الحكومة تدعي ضلوع القاعدة في اغتيالها
فرحة الله بابر: بيت الله محسود لا يكن العداء لبوتو
عبدالخالق همدر من اسلام اباد: طبعا اغتيال زعيمة حزب الشعب الباكستاني سيخلف أثرا بعيد المدى على الساحة السياسية الباكستانية، لأنها كانت الزعيمة التي تحظى بشعبية في أقاليم باكستان الأربعة كلها مع فرق في نسبة تلك الشعبية بين الأقاليم. وقد أدلت الحكومة بتصريحات متضاربة عن سبب وفاتها. فقالت إنها ماتت بسبب طلقة نارية أصابتها ثم غيرت موقفها وذكرت أن إصابتها بشظايا قنبلة أدت إلى وفاتها... وأخيرا جاء بيان الذي أصدرته الداخلية واكد وفاتها بسبب اصطدامها بسيارتها إثر الانفجار ... كما أنها ادعت بضلوع القاعدة وعلى سبيل الخصوص قائد طالبان في المناطق القبليبة بيت الله محسود ... وقد عرض الناطق باسم الخارجية الباكستاني العميد المتقاعد جاويد إقبال شيما حوارا كتابيا على الصحفيين مشيرا إلى أنه جرى بين بيت الله وأحد أنصاره عقب اغتيال بوتو.
وفي هذا الإطار أجرت إذاعة الـ بي بي سي الأردية مقابلة هاتفية مع فرحة الله بابر أحد أبرز القيادات لحزب الشعب الباكستاني لمعرفة موقفه مما تقول الحكومة. فوصف فرحة الله التصريحات الأخيرة محاولة لتغطية المجرمين الحقيقيين. كما أنه دعا إلى إجراء تحقيق حسب خطوط عريضة أشارت إليها بينظير بوتو بعد تفجيرات كراتشي للتوصل إلى الحقائق. أضف إلى ذلك أنه رفض تورط بيت الله محسود في ذلك الحادث الأليم.
وإليكم نص المقابلة التي نقلها إلى العربية مراسل إيلاف في باكستان عبد الخالق همدرد:
-السيد فرحة الله بابر ! تدعي الحكومة بأن بيت الله محسود قام بالهجوم على بينظير بوتو. ما ذا تقول أنت؟
فرحة الله بابر: نحن نرفض هذا الادعاء. ولعلك تذكر قد قيل ذلك عقب تفجيرات 19 أكتوبر أيضا ، لكن رفض بيت الله محسود ذلك عن طريق الجرائد وبعدها بعث برسالة إلى المحترمة ndash; بينظير بوتو- بأنه ليست له أي علاقة بذلك الحادث وأنه لا يقوم بمثل تلك الأمور وليس له أي عداء مع بوتو أو حزب الشعب الباكستاني. كما أنه دعا المحترمة إلى محاولة للكشف عن أعدائها. ومن هذا المنطلق أرى أن الحكومة أدلت بذلك التصريح لتحريف التركيز. وهذه محاولة لتغطية المجرمين الحقيقيين.
-السيد فرحة الله! قد قرأ شيما ndash; العميد المتقاعد جاويد إقبال شيما - رئيس قسم تنظيم الأزمات نص الحوار الذي دار بين بيت الله محسود وأحد أنصاره. وإذا ترى أن ذلك التصريح محاولة لتحريف التركيز فمن وراء ذلك الحادث؟ هل لديكم أي مؤشرات أخرى وهل لديكم أي تحقيق تقومون به أنتم؟ من المسؤول ؟
فرحة الله بابر: في سؤالك سؤالان. قلت أنه أسمع شريطا أو نصا. يمكن قد أسمع ذلك النص عميد أو وزارة الداخلية، لكن لا يعني ذلك لزوم أن يكون ذلك النص للحوار الذي دار بين بيت الله محسود وبين أحد رفاقه في الظاهر. من الممكن أنه تمت كتابة ذلك النص في غرفة سرية لجهاز سري وأن يكون مزيفا. ينبغي إجراء تحقيق في هل بيت الله محسود بنفسه قال ذلك. ولو قال ذلك فإنه لم يكن من الممكن أن يبعث بتلك الرسالة إلى المحترمة بعد تفجيرات 19 أكتوبر بأنه ليست له أية علاقة بذلك الحادث وتلك العملية.
أما بالنسبة إلى سؤالك الثاني من يمكن أن يكون ضالعا فيه. أنا لا أستطيع أن أطيل الكلام في هذا الصدد سوى أن المحترمة بوتو كانت وجهت رسالة إلى الرئيس مشرف في 16 أكتوبر. وقد أشارت إلى ثلاثة أشخاص فيها وقالت ينبغي إجراء تحقيق في أن حياتها مهددة. وقد كتبت تلك الرسالة مشيرة إلى ذلك التهديد. وعندما قامت بتسجيل البلاغ عن مأساة 19 أكتوبر اعتبرت تلك الرسالة جزءا منه.
-معنى ذلك أنك تريد إجراء تحقيق في ضوء تلك الأسماء الثلاثة المذكورة في تلك الرسالة...
فرحة الله بابر: نرى أنه كان ينبغي إجراء تحقيق حول رسالة المحترمة. وإذا لم يتم ذلك الأمر في الماضي ينبغي القيام به الآن أيضا، لأن المذكورين فيها إذا كانوا أبرياء فسوف يبرئهم التحقيق. وإذا كانوا متورطين مذنبين فينبغي إلحاق العقوبة التي يستحقونها بهم. وبناء على إمكانية الشك في تورطهم لم تكشف المحترمة عن تلك الرسالة إلى اليوم. كما أنها لم ترفق نسخة منها البلاغ الأولي، سوى أن كتبت بأنه ينبغي اعتبار تلك الرسالة جزءا من هذا البلاغ. ولو تم إجراء تحقيق في هذا الأمر لعل حادثة الخميس لم تحدث.
-صحيح. يقال بعض الأحيان إنها أصيبت بجرح وأحيانا يقال أصيبت بعيار ناري وأحيانا يقال عن إصابتها بشظية. ما هي الحقيقة؟ عندكم معلومات كاملة عنها. كيف حدث موتها؟
فرحة الله بابر: كنا قريبا جدا منها ndash; بينظير بوتو- وكنت جالسا في سيارة الحماية التي كانت تتقدم سيارتها، كما أن أحد كبار القياديين كان مع المحترمة في سيارتها، وكانت سيارة أخرى خلف سيارتها. وقد اتضح أمر واحد، عندما وصلنا إلى الطريق العام مارين بالبوابة الرئيسة لـ لياقت باغ ndash; حديقة لياقت ndash; سُمع صوت ثلاث أو أربع طلقات قناص وتلاها انفجار. ولا أستطيع القول هل أصيبت المحترمة بالطلقة أم بشظايا، لكن كانت طلقات قناص وتزامن معها انفجار. وإذا أصيبت بطلقة فإن الرامي كان ماهرا جدا ومختبئا في مكان لم يستطع الناس رؤيته. والقول بأن أحدا شهر مسدسا من بين الجماهير، أنا بنفسي لا أستطيع الاتفاق بهذا الرأي، لأن ذلك الأمر لا يمكن ولا يسهل. يبدو أنه كان عملا لقناص. ولا أستطيع إطالة الكلام في هذا الموضوع، لأن quot; زيادة إيضاح هذا السر ذنبquot;.
التعليقات