والدة زياد غندور
بيروت: دان الرئيس اللبناني اميل لحود بشدة جريمة قتل الشابين زياد غندور وزياد قبلان، اللذين فقدا منذ الإثنين من منطقة وطى المصيطبة في بيروت، أحد معاقل الحزب التقدمي الإشتراكي،داعيا القيادات السياسية الى التحلي بالحكمة والثقة بجهود الاجهزة الامنية والقضائية. واعتبر الرئيس لحود في بيان رئاسي ان جريمة قتل المواطنيين quot;تستهدف زرع الفتنة في لبنان بعد فشل كل المحاولات التي بذلها المتآمرون لجر البلاد الى مواجهة داخليةquot;.

ودعا اللبنانيين الى quot;التنبه الى ما يخطط للبنان وتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر لا سيما وان التجارب السابقة اظهرت ان كل مواجهة بين اللبنانيين كانت تسبقها حوادث تهدف الى اثارة ردود فعل تزيد الوضع خطورة واحتقاناquot;.

و أثار نبأ العثور على جثتي زياد قبلان وزياد غندور مقتولين صدمة قوية في انحاء لبنان تخوفا من تحولها الى شرارة فتنة مذهبية وطائفية ينتج عنها حرب اهلية لا يريدها الشعب اللبناني.وفور شيوع هذا النبأ انطلقت الدعوات من القيادات السياسية والروحية تطالب بضبط النفس وترك الامور للسلطات الرسمية لاستيعاب حادث القتل لاسيما انه وقع في سياق التوتر السياسي القائم.

وقد طالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي اليه الشابان قبلان وغندور المواطنين بالتزام الهدوء قائلا quot;لنبعد السياسة عن هذه الجريمة ولنترك القضاء يأخذ مجراهquot;.وأعرب الزعيم الدرزي عن تعاطفه مع عائلتي الفقيدين. وقال لهم: quot;الحزب إلى جانبكم لكننا في الأساس إحتكمنا إلى الدولة وسنستمر بموقفناquot;.وأضاف: quot;عندما اتهمونا بقتل عدنان شمص إحتكمنا إلى القضاء الذي اعتقل الفاعلquot;. ورغم دعوة جنبلاط، شهدت منطقة وطى المصيطبة توترًا ملحوظًا وفق مصور وكالة فرانس برس. فقد تجمع عشرات الأشخاص قرب منزل القتيلين. وحاول بعضهم قطع الطريق بمستوعبات النفايات لكن عناصر الجيش التي انتشرت بقوة في المنطقة حالت دون ذلك.

من جانبه حذر زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري الموجود خارج لبنان حاليا من quot;مخاطر هذه الاعمالquot;.

ودان (حزب الله) بشدة quot;جريمة القتل المروعةquot; داعيا الاجهزة الرسمية الامنية والقضائية الى القيام بمسؤولياتها الكاملة quot;في الكشف عن المجرمين وملاحقتهم وسوقهم الى العدالة لنيل العقاب المستحقquot;.

بدورها اكدت حركة امل quot;ضرورة ان تتحمل الاجهزة الامنية مسؤولياتها لكشف الفاعلين وانزال اشد العقوبات بهمquot; واهابت quot;بكل المخلصين العمل على قطع الطريق على مريدي الشر واثارة الفتنة في البلادquot;.

اما نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان فقد دعا اللبنانيين الى quot;مواجهة هذه الروح الاجرامية بتعميق وحدتهم وتعزيز تعاونهم ونبذ الخلافاتquot; في حين نبه مفتي جبل لبنان محمد الجوزو من quot;الانجرار وراء الفتنquot;.

في غضون ذلك اعلن وزير التربية اللبناني خالد قباني عن اقفال الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة في لبنان حدادا على الشابين. وكانت الاجهزة الامنية قد عثرت مساء اليوم على جثتي الشابين في بلدة (جدرا) على ساحل اقليم الخروب حوالي 45 كيلومترا جنوب بيروت.

ووصف مصدر امني لبناني الجو السائد في بيروت حاليا بانه quot;متوتر جداquot; وان quot;الحركة اصبحت خفيفة بعد الحادثquot;. واكد ان الاجهزة الامنية انتشرت بشكل كثيف في انحاء بيروت ومناطق اخرى تحسبا لاي اعمال انتقامية.

وربطت تقارير اعلامية بين اختطاف الشابين ومصرع احد مؤيدي حركة (امل) المعارضة ويدعى عدنان شمص في المواجهات الدامية التي وقعت بين انصار المعارضة ومؤيدي الحكومة في محيط جامعة بيروت العربية في ال25 من يناير الماضي وادت الى قتل اربعة اشخاص بمن فيهم شمص الا ان عائلة شمص نفت في وقت سابق تورطه في عملية الاختطاف.

ويشهد لبنان منذ تشرين الثاني (نوفمبر) أزمة تتمحور حول تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي المكلفة محاكمة المتهمين بإغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والتي تطالب المعارضة بتعديل نظامها بما يحول دون quot;تسييسهاquot;، فيما تتهم الأكثرية المعارضة بالسعي إلى عدم إقرارها بهدف التغطية على تورط سوري محتمل في عملية الإغتيال.كما تتمحور الأزمة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ترفض الأكثرية أن توفر للمعارضة إمكانية التحكم بالقرارات المهمة وبمصير الحكومة فيها.