد الانتخابات التشريعية وكان من الصعب ان تبقى حية بعد الانتخابات لتدخل قاعة البرلمان او مقر رئاسة الوزراءquot;.
واضافت الصحيفة ان quot;هذه المراة اكبر من قدرة خصومها على الاحتمال فبرنامجها انتحاري اصلا .. كانت تطالب الجنرالات بالعودة الى الثكن بعدما ادمنوا الاقامة في مواقع القرار (..) وتعارض امتلاك الاحزاب ميليشيات مسلحة وتطالب باسقاط الدويلات القائمة في الاقاليم وبلجم مصانع التطرف في المدارس الدينية الطالبانية الهوىquot;.
واعتبرت صحف اخرى ان الزعيمة المعارضة التي كانت عودتها من المنفى عملا شجاعا لم تتخذ ما يكفي من الحيطة والتدابير الامنية للحفاظ على حياتها.وكتبت صحيفة الخليج نيوز الاماراتية quot;اعتبرت عودتها الى باكستان من اجل الانتخابات عملا شجاعا. لكن الاعمال الشجاعة يمكن ان تتحول الى تهورquot;.
واعتبرت صحيفة اراب نيوز ان بوتو quot;قللت من جسامة المخاطرquot; التي تحيط بها رغم الاعتداء الدامي الذي اودى بحياة 139 شخصا في كراتشي اثر عودتها في تشرين الاول/اكتوبر.واضافت الصحيفة السعودية ان هذا الاعتداء quot;كان حريا به ان ينبهها الى ما يتربص بها. ولكن حتى وان حولت مقر اقامتها الى ما يشبه حصنا منيعا فهي لم تلتزم الحذر اللازم لدى خروجهاquot;.
وكتبت الصحيفة انها خلال تجمع الخميس الانتخابي في روالبندي والذي اصيبت بعده برصاصة في العنق اطلقها الانتحاري قبل ان يفجر شحنته quot;لم تكن ترتدي سترة واقية من الرصاص وكانت هدفا محتملا لرصاص قناص او لقنبلةquot;.
البيت الابيض يبدي حذرا ازاء اتهامات باكستان للقاعدة بالضلوع في اغتيال بوتو

الى ذلك قال متحدث باسم البيت الابيض الجمعة ان المخابرات الاميركية تواصل السعي لمعرفة من الذي قتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو رغم تاكيدات رسمية باكستانية بوقوف القاعدة وراء جريمة الاغتيال هذه. وقال سكوت ستنزيل في كروفورد (تكساس، جنوب) حيث توجه الرئيس بوش الاربعاء لقضاء عطلة نهاية السنة في مزرعته quot;هناك الكثير من الجهات التي تبنت الحادث. واجهزتنا الاستخباراتية تواصل بحث المسالةquot;.
وقد اشارت وزارة الداخلية الباكستانية الجمعة الى رصد اتصال هاتفي من القاعدة بعد حادث الاغتيال وتحدثت عن وجود quot;دليل دامغquot;. وكان المتحدث نفسه اشار الخميس الى القاعدة ناسبا الاعتداء الى quot;اعداء الديموقراطيةquot; الذين يستخدمون نفس اساليب تنظيم القاعدة.